في خطوة تصعيدية تعكس حجم التوتر الذي يرافق النقاش حول إصلاح التعليم العالي، أعلن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بجامعة ابن زهر بأكادير رفضه القاطع لمشروع القانون الجديد رقم 59.24، المنظم للتعليم العالي والبحث العلمي، واصفا إياه بـ"المسعى التحكمي الذي يهدد استقلالية الجامعة العمومية وكرامة الأستاذ الباحث".
وأوضحت النقابة في بيان لها، توصلت به "أنفاس بريس"، أن الوزارة الوصية أقدمت على صياغة مشروع القانون وفرض دفتر جديد للضوابط البيداغوجية "في تغييب تام للنقابة الوطنية وللأساتذة الباحثين وهياكلهم المنتخبة"، معتبرة أن ما يجري "اعتداء صريح على استقلالية الجامعة ووصاية سلطوية تُفرغها من روحها الفكرية وحريتها الأكاديمية، وتمهد لضرب مجانية التعليم العالي".
وأشار البيان النقابي إلى أن المشروع الجديد يروم "إخضاع الجامعة لمجلس أمناء فوقي من خارجها"، في ما وصفته النقابة بمحاولة "السطو على اختصاصات مجالس الجامعات المنتخبة ومصادرة الحرية الأكاديمية"، مع فتح الباب أمام الخصخصة وتحويل الجامعة إلى "سلعة تخضع لمنطق السوق".
وفي هذا السياق، أعلن المكتب الجهوي مجموعة من المواقف أبرزها، التصدي بقوة لكل محاولات ضرب استقلالية الجامعة العمومية وتهميش هياكلها المنتخبة، والتنديد الشديد ورفض مشروع القانون 59.24 بصيغته الحالية، مع المطالبة بفتحه للنقاش العمومي وإشراك فعلي للأساتذة الباحثين.
كما شدد البيان ذاته على رفض مجلس الأمناء الجديد باعتباره "وصاية سياسية وإدارية مرفوضة وتهديدا للحرية الأكاديمية"، مع شجب استفراد الوزارة بإعداد دفتر الضوابط البيداغوجية دون إشراك المعنيين.
وفي خطوة موازية، دعا المكتب الجهوي إلى بناء جبهة وطنية واسعة للدفاع عن مجانية وجودة التعليم العالي العمومي، مطالبا المكتب الوطني واللجنة الإدارية للنقابة ببلورة برنامج نضالي تصعيدي يتناسب مع خطورة المرحلة، خلال اجتماعها المقرر يوم 14 شتنبر الجاري. كما دعا الفروع الجهوية والمحلية إلى رص الصفوف والتعبئة الشاملة في معركة يعتبرها "مصيرية ولا تحتمل التردد".
إلى جانب ذلك، استغرب المكتب الجهوي ما أسماه "تهريب رئاسة جامعة ابن زهر للنقاش حول نظام التوقيت الميسر"، بعد عرضه على مجلس التدبير في عز العطلة الصيفية يوم 11 غشت الماضي، والمصادقة عن بعد على التكاليف المادية المؤداة في التكوين، "دون فتح نقاش مسبق حول ضوابط هذه التكوينات ونظامها الداخلي".
وختم البيان النقابي بالتشديد على أن "الجامعة ليست جدرانا ولا مساطر جامدة، بل ضمير الوطن وعقل الأمة"، محذرا من أن أي مساس بها "هو عبث بمستقبل المغرب برمته".