الوفد الطلابي من روسيا الاتحادية الذين أبدوا عن رغبتهم في تقاسم انطباعاتهم وتجربتهم، وذلك لإبراز جدوى فعالية الدورة التكوينية الصيفية في تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، التي تنظمها كلية أصول الدين بتطوان بشراكة مع مركز الثقافة العربية "الحضارة" بروسيا الاتحادية، في تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية. وكذا تقديم هدية من خلال هذا الحوار لتبقى ذكرى في مستقبل مسارهم التأهيلي. وفي هذا السياق، كانت هذه الإطلالة الثالثة مع الطالبة إيلوزا إسماعيل من خلال الحوار التالي :
بداية، نرحب بك إيلوزا. ونشكرك على قبول الدعوة. نود في مستهل هذا الحوار أن تعرفي بنفسك للقارئ العربي عموما، والقارئ المغربي خصوصا.
اسمي إيلوزا إسماعيل، من روسيا، أدرس بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، بكلية علم الأحياء والتكنولوجيا الحيوية، في تخصص التكنولوجيا الحيوية الخلوية والجزيئية. وأعمل بمسجد موسكو "الجامع" كمرشدة سياحية.
ما رأيك في محتوى برنامج الدورة التكوينية في اللغة العربية والثقافة المغربية بشكل عام؟
في إطار برنامج الدورة التكوينية في اللغة العربية والثقافة المغربية الذي شاركت فيه هذا الصيف، لم ننجح في تعلم اللغة العربية فحسب، بل نجحنا أيضا في مجالات متنوعة. وقد كانت الدراسة، التي نظمها مركز الثقافة العربية "الحضارة" بالتعاون مع كلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي، بشكل عام، ممتعة ومفيدة لكل الطلاب.
والشيء المهم للغاية في تعلم أي لغة أجنبية، هو ممارسة المهارات اللغوية المتنوعة. وهذا البرنامج التعليمي وفر للطلاب التدريب الأساسي لتعلم اللغة العربية وممارسة مهارة الاستماع، والتحدث، والكتابة، والقراءة. وكذلك، في نفس الوقت، كان برنامجنا مليئا بالأنشطة والفعاليات العديدة خلال الإقامة بشمال المغرب لمدة خمسة أسابيع. وهذه الفترة سمحت لنا التعرف على الثقافة المغربية الحقيقية عن قرب، وذلك من خلال التواصل مع السكان المغاربة، والرحلات العديدة إلى المدن المغربية.
في هذه الدورة التكوينية الصيفية، ماهي المهارات التي اكتسبتها؟
كان هذا البرنامج التعليمي هو الثاني بالنسبة لي. سافرت إلى المملكة المغربية، وشاركت في نفس البرنامج السنة الفائتة، وخلال الفترة التي قضيتها بالمغرب في الصيف الحالي، كنت أقول لنفسي: لماذا عدت إلى المغرب مرة أخرى؟
ولكنني أدركت أن هناك مهارات ومعارف جديدة يمكنني أن أتعرف عليها، وأستفيد منها. فمثلا، لهجات اللغة العربية شيء مهم وممتع جدا بالنسبة لي، ويستطيع المستعربون في العالم أن يتعلموا لهجة ما، فقط، بوجودهم في المنطقة التي يتم التحدث بها. أما أنا، فخلال هذه الدورة التكوينية، تعلمت الدارجة، وشاركت في ورشة الدارجة المغربية، حتى أنني استطعت أن أتكلم مع السكان بالدارجة أكثر، بالمقارنة مع السنة الماضية.
ومن أبرز المهارات التي اكتسبتها، خلال هذه الفترة، خبرة جيدة وجديدة في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الروسية للطلاب في مجموعتنا. وخاصة أن أغلب الطلاب يتعلمون اللغة العربية لمدة غير طويلة. لذلك، كانوا بالحاجة إليّ لمساعدتهم، أحيانا، في الترجمة من العربية إلى الروسية، خاصة خلال الزيارات العديدة للمتاحف و الأماكن التاريخية التي زرناها.
عموما، استفدت كثيرا وطورت مهارات كثيرة، منها: مهارة التحدث، بحيث بدأت أتحدث بطلاقة. وهذه المهارة ستفيدني في عملي، لأنني أعمل في مسجد موسكو "الجامع" كمرشدة سياحية. والكثير من السياح يزورون مسجدنا وهم من الدول العربية.
والمشاركة في الدورة التكوينية، أتاحت لي الفرصة لأرحب بالسياح العرب وأخبرهم عن تاريخ المسجد وعمارته بلغتهم الأم. وهذا بفضل الدراسة بالمغرب في الصيف الماضي والحالي، ضمن الدورة التكوينية الصيفية في تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية. كما أن هذه التجربة ستمنحني الفرصة لقراءة أدب العرب والتعرف على تاريخهم العريق، والتعرف على العديد من اللهجات، والثقافة العربية الغنية. وكل هذا يفتح لي بحرا من المعرفة، وسيكون مصدرا لبحثي القادم.
ما أكثر شيء جذب انتباهك في الثقافة المغربية خلال هذه الدورة؟
لقد جذب انتباهي، في الثقافة المغربية، المغاربة أنفسهم. إن أجمل ما أعجبني في المغرب، الناس الطيبون. فكل واحد من الذين التقيت بهم خلال هذه الدورة التكوينية، كان له القلب الجميل، والابتسامة الخالصة، وحسن الضيافة، واليد الكريمة المعينة.
لقد تعاملوا معي كابنتهم دائما، لذلك أحضرت معي إلى بلدي، ليس فقط، الهدايا التذكارية، بل الانطباعات الجميلة وابتسامات المغاربة في قلبي.
في الختام، ما الكلمة التي تودّين أن توجهيها إلى كل من كلية أصول الدين ومركز الثقافة العربية "الحضارة"؟
أشكر جزيل الشكر مركز الثقافة العربية "الحضارة" على هذه التجربة، والرحلة الرائعة. كما أشكر الأساتذة المحترفين من كلية أصول الدين، بجامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان، على مهارتهم في تعليمنا خلال هذه التجربة.
إلياس التاغي، منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري، التابع لشعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين بتطوان.
