أكد مقتل مشرفة تربوية (31 سنة) بمدرسة فرنسية، يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، إثر تعرضها للطعن على يد تلميذ (14 سنة) خلال عملية تفتيش للحقائب أمام مدرسة إعدادية في مدينة نوجان شرق فرنسا، أن العنف داخل المؤسسات التعليمية بات ظاهرة تؤرق كافة المتدخلين في العملية التربوية، وهو ما أوضحه رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، خلال جلسة الأسئلة الشفوية في البرلمان الفرنسي، تعليقا على الحادث: "إن ما جرى في نوجان ليس مجرد حادث معزول"، بل يعكس انحرافا مجتمعيا مقلقا".
وذكرت تقارير إعلامية أن الأسر الفرنسية أصبحت تعتقد أن إرسال أبنائها إلى المدارس بمثابة مغامرة غير محسوبة المخاطر.
ففي فرنسا، شهدت ظاهرة العنف المدرسي تصاعدا ملحوظا في السنوات الأخيرة، مما أثار قلق السلطات والمجتمع.
في هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية، أن الأجهزة الأمنية سجلت خلال الفترة الأخيرة، مشادات بالسكاكين في مدرسة، كما اعتُديَ على مشرفين في مدرسة أخرى، ووقعت مشاجرات ومواجهات مسلحة بين العصابات المتنافسة أمام ثانوية، إلى جانب عديد من المناوشات والاعتداءات على المعلمين والمدرسين في عدة مدارس أخرى، في فترات زمنية متلاحقة.
في هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية، أن الأجهزة الأمنية سجلت خلال الفترة الأخيرة، مشادات بالسكاكين في مدرسة، كما اعتُديَ على مشرفين في مدرسة أخرى، ووقعت مشاجرات ومواجهات مسلحة بين العصابات المتنافسة أمام ثانوية، إلى جانب عديد من المناوشات والاعتداءات على المعلمين والمدرسين في عدة مدارس أخرى، في فترات زمنية متلاحقة.
كما سجل معهد "مونتان" في باريس حادثة اعتداء طالب على مدرسته التي طالبته بفروضه، وتدخلت فرق الإسعاف على الفور لإنقاذ المدرسة، فيما تعهدت السلطات بإرسال فريق أمني وفريق للإحاطة النفسية لطلاب المدرسة الذين شهدوا الواقعة.
وفي بيان صحفي أكدت النقابات التعليمية أن هذه الاعتداءات ليست بالحوادث المعزولة على الإطلاق، فقد سُجّل عديد من حوادث اقتحام المدارس بشكل متكرر، إضافة إلى معارك ومشادات بين الطلاب، وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع في ممرات وأروقة المعاهد وغيرها، بحيث يشعر الطلاب اليوم بالترهيب ولا يشعر المدرسون بالأمان في أثناء أداء فروضهم".
أشكال وأسباب العنف المدرسي المتصاعد
يشمل العنف المدرسي أشكالًا متعددة مثل العنف الجسدي، النفسي، اللفظي، والتنمر، وقد تصاعدت الحوادث الخطيرة مثل الاعتداءات بالأسلحة البيضاء وحتى جرائم القتل.
تتنوع أشكال العنف المدرسي في فرنسا، ومن أبرزها: العنف الجسدي، ويشمل الضرب، الدفع، الاعتداءات بالأسلحة.
وإذا كان تقرير لمنظمة اليونسكو قد أشار في 2019، إلى أن ثلث طلاب المدارس عالميا يتعرضون للتنمر، ففي فرنسا، تسبب التنمر في حالات انتحار، مثل انتحار الطفلة إيفيل (11 عامًا) في 2019.
بخصوص العنف ضد المعلمين والإداريين، أظهرت دراسة في فرنسا، أن العنف ضد المعلمين من أسباب تركهم المهنة مما يؤثر على جودة التكوين.
ومن المظاهر المرعبة أن تزايدت ظاهرة حيازة الأسلحة البيضاء بين المراهقين، مما يسهلو يفاقم خطورة الحوادث.
وتبقى الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تفاقم العنف المدرسي في فرنسا، العوامل الاجتماعية والاقتصادية، حيث أزمة الهوية وصعوبات دمج المهاجرين، خاصة في الضواحي الفقيرة، تؤدي إلى شعور بالإقصاء وتُغذي العنف.
وتبقى الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تفاقم العنف المدرسي في فرنسا، العوامل الاجتماعية والاقتصادية، حيث أزمة الهوية وصعوبات دمج المهاجرين، خاصة في الضواحي الفقيرة، تؤدي إلى شعور بالإقصاء وتُغذي العنف.
الفقر والوضع الاجتماعي يزيدان من احتمالية تعرض الأطفال للتنمر أو العنف.
هناك أيضا التأثيرات الثقافية والإعلامية، إذ يتعرض الطلاب لمشاهد عنيفة في الألعاب الإلكترونية ووسائل الإعلام تشجعهم على محاكاة السلوكيات العنيفة.
في هذ السياق، اتهم الرئيس ماكرون مواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو بـ"تسميم عقول الشباب".
هناك أيضا الاضطرابات النفسية: الاكتئاب، القلق، والتوتر لدى الطلاب يمكن أن يدفعهم لسلوكيات عنيفة.ضعف الوازع الديني أو الأخلاقي.
أضف إلى كل هذا، غياب القدوة الحسنة في الأسرة والمجتمع مما يؤثر سلبا على سلوك الطلاب.
آثار نفسية سلبية حادة للعنف المدرسي
ومن الآثار النفسية والصحية السلبية للعنف المدرسي، تدهور الصحة العقلية، مما يؤدي إلى القلق، الاكتئاب، وفي بعض الحالات إلى الانتحار.
كما يؤدي العنف المدرسي إلى التغيب عن المدرسة وانخفاض التحصيل الدراسي، إضافة إلى أن الخوف من العنف يقلل من تركيز الطلاب ومشاركتهم في الأنشطة المدرسية.
أبرز الحوادث في العنف المدرسي
وتبقى الحوادث البارزة في العنف المدرسي بفرنسا، انتحار الطفلة إيفيل (11 عامًا) سنة 2019 بسبب التنمر المدرسي، مما سلط الضوء على خطورة التنمر النفسي.
وفي أكتوبر 2020، تم ذبح معلم اسمه صامويل باتي على يد طالب شيشاني بعد عرضه رسومًا كاريكاتيرية، مما أثار جدلًا حول حرية التعبير والتطرف.
وفي أكتوبر 2023، تم طعن معلم بشمال فرنسا، مما أدى إلى إدانة واسعة من منظمات إسلامية ودولية.
فما هي التذابير التي اتخذت من طرف الجهات المسؤولة للحد من العنف المدرسي؟.
لقد تم فرض قوانين صارمة على سلوك الطلاب، بما في ذلك عقوبات على سوء السلوك وحمل الأسلحة. وتم منح المدرسين صلاحيات إضافية لمعاقبة الطلاب المشاغبين. كما تم إنشاء برامج لتعزيز بيئة مدرسية آمنة، مثل تدريب المدرسين ودعم الطلاب المتضررين. دون أن ننسى جهود المجتمع المدني، حيث تم تأسيس جمعيات مثل APHEE لمكافحة التحرش المدرسي، بقيادة جون بيير بيلون، الذي أنتج أول فيلم وثائقي عن التحرش في 2005. وتزايدت حملات التوعية الإعلامية للحد من التنمر وتشجيع الإبلاغ عن العنف. إضافة إلى تفتيش الحقائب المدرسية، رغم أن هذا الإجراء أحيانًا يؤدي إلى تصعيد العنف كما وقع في حادثة مدينة نوجان يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025.
العنف المدرسي ظاهرة عالمية ولكن..
وإذا كان العنف المدرسي مشكلة عالمية وليست فرنسية فحسب، فإن ارتفاع معدل العنف في المدارس الفرنسية خلال العام الدراسي 2024 بنسبة 13%. كما أظهرت دراسة أن 12% من أساتذة التعليم الابتدائي بفرنسا و19% من أساتذة التعليم الإعدادي يلجؤون إلى العقاب الجسدي، يؤكد أن ظاهرة العنف المدرس يمثل مشكلة فرنسية استثنائية حقيقية.