في سنة 2007، توج جبل إيغود كأقدم موقع أثري للإنسان العاقل، ولكي يبرهن كل من عبد الواحد بن نصر، أستاذ باحث في المعهد الوطني المغربي لعلوم الآثار والتراث، و«جون جاك هوبلان» أستاذ الأنثروبولوجيا التطورية حاليا في «معهد ماكس بلانك» بلايبزيغ الألمانية، على فرضيتهما قررا الاستمرار في التنقيب والبحث مجددا بمنجم جبل إيغود منذ 26 فبراير من سنة 2007، بمعية فريق دولي من علماء الآثار والإنسان القديم.
وقد أسفرت الحفريات التي قام بها الفريق الذي كان يشرف عليه الدكتور عبد الواحد بنصر، رفقة الفرنسي «هوبلان» على اكتشاف جمجمة مجزأة لإنسان من جنس Homo Sapiens الإنسان العاقل في المغرب.
وعثر على هذه الجمجمة الجزئية على مستوى طبقاتي محدد بدقة، حدد تاريخها آنذاك ب: 160 ألف سنة على الأقل، حسب الأستاذ عبد الواحد بنصر.
وما هو مهم – يضيف نفس الأستاذ – «هو أن هذه الجمجمة هي أقدم واحدة في العالم يعثر عليها في موضعها الطبيعي»، مما يسمح بتتويج جبل إيغود بمنطقة أحمر بإقليم اليوسفية، كأقدم موقع أثري للإنسان العاقل في العالم.
ومن هنا أعتبر جبل إيغود أحد أهم المواقع الأثرية بالمغرب، وهو يحتاج إلى العناية والاهتمام، اعتبارا لأهميته التاريخية وما يحتوي عليه من معالم الحياة البشرية القديمة، إضافة إلى ما يمكن أن يقدمه -كموقع أثري - للأثريين ومحترفي علم الإحاثة من معلومات إضافية... هذا إلى جانب توفره على مجموعة المؤهلات الطبيعية (كهوف، مغارات، بحيرة باطنية، نباتات متنوعة...) وحيوانية، تسمح بتحويله – إضافة إلى أهميته الأركيولوجية - إلى مرفق سياحي مهم، خاصة أنه مفتوح على مجموعة من المدن السياحية: أگادير، الصويرة، آسفي، ومراكش.
والمأمول أن تشكل النسخة الأولى لمهرجان هذا المجال الجغرافي حاليا، (مهرجان جبل ايغود الثقافي والسياحي)، المنظم من طرف الجماعة الترابية إيغود، بشراكة مع مختلف الشركاء المؤسساتيين، أيام 4 -5 -6 شتنبر 2025، والمؤهلات البنيوية التي وفرتها مختلف القطاعات الحكومية، الخطوات الأولى لتسويق وترويج هذا المنتوج الأركيولوجي والسياحي ذي الأبعاد المتعددة.