Thursday 12 June 2025
سياسة

حسن عبد الخالق: الإخواني الجزائري مقري ينفث سمومه ضد المغرب.. افتراءات لا تصمد أمام صلابة الثوابت الوطنية

 
حسن عبد الخالق: الإخواني الجزائري مقري ينفث سمومه ضد المغرب.. افتراءات لا تصمد أمام صلابة الثوابت الوطنية حسن عبد الخالق، سفير سابق
فشل عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحزب حركة حمس في الجزائر،المحسوبة على التيار الإخواني، في  العودة إلى دائرة الضوء، بخوضه في الساحة المغربية ،بتدوينته في الفايسبوك ، التي حملت قبل عشرة أيام عنوان "رسالة إلى أحبائنا في المغرب الشقيق " وتدخل فيها في شؤون المغرب الداخلية، محرضا على الفتنة وضرب استقرار البلاد، بدعوته المغاربة إلى مناهضة التطبيع، ومقاومة ما يزعمه "الخيانة العظمى التي يقوم بها نظامكم بكل غال وعزيز تملكونه"، نصرة للقضية الفلسطينية.
 
الافتراء على الثوابت الوطنية
وقوبل مقري  بالاستهجان في  تدوينة  الفتنة  التي افترى فيها على ثوابت المغرب الوطنية ، بدعوته المغاربة أيضا  إلى أن "يحذروا سحرة السياسة الذين يبررون الخنوع للحكام بالمحافظة على الهوية الإسلامية المغربية التي تمثلها " إمارة المؤمنين!" بزعمهم، أو وحدة المغرب التي تضمنها الملكية حسب وهمهم". 
 
وفي إشارته إلى واقع العلاقات بين الجزائر والمغرب، خاطب مقري أيضا المغاربة بادعائه "  يا أهل المغرب الشقيق سنحل مشاكلنا بيننا عاجلا أم آجلا، وستتحقق الوحدة المغاربية عاجلا أم آجلا، بعز عزيز أو ذل ذليل".
 
والواقع أن هذا الشخص  أظهر في تدوينته أنه يجهل المغرب بشعبه ونظامه وأرضه وأن استخدامه القضية الفلسطينية مطية للدعوة إلى الفتنة في المغرب ،هو دفعة على الحساب ،لكسب ود النظام الجزائري، الذي يخوض منذ أكثر من ستة عقود حربا ضد المغرب ووحدته الترابية ومؤسساته. 
 
إمارة المؤمنين صمام أمان للمجتمع
إن مقري يجهل أن الشعب المغربي متمسك منذ أكثر من 12 قرنا بإمارة المؤمنين ،التي يعيش في ظلها من دولة الأدارسة إلى دولة العلويين ، في أمن  واستقرار ،متشبثا بدورها في تشكيل  صمام أمان للمجتمع المغربي وتماسكه الداخلي  ووحدته الوطنية ودرء كل أشكال الغلو والتطرف والحصن الذي يحفظ البلاد من الأخطار الخارجية.  كما تظل إمارة المؤمنين  من تجليات "الاستثناء المغربي" ،بما تحمله من  وظائف لخدمة الأمن في بعديه الدنيوي والروحي في البلاد. 

ويجهل مقري طبيعة العلاقة التي تربط المغاربة بنظامهم الملكي، الذي يتمسكون به ، دفاعا عن  استقلال البلاد ووحدتها وتقدمها ،ويكفي تذكيره بأن تقديم وثيقة المطالبة باستقلال المغرب ، في 11 يناير 1944، تم بالتشاور بين الحركة الوطنية والمغفور له جلالة الملك محمد الخامس  طيب الله ثراه  ،وأن في  20 غشت 1953 ،اندلعت ثورة الملك والشعب، التي غيرت مجرى التاريخ في المغرب ، بمقاومة مسلحة ضد الاستعمار الفرنسي ،بعد إقدامه على نفي الملك محمد الخامس إلى جزيرة كورسيكا ،ثم إلى مدغشقر في يناير 1955، وظل الشعب المغربي على مقاومته إلى أن عاد جلالة الملك، معلنا بزوغ فجر الاستقلال.

ملكية متجددة ووطنية ومواطنة
ويرفض المغاربة أن يتطاول مقري وغيره على نظامهم الملكي ،الذي يشكل أحد ثوابتهم الوطنية ،معتبرين أن الملكية عماد الاستقرار والإصلاح وهي ملكية متجددة ووطنية ومواطنة، أساسها التلاحم القوي والبيعة المتبادلة، بين العرش والشعب، تعمل على ترسيخ القيم الوطنية  التي توحد المجتمع المغربي وتعتمد القرب من المواطن، وتتبنى انشغالاته وتطلعاته، وتعمل على التجاوب معها  في تعزيز الخيار الديمقراطي والتنموي.

لقد امتطى الزعيم "الإخواني" القضية الفلسطينية لنفث سمومه ضد المغرب، والحال أن بلادنا لا تتلقى الدروس منه ومن غيره ، بشأن موقفها من هذه القضية و دفاعها عن حق الشعب الفلسطيني الشقيق ،غير القابل للتصرف في نيل حقوقه الوطنية ،وفي مقدمتها الحق في إقامة الدولة المستقلة ،بعاصمتها القدس الشريف.

المغرب يخدم القضية الفلسطينية ولا يستخدمها
وفي هذا الشأن يتجلى أن بلادنا بقيادة جلالة الملك تخدم القضية الفلسطينية ولا تستخدمها ، على غرار بعض الأنظمة في بحثها عن تثبيت شرعيتها المهتزة. ويواصل جلالة الملك بصفته رئيس لجنة القدس  جهوده لصيانة الهوية التاريخية العريقة لهذه المدينة المقدسة، وحماية طابعا الإسلامي وحرمة المسجد الأقصى. 

وتواصل وكالة بيت مال القدس الشريف  المنبثقة من اللجنة، بتوجيهات من جلالة الملك  جهودها للحفاظ على هوية مدينة القدس الشريف وطابعها الديني والثقافي والحضاري من خلال تمويل المشاريع والبرامج التي تدعم وتعزز الوجود العربي والإسلامي فيها.

وأكد جلالته، أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة، وأنه سيواصل انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط.

وكان على مقري وهو يكتب تدوينة الفتنة أن يستحضر إشادات الفلسطينيين أنفسهم بما يقدمه المغرب من دعم لقضيتهم .

دعم الانفصال ومحاولة تفتيت التراب المغربي
وافترى مقري في تدوينته ، بادعائه تحقيق الوحدة المغاربية عاجلا أم آجلا وهو الذي عمل خلال رئاسته " حمس" على تعطيلها ونسفها ،بمسايرته النظام الجزائري في دعم الانفصال ومحاولة تفتيت وحد المغرب الترابية.

ولم يترك  أية فرصة لإعلان تأييده  جمهورية الوهم في ما زعمه  " نضالها الشرعي ضد الاحتلال المغربي"، مدعيا  في مناسبات كثيرة أن " القضية تمثل تصفية استعمار" وتباهى بأن  حركة حمس تربطها علاقات قوية مع انفصاليي البوليساريو وتدعمهم .

ومن المفيد تذكير مقري بأنه كان يتبنى أطروحة النظام الجزائري بخصوص قضية الصحراء المغربية  ويعتبرها  ليست محل نقاش مع القوى السياسية المغربية، بترويجه في شهر نونبر 2018 ، ما زعمه "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، لثني حزب مغربي عن قراره إرسال وفد منه  في زيارة إلى الجزائر للقاء أحزاب جزائرية  والتباحث معها حول سبل  تحسين العلاقات بين البلدين ،عقب  تأكيد جلالة الملك   محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء "استعداد المغرب للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين"،مقترحا إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها.

وأكد  جلالته في ذلك الخطاب  "انفتاح  المغرب على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين وأن مهمة هذه الآلية  تتمثل في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات".

وفي ضوء ما سبق على مقري أن يدرك مجددا  أنه توجه في تدوينته إلى العنوان الخاطئ وأن المغرب بصلابة مؤسساته وثوابته الوطنية أقوى من أن تنال منه تخرصاته . 
 
حسن عبد الخالق، سفير سابق