Thursday 10 July 2025
مجتمع

الدكتور عبد العزيز حنون: فيديو رقص الطاقم الطبي داخل غرفة العمليات كشف شرخاً تواصلياً ويستدعي نقاشاً علمياً

الدكتور عبد العزيز حنون: فيديو رقص الطاقم الطبي داخل غرفة العمليات كشف شرخاً تواصلياً ويستدعي نقاشاً علمياً الدكتور عبد العزيز حنون، الطبيب الاختصاصي في الصحة العمومية وتدبير الصحة
أكد الدكتور عبد العزيز حنون، الطبيب الاختصاصي في الصحة العمومية وتدبير الصحة، أن الفيديو المتداول الذي يوثق لرقص طاقم طبي داخل غرفة العمليات على أنغام موسيقى شعبية، يجب أن يكون مدخلاً لنقاش علمي عميق بدل الاقتصار على ردود أفعال مستنكرة.

وأوضح الدكتور حنون،  والحاصل على دكتوراه في علوم التربية والتواصل، ودبلوم في الصحافة، أن مقاربته للموضوع تستند إلى خمسة عناصر متداخلة: التواصل، الواقع، الثقافة، القانون، والعلم، مشيراً إلى أن ما جرى يعكس "شرخاً تواصلياً" بين الطبيب والمجتمع، وهو ما يفرض –حسب تعبيره– ضرورة إنجاز دراسات علمية حول صورة الطبيب المغربي في تمثلات المجتمع، والتي ما تزال غائبة إلى اليوم.

وأبرز المتحدث أن الشق الواقعي لعمل الطبيب الجراح يقتضي قضاء ساعات طويلة داخل غرفة العمليات، في ظروف خاصة لها إيقاعها وأجواؤها النفسية، مبرزاً أن "كل جراح يخلق الجو الذي يرتاح فيه، سواء بالصمت أو بالكلام أو بالموسيقى"، مضيفاً أن بعض الجراحين يفضلون موسيقى الملحون أو الشعبي، بل إن أحدهم اعتاد إجراء عملياته على أنغام فنان شعبي.

وشدد الدكتور حنون على أن استعمال الموسيقى داخل غرف العمليات يدخل ضمن تقاليد مهنية عالمية الهدف منها تخفيف الضغط وخلق الانسجام بين عناصر الفريق الطبي، مؤكداً أن "الحكم على تصرف داخل هذا الفضاء يجب أن يتم بفهم طبيعته لاسيما أنه ليس هناك قاعدة عامة يلتزم بها كل الجراحين بل أن كل جراح يخلق الأجواء التي يرتاح فيها داخل غرفة العمليات ".

وفي ما يخص الشق الثقافي، سلك محاورنا الضوء على نقطة مهمة وهي : أن الجدل المثار حول الموسيقى الشعبية يكشف تمثلات اجتماعية مهينة تجاه هذا اللون الفني، قائلاً: "لو أن المقطع تضمن موسيقى كلاسيكية لكان وقع الاستقبال مختلفاً، وهو ما يدفعنا للسؤال: لماذا تُحتقر الموسيقى الشعبية؟ وأين موقعها الحقيقي في الوعي الثقافي للمجتمع؟".

أما من الناحية القانونية، فقد نفى الدكتور حنون ما راج بشأن اعتقال الطاقم الطبي، موضحاً أن "المساءلة القانونية تتطلب وجود متضرر، وهو غير قائم في هذه الحالة"، مضيفاً أن ما حصل لا يُعد خطأً مهنياً ما دامت العملية تمت في ظروف مضبوطة، والطبيب كانت حركته متزنة، ومن رقص كان بعيداً عن مجال التدخل الجراحي، مشيراً إلى أن المخالفة الوحيدة المفترضة تتعلق بمن صور الفيديو ونشره دون إذن.
 
وفي الجانب العلمي، سجل الدكتور حنون غياب أبحاث وطنية ترصد أثر الموسيقى في غرف العمليات، داعياً إلى تشجيع البحث في هذا المجال، خاصة أن الدراسات الدولية تُرجّح إيجابيات الموسيقى في تقليل الضغط داخل هذا الفضاء.
 
وختم الدكتور عبد العزيز حنون تصريحه قائلاً: "في نظري، هذا الفيديو إيجابي أكثر مما هو سلبي، لأنه فتح نقاشاً عمومياً حول ظروف اشتغال الطبيب، وصورته في المجتمع، والحاجة الماسة لمد جسر التواصل والثقة بين الطرفين.