Thursday 2 October 2025
مجتمع

يونس بلعايدي: غضب جيل زيد ليس مجرد احتجاجات بل تمرد طبقي يكسر صمت الهامش

يونس بلعايدي: غضب جيل زيد ليس مجرد احتجاجات بل تمرد طبقي يكسر صمت الهامش يونس بلعايدي الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية ومشهد من أعمال التخريب
قال يونس بلعايدي الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية إن غضب جيل زيد ليس مجرد احتجاجات بل هو تمرد طبقي عفوي يكسر صمت الهامش،  مبديا رفضه لاختزال العنف الذي رافق بعض هذه التحركات إلى مجرد "اختيار متعمد"، بل هو انعكاس لضغوط النظام الرأسمالي التبعي الذي يضخم اليأس الاقتصادي ويسحق الكرامة الإنسانية.

وأشار بلعايدي أن الشباب خرج بشعارات لا تحتمل التأويل: صحة، تعليم، كرامة، وإسقاط جذري للفساد، لكن، في مواجهة هذه الإرادة الشعبية، لم يجدوا إلا القبضة الباطشة - يضيف محاورنا-.
 
وأضاف أن الأمر يتعلق بأزمة هيكلية عميقة؛ هي محصلة سنوات من الخصخصة التي فتتت الخدمات الاجتماعية، والسياسات الليبرالية الجديدة التي كرست اتساع رقعة البطالة في صفوف حاملي الشهادات ومستنزفي الطبقة العاملة، وغلاء المعيشة الخانق الذي يجعل الطبقات الفقيرة والكادحة تعيش على حافة الهاوية. 
 
وعندما يخرج هذا الجيل إلى الساحات العامة للمطالبة بـحقوقه المسلوبة - يقول بلعايدي  - يجد أمامه قوات الأمن التي تُقَدَّم على أنها الحل، بدلا من الاعتراف بحقه الدستوري في التعبير والمطالبة.
 
مضيفا بأن الوعي الطبقي لا يغيب. ثم إن إقرار شباب الحراك بأن السلمية هي جوهر المقاومة واستنكارهم للانزلاقات الفردية، هو دليل على النضج السياسي وقدرتهم على التمييز بين أفعال الاحتجاج الراقية وردود الفعل المشتتة. هذا النقد الذاتي يعزز من شرعية مطالبهم التي تخدم مصالح الأغلبية الساحقة من الشعب.

وأكد بلعايدي أن احتواء الموقف لا يتم عبر خطاب الشيطنة والتخوين، بل يبدأ بـالاعتراف الصريح والجريء بأن هذه الحركة هي صوت الجياع والمغضوب عليهم، وأنها تمثل امتدادا للنضال من أجل الحق في التنظيم والتظاهر السلمي. الحل يكمن في فتح حوار جذري وفعلي مع هذا الجيل، حوار يتجاوز البيروقراطية الرسمية ويقر بأن المطالب تفرض تغييرا في النموذج التنموي بأكمله، نموذج يضع العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة في صلب اهتماماته.