Friday 30 May 2025
منوعات

جمعية الشعلة تطلق مشروع مخططها الاستراتيجي ضمن برنامج "حوار "

جمعية الشعلة تطلق مشروع مخططها الاستراتيجي ضمن برنامج "حوار " ملصق التظاهرة
من أجل حكامة متجددة ورؤية استراتيجية:
في خطوة جادة نحو تعزيز أدوارها في المجتمع المدني، يأتي هذا المشروع الطموح في سياق خاص يتميز بمرور نصف قرن على تأسيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، وهي محطة تاريخية تستدعي وقفة تأمل واستشراف آفاق المستقبل. فمن خلال هذا المشروع، تؤكد الجمعية عزمها على تجديد أساليب الاشتغال وتعزيز آليات الحكامة، بما ينسجم مع تحولات الواقع ويستجيب لتطلعات أجيال المستقبل، في ظل رؤية استراتيجية تزاوج بين الوفاء لروح التأسيس والانفتاح على آفاق التطوير والتحديث بهدف رفع مستوى التأثير الاجتماعي 
تعطي جمعية الشعلة للتربية والثقافة انطلاقة تهيئ مخططها الاستراتيجي في إطار برنامج "حوار"، الذي يعكس التزام الجمعية الدائم بتطوير آليات الحكامة الداخلية والرفع من مستوى التخطيط الاستراتيجي. 
هذا المشروع الذي جاء بعد سنوات من العمل الدؤوب، يمثل خطوة جديدة نحو تأصيل معايير الحكامة في كافة تنظيمات الجمعية، حيث تسعى إلى تأهيل هياكلها وتجديد أدواتها لتواكب التطورات المستمرة في الساحة الجمعوية.
منذ تأسيسها، وضعت جمعية الشعلة نصب عينيها هدفا ثابتا: أن تكون فاعلا مجتمعيا مؤثرا في المجالات التربوية والثقافية، وأن تساهم في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع. واليوم، وبعد مرور نصف قرن من الممارسة، لا يزال هذا الهدف قائما، بل يعاد تشكيله وتطويره من خلال المشروع الجديد الذي يهدف إلى الرفع من القدرات التنظيمية للجمعية وتحقيق تحول حقيقي في أسلوب وآليات عملها الداخلي.
وستركز الدورات التكوينية التي تنطلق يوم 31 ماي 2025 بمركز مولاي رشيد للطفولة والشباب لفائدة نخبة من أطر الجمعية على المستوى الوطني تحت إشراف خبير في مجال التخطيط الاستراتيجي...إلى تطوير آليات الحكامة، التي تعد من أبرز أولويات المشروع ليعكس رغبة الجمعية في تأصيل نهج الشفافية والمسؤولية داخل هيكلها الإداري كما يهدف المشروع إلى تعزيز قدرات أطر الجمعية وتمكينها من أدوات عمل حديثة ومتجددة في مجالات التسيير الإداري، والتعبئة المجتمعية، والترافع، بالإضافة إلى وضع خطط استراتيجية تضمن الاستمرارية والنجاعة.
ويتضمن المشروع محاور رئيسية تتقاطع مع الحاجيات الأساسية للمرحلة المقبلة، وتتناغم مع تطلعات الجمعية لرفع مستوى أدائها وتحقيق أثر ملموس في المجتمع المدني. وتتمثل هذه المحاور في:
 
إعداد مخطط استراتيجي: 
وهو المخطط الذي يحدد رؤية الجمعية على المدى البعيد، وتوجهاتها المستقبلية، ويساهم في تحديد الأولويات الاستراتيجية التي تضمن لها النجاح والاستدامة.
صياغة سياسة حماية شاملة (PEAS): تشمل إجراءات وقائية ضد الاستغلال والانتهاكات والتحرش الجنسي داخل الجمعيات، مما يعزز بيئة آمنة ومحترمة لجميع المنخرطين.
 
وضع استراتيجية للتواصل والترافع: 
تهدف إلى تعزيز حضور الجمعية في الساحة المجتمعية، وزيادة قدرتها على التأثير في السياسات العامة والقرارات الاجتماعية المهمة.
 
إعداد دليل عملي للتقييم والمتابعة: 
وهو الأداة التي تمكن الجمعية من مراقبة تنفيذ برامجها وقياس أثرها، بما يضمن تحسين الأداء بشكل مستمر.
وتواكب هذا المسار الاستراتيجي سلسلة من الورشات التكوينية التي تستهدف تمكين القادة والمسؤولين داخل الجمعية من أدوات وأساليب حديثة في التخطيط والتنفيذ، وذلك لضمان تحقيق أهداف المشروع بشكل فعال.
في هذا السياق، تعمل جمعية الشعلة ضمن برنامج حوار: "تقوية – ابتكار – حوار – تغيير"، كشريك أساسي في تمكين المجتمع المدني حيث يعد من المبادرات الاستراتيجية الممولة من الاتحاد الأوروبي، في إطار برنامجه الشامل لدعم المجتمع المدني المغربي. يمتد البرنامج من عام 2023 إلى 2027، وينفذ عبر ائتلاف يضم مجموعة من المنظمات الدولية والمحلية مثل منظمة هانديكاب إنترناشيونال (HI)، وجمعية مستقبل أفضل لأطفالنا (AMANE)، ومحامون بلا حدود – المغرب (ASF Maroc).
يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني المغربية، وتحقيق تأثير أكبر لها في مجال صياغة السياسات العمومية بشكل تشاركي. ومن خلال هذا الشراكة، تستفيد جمعية الشعلة من خبرات وشبكات هذا التحالف الاستراتيجي، لتطوير مشاريعها وتعزيز دورها الفاعل في تحسين جودة الحياة في المغرب.
البرنامج يعتبر منصة لتقوية قدرات المنظمات على مستويات متعددة، من خلال تطوير أساليب الحوكمة، وتعزيز الشفافية، وتحفيز الابتكار الاجتماعي. كما يسهم في توفير بيئة داعمة لنجاح الجمعيات المدنية في ممارسة دورها التنموي من خلال تبادل الخبرات، والتخطيط المشترك، والتعاون مع الفاعلين المحليين والدوليين.
إن مشروع جمعية الشعلة، الذي يتماشى مع أهداف برنامج "حوار"، يعكس رغبتها في تحسين أدائها الداخلي، و تعزيز حضورها الفاعل في الساحة الاجتماعية. فمن خلال التخطيط الاستراتيجي، وتطوير قدراتها التنظيمية، تسعى الجمعية إلى مواصلة تعزيز مكانتها كإحدى أبرز المنظمات المدنية في المغرب، وتوسيع نطاق تأثيرها في القضايا التربوية والثقافية.