Tuesday 26 August 2025
فن وثقافة

عَلَّامْ سَرْبَةْ "خَيْرْ لَبْلَادْ" يوثق أقوى إشراقات تراثنا بِمُوسَمْ مُولَايْ عَبْدِ اللهْ أَمْغَارْ

 
 
عَلَّامْ سَرْبَةْ "خَيْرْ لَبْلَادْ" يوثق أقوى إشراقات تراثنا بِمُوسَمْ مُولَايْ عَبْدِ اللهْ أَمْغَارْ برنامج "خير لبلاد" يوثق لحظات استثنائية من موسم مولاي عبد الله أمغار ويكشف عن عمق عشق المغاربة لفن التبوريدة
توفق برنامج "خَيْرْ لَبْلَادْ" في توثيق لحظات استثنائية تنبض بعشق الأرض والإنسان ومعاني الجمال، والوقوف على ارتفاع منسوب حب فن ورياضة التّْبَوْرِيدَةْ من طرف محبي تراث الفروسية التقليدية، حيث ركزت عدسة كاميرا معد ومقدم البرنامج الزميل بنداوود زواياها المضيئة والمشرقة على توثيق ونقل مشاهد قوية، استرجعنا من خلالها مع أفراد أسرنا أمام شاشة القناة الثانية " 2M" يوم الأحد 24 غشت 2025، نوستالجيا ذاكرة مُوسَمْ مُولَايْ عَبْدْ اللهْ أمْغَارْ. تلك المشاهد التي تمثل فعلا عشقنا الطفولي ونحن نتجول رفقة آبائنا وأمهاتنا بين ممرات مرافق سوق هذا الْمَوْسِمَ التاريخي والتراثي، الذي يجمع بين صور الفرجة وسط محرك الفروسية التقليدية، ولحظات عروض الصيد بالصقور مع لقواسم ـ حْكَامَةْ الطَّيْرْ الْحَرْ ـ دون الحديث عن نجاحه في مشاركتنا وتقاسمنا جميعا نكهة أمكنة مقاهي الشَّايْ والسَّفَنْجْ، وفضاءات شِوَاء لَحم الغنم، وشَوَّايَةْ سمك سردين لَبْلَادْ، فضلا عن تصوير جمالية نقط بيع مكسرات الفواكه الجافة والحلويات، مرورا بالمنتوجات الفلاحية الموسمية، وغيرها من أغراض استهلاكية تعد أساسية بالنسبة لعلاقتنا مع مفهوم الزْيَارَةْ والْبَرَكَةْ الحاملة لرموز ودلالات معانى مفهوم كلمة "تَمَغْرَبِيتْ".
 
إن توثيق برنامج "خَيْرْ لَبْلَادْ" لمشاهد امتداد زرقة مياه البحر، وتحليق النوارس بالقرب من صومعة المسجد الشامخة، والشاهدة على ثبات أساسات قُبَّة نفس الولي الصالح، تؤكد للمشاهد/المتلقي، أننا فعلا في حضرة "مُولَايْ عَبْدِ اللهْ" حيث تبصم صور مرور الفرسان على صهوة الخيول على أيقاع موسيقى "الْحَوَافِرْ" وهي تدكّّ الشارع الرئيسي مرورا على خيم "الْبَّارْدِيَّةْ" المصطفة يمينا ويسارا، معلنة إشارة ساعة انطلاق عدّاد تقديم عروض التبوريدة، التي يحج لمتابعتها آلاف الزوار من المواطنات والمواطنين أطفالا وشيبا وشبابا، من مختلف جهات المملكة المغربية. فعلا إنه برنامج "خَيْرْ لَبْلَادْ" الذي تَحَمَّلَ على عاتقه تقديم خلاصات عصارة فقرات احتفالية وفرجوية بكل احترافية ومهنية قل نظيرها.
 
عن موسم مُولَايْ عَبْدِ اللهْ، أوضح معد ومقدم برنامج "خَيْرْ لَبْلَادْ" بقوله أن هذا الموسم يعتبر موعدا يتجدد كل سنة للإحتفال بالأرض والإنسان. ويحتفل أيضا بـ "التّْرَابْ والْخَيْلْ". وهو تتويج لكل من حمل الإرتباط بتوثيق كل ما هو أصيل وتراثي. لذلك وصف الزميل بنداوود مَوْسِمْ مُولَايْ عَبْدِ اللهْ أَمْغَارْ بـ "الجامع لكل أشكال الفرح والفرجة"، حيث أعلن في بداية الحلقة أنه سيقتفي "أثر حوافر الخيل، في رحلة بحت واستطلاع لحرب رمزية، ـ قائدها هو الفارس ـ ليقربنا من أجواء وطقوس "لَوْثَاقْ" ورائحة "تْرَابْ الْمَحْرَكْ" مؤكدا على أن الموسم يحكي قصة تروى من أجل تأصيل هذا العشق بكل تفاصيله، على إيقاع "الْبَارُودْ" و "مَّالِينْ الْخَيْلْ" و "رِيحَةْ مِلْحْ لَبْحَرْ". معتبرا أن الموسم "هو منبع الاعتزاز بهذا الموروث الثقافي الشعبي، وهي بلا منازع رواية تحكى عن معنى "تَمَغْرَبِيتْ".
 
في سياق متصل لم تبخل كاميرا "خَيْرْ لَبْلَادْ" في إبراز جمال ومعاني خِيَّم الْبَّارْدِيَّةْ وكوالسها، وتقديم تصريحات من وسط "لَوْثَاقْ" كمكون أساسي من مكونات لَمَّةْ الْخَيْلْ والْفُرْسَانْ ومرافقيهم، حيث كشف البرنامج عن كنوز مستلزمات "السّْرُوتْ" ومقومات زينة الفارس والفرس ذات الصلة بالصناعة التقليدية الأصيلة للمحافظة على الهوية التراثية والموروث الشعبي، وسلط الضوء الزميل بنداوود، على معاني القيادة الصارمة والناجحة، وقدرتها على تملك مهارات فن ورياضة الفروسية التقليدية، وانضباط الفرسان ويقظتهم في حضرة "عَلَّامْ الْخَيْلْ" دون الإخلال بمرجعية المدرسة التي "تَشَيَّخَ" عليها وأخذ عنها طريقة الركوب وإطلاق البارود، بعيدا عن كل ما من شأنه خدش صورة "التّْبَوْرِيدَة".
 
الدرس الذي قدمه "خَيْرْ لَبْلَادْ" لصناع المحتوى في ميدان "التّْبَوْرِيدَةْ" كان درسا مهما، ربط بين النظرية والممارسة، على اعتبار أن الصورة اليوم تؤثر في المشاهد المتلقي بسرعة، حيث ركز في هذا السياق على نموذج الشاب الْبَّارْدِي صلاح عمران، الذي حول حلمه إلى حقيقة، لذلك فإن "أسلحة التبوريدة بالنسبة للفارس صلاح عمران في ميدان التبوريدة هي الحصان والمكحلة إلى جانب عدسة الكاميرا".
 
الفارس والفنان صلاح عمران أضحى اليوم، يتفنن في هوايته كـ "بَّارْدِي" وصانع محتوى ناجح في نفس الوقت، بحكم أنه يضبط عقارب مواضيع صوره التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الزمان والمكان بخبرته في هذا المجال، ويختار بحدسه ويقظة ذهنه، تيمة الصورة ذات الصلة بثقافة سنابك الخيل والبارود دون تسرع أو أن يلهث وراء الماديات. هذا هو الفنان و "الْبَّارْدِي" الطموح الذي جمع بين ركوب الخيل والبارود والفن الفوتوغرافي، حيث يستلهم صوره بإتقان، من الميدان بموهبة واحترافية قادته لترجمة لغة الخيل والبارود من مختلف زوايا جمالية الصورة المعبرة عن كنوز "خَيْرَ لَبْلَادْ".
 
بخطى واثقة عبرت كاميرا "خَيْرْ لَبْلَادْ" جسر تراث فن ورياضة التبوريدة، لتحط الرحال في ضيافة أبرز "بَّارْدِي" في عروض التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي" والأمر يتعلق بالفارس المقدام عبد الحق حشان ابن منطقة دكالة، الذي يتقن هذا الطقس المتفرد بحركاته ومهاراته ذات الصلة بمدرسة الطريقة الناصرية مع رفاقه الفرسان الذين يشكلون كتيبة طقس "الْفَرَّادِي" بمجموعة من المواسم والمهرجانات الوطنية، حيث شدد هذا الأخير على ضرورة توفر مواصفات خاصة في خيول التبوريدة بـ "الْفَرَّادِي" منها القوة والسرعة والذكاء والتجاوب مع الفارس أثناء تقديمه لحركات عروض التبوريدة بهذه الصيغة التراثية.
 
من جهة أخرى كشفت كاميرا "عَلَّامْ خَيْرْ لَبْلَادْ" عن بدايات أحد المتخصصين في نقل فعاليات عدة مواسم ومهرجانات بالمغرب، حيث فسح البرنامج لأول مرة المجال للمصور الفوتوغرافي ياسين عنيب الملقب بـ "تَشْوِيكَةْ"، باعتبار أن علاقته بعشق فن التبوريدة كانت "منذ أن صاحب والدته لأحد مواسم التبوريدة، لكن القدر شاء أن يفلت من يديها ويهم بالتجوال وحده رغم صغر سنه بين حوافر الخيل بعد أن استقطبته وذهلته مشاهد زينة الفرسان والخيول، فتولد لديه إحساس بالعشق والولع، ولم يلتحق بالبيت إلا بعد أن قضى وتره".
 
لقد كانت قصة ياسين جد معبرة على مستوى البدايات الأولى في هذا المجال، حيث تحول بقدرة شغف التصوير وعشق سنابك الخيل والبارود، إلى أحد رموز نقل فن ورياضة التبوريدة داخل بيوت المغاربة من خلال عدسة شاشته الصغيرة ومن تمة طور آليات اشتغاله في الميدان مما مكنه من خلق جمهور واسع على مستوى منصات التواصل الاجتماعي.
 
عَلَّامْ "خَيْرْ لَبْلَادْ" الزميل بنداوود قصاب، كشف في سياق متصل عن مشاركة فرسان البارود بدون خيول في مُوسَمْ مُولَايْ عَبْدِ اللهْ أمغار، حيث مثلوا منطقة جبالة الشامخة، وأبهروا الجمهور بلوحاتهم ورقصاتهم الحربية ذات الصلة بذاكرة المجاهدين ورجال المقاومة، مما بصم على أن طقوس وعادات تراث فن ورياضة التبوريدة تتعدد تقاليدها وعاداتها وفق تعدد روافدها وخصوصياتها بوطننا العزيز.