في فصول الحياة، لا شيء أشد وقعًا من انكسار البيوت، وانفراط عقد الأسر، وذهاب المودة أدراج الرياح. ذاك الذي كان بالأمس دفئًا وسكنًا، يصير فجأة ساحة خصام، ويغدو الحبيب خصيمًا، والمودة رمادًا، والأبناء أوراقًا تتناثر في مهبّ الريح.
الطلاق، هذا الحدّ الشرعي الذي جعله الإسلام آخر الدواء، بات اليوم ظاهرة مقلقة تنخر أساس المجتمعات، وتمزق الأنسجة الأسرية، وتعصف بأحلام الرجال والنساء، وتحيل براءة الطفولة إلى قلق وانكسار.
وإن كان الطلاق في بعض الحالات حلاً لا مفر منه، فإن الخطر لا يكمن في وجوده، بل في سهولة الوقوع فيه، وسوء إدارة ما بعده، وانعدام روح الفضل بين الزوجين.
الطلاق، هذا الحدّ الشرعي الذي جعله الإسلام آخر الدواء، بات اليوم ظاهرة مقلقة تنخر أساس المجتمعات، وتمزق الأنسجة الأسرية، وتعصف بأحلام الرجال والنساء، وتحيل براءة الطفولة إلى قلق وانكسار.
وإن كان الطلاق في بعض الحالات حلاً لا مفر منه، فإن الخطر لا يكمن في وجوده، بل في سهولة الوقوع فيه، وسوء إدارة ما بعده، وانعدام روح الفضل بين الزوجين.
حين تسقط الأسرة.. يسقط معها التوازن المجتمعي
الأسرة ليست مجرد رابطة بين رجل وامرأة، بل هي مؤسسة عاطفية واجتماعية واقتصادية، تحمل وظيفة التنشئة، وتبني الهُوية، وتغرس القيم. وإذا تهاوت الأسرة، تهاوت وظائفها، فانتشر التفكك، وضاع الأبناء، وتكاثرت الأعباء على كاهل المجتمع.
وقد كشفت دراسات دولية عديدة أن الأطفال في بيئات الطلاق غير السوية يعانون أكثر من غيرهم من:
•القلق والاكتئاب
•تدني المستوى التعليمي
•ضعف الثقة بالنفس
•الانحراف السلوكي والمراهقة العنيفة
أما الزوجان المطلقان، فكلاهما يمر بمرحلة من الفراغ العاطفي والاجتماعي، وقد يتولد بينهما صراع دائم، خصوصًا عند غياب التفاهم أو تغليب المصالح الشخصية على المصلحة المشتركة.
الأسرة ليست مجرد رابطة بين رجل وامرأة، بل هي مؤسسة عاطفية واجتماعية واقتصادية، تحمل وظيفة التنشئة، وتبني الهُوية، وتغرس القيم. وإذا تهاوت الأسرة، تهاوت وظائفها، فانتشر التفكك، وضاع الأبناء، وتكاثرت الأعباء على كاهل المجتمع.
وقد كشفت دراسات دولية عديدة أن الأطفال في بيئات الطلاق غير السوية يعانون أكثر من غيرهم من:
•القلق والاكتئاب
•تدني المستوى التعليمي
•ضعف الثقة بالنفس
•الانحراف السلوكي والمراهقة العنيفة
أما الزوجان المطلقان، فكلاهما يمر بمرحلة من الفراغ العاطفي والاجتماعي، وقد يتولد بينهما صراع دائم، خصوصًا عند غياب التفاهم أو تغليب المصالح الشخصية على المصلحة المشتركة.
التجارب الدولية: حين يكون للأسرة قيمة وطنية
بعض الدول أدركت مبكرًا أن تفكك الأسرة ليس مسألة خاصة فقط، بل قضية أمن اجتماعي، فسعت لحمايتها عبر إجراءات ذكية:
السويد: ألزمت الدولة الأزواج الذين لديهم أطفال بالخضوع لجلسات مشورة أسرية إلزامية قبل الطلاق، بهدف إعطاء فرصة للمصالحة وتقليل التأثير السلبي على الأطفال.
سنغافورة: أنشأت مراكز وساطة عائلية محايدة، وجعلت اللجوء إليها خطوة قانونية تسبق رفع دعوى الطلاق.
ماليزيا: فرضت دورات تثقيفية للمقبلين على الزواج، شاملة الجوانب النفسية والمالية والدينية، وساهمت هذه السياسة في خفض نسب الطلاق المبكر بشكل ملموس.
بعض الدول أدركت مبكرًا أن تفكك الأسرة ليس مسألة خاصة فقط، بل قضية أمن اجتماعي، فسعت لحمايتها عبر إجراءات ذكية:
السويد: ألزمت الدولة الأزواج الذين لديهم أطفال بالخضوع لجلسات مشورة أسرية إلزامية قبل الطلاق، بهدف إعطاء فرصة للمصالحة وتقليل التأثير السلبي على الأطفال.
سنغافورة: أنشأت مراكز وساطة عائلية محايدة، وجعلت اللجوء إليها خطوة قانونية تسبق رفع دعوى الطلاق.
ماليزيا: فرضت دورات تثقيفية للمقبلين على الزواج، شاملة الجوانب النفسية والمالية والدينية، وساهمت هذه السياسة في خفض نسب الطلاق المبكر بشكل ملموس.
في الطلاق: لا تنسوا الفضل بينكم
حين تنتهي علاقة الزواج، يبقى الأمل في أن يبقى الود محفوظًا، والاحترام قائمًا، خاصة عند وجود أبناء.
الشرع الحنيف خاطب القلوب بقوله تعالى: “ولا تنسوا الفضل بينكم”
هذا الفضل، هو ما يجعل الطلاق مرحلة انتقال، لا معركة تصفية حسابات.
هو ما يجعل من الأبوة والأمومة رابطة مستمرة، لا عقدًا ينحلّ بتوقيع.
الحلول الممكنة: حين يكون الانفصال خيارًا… فلنجعله راقيا
1.نشر ثقافة إصلاح ذات البين
بتعزيز دور الوساطة، ومجالس الصلح، واحترافية المستشارين الأسريين.
2.إدراج التربية الزوجية في التعليم
لتنشئة جيل يفهم العلاقة الزوجية بعمق لا بسطحية التقاليد.
3.بناء منظومة قانونية مرنة
تُنصف الطرفين، وتحمي الأبناء، وتُسرّع الحلول العادلة.
4.تشجيع الفراق الكريم
بتيسير الطلاق التوافقي، وبروتوكولات حضانة متفق عليها بعيدًا عن النزاع.
الطلاق.. نهاية علاقة، لا نهاية حياة
الطلاق ليس هزيمة، بل هو مرحلة مفصلية تتطلب النضج والمسؤولية. وإذا وقع، فليكن ذلك بكرامة، وبحكمة، وبأقل الأضرار الممكنة. فليس من البطولة أن نفترق، بل أن نحفظ كرامة من كنا نحب، ونصون براءة من جاء من هذا الحب.
ولعلّنا ندرك، أن الأسرة ليست مسألة خاصة فحسب، بل عماد الاستقرار الاجتماعي، وأن ما نغرسه فيها من تفاهم وتراحم، نحصده في سلامة الأجيال.
فلا تجعلوا الطلاق شرخًا دائمًا أو قطيعة جارحة، بل اجعلوه – إذا لم يكن منه بُد – فراقًا رحيمًا، يحفظ المعروف، ويُبقي على جسور الاحترام، ويُراعي مصالح الأبناء.
فما اجتمع فيه القلب واليد ذات يوم، لا يليق أن تفرّقه الجفوة، ولا أن يُمحى بالخصومة كل جميل.
الطلاق ليس هزيمة، بل هو مرحلة مفصلية تتطلب النضج والمسؤولية. وإذا وقع، فليكن ذلك بكرامة، وبحكمة، وبأقل الأضرار الممكنة. فليس من البطولة أن نفترق، بل أن نحفظ كرامة من كنا نحب، ونصون براءة من جاء من هذا الحب.
ولعلّنا ندرك، أن الأسرة ليست مسألة خاصة فحسب، بل عماد الاستقرار الاجتماعي، وأن ما نغرسه فيها من تفاهم وتراحم، نحصده في سلامة الأجيال.
فلا تجعلوا الطلاق شرخًا دائمًا أو قطيعة جارحة، بل اجعلوه – إذا لم يكن منه بُد – فراقًا رحيمًا، يحفظ المعروف، ويُبقي على جسور الاحترام، ويُراعي مصالح الأبناء.
فما اجتمع فيه القلب واليد ذات يوم، لا يليق أن تفرّقه الجفوة، ولا أن يُمحى بالخصومة كل جميل.
.png)
