Sunday 25 May 2025
مجتمع

وزان ...الأطفال في وضعية صعبة "فئة الشارع" والفاتورة المثقلة بالأوجاع !!

وزان ...الأطفال في وضعية صعبة "فئة الشارع" والفاتورة المثقلة بالأوجاع !! قليل من كثير الأطفال في وضعية الشارع بدار الضمانة !

25 ماي... لمن غابت عنه رمزية هذا اليوم في زحمة دروب الحياة الصعبة تضاريسها، فهو اليوم الذي يُخلِّد فيه المغرب اليوم الوطني لحقوق الطفل.

وقد أُقرّ هذا اليوم من قِبل الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1994، في خطاب موجه إلى المؤتمر الوطني لحقوق الطفل.

وللتذكير فقط، فإن المملكة المغربية تُعَدّ من بين أوائل الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل (1993)، وبالتالي، فإن النسخة التأسيسية للمؤتمر الوطني لحقوق الطفل لا يمكن فهمها خارج إطار إعلان المغرب، من أعلى مستوى، عن التزامه بتفعيل حزمة الالتزامات الواردة في الأطر المرجعية الدولية ذات الصلة بحقوق الطفل.

وزان والأطفال في وضعية الشارع

قبل الانتقال إلى تسليط الضوء على فئة الأطفال في وضعية الشارع بدار الضمانة، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الفئة تُعتبر جزءًا من الأطفال في وضعية صعبة، مثل:

  • الأطفال المحرومون من الوسط العائلي

  • الأطفال في أسر فقيرة أو في مناطق معزولة

  • الأطفال في أسر عاجزة عن القيام بوظائفها

  • الأطفال غير المتمدرسين

  • الأطفال العاملون

  • الأطفال في وضعية الشارع

  • الأطفال في وضعية إعاقة

  • الأطفال المدمنون

نستخلص مما سبق أن "الأطفال في وضعية صعبة" هم أطفال يعيشون في ظروف تجعلهم عرضة للخطر أو تعيق قدرتهم على النمو والتطور بشكل طبيعي.

فكم هو عدد الأطفال في وضعية صعبة بدار الضمانة؟ وماذا أعدّ مختلف المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين من برامج واستراتيجيات لانتشال هؤلاء الأطفال من براثن البؤس والحرمان، والانتقال بهم إلى عالم يتمتعون فيه بحقوقهم الأساسية، كما تنص على ذلك الأطر المرجعية الدولية والوطنية؟

ولماذا "غابت" عن التفعيل آلية الترافع المؤسساتي والنضالي، التي تُعدّ سلاحًا ديمقراطيًا وضعه دستور المملكة بيد المنظمات الأهلية المناصِرة لحقوق الطفل؟

لندع كل هذا جانبًا، ولننطلق في جولة قصيرة نجوب فيها شوارع وزان، التي يمكن عدّها على رؤوس الأصابع...
طفلات وأطفال بملابس رثّة، يفترشون هذا الرصيف أو ذاك. بعضهم يتوسد ركبة امرأة اختارت من اللباس ما لا يكشف وجهها للعموم.
وسيدات أخريات يرافقهن أطفال تم تلقينهم قاموس التسول عن ظهر قلب، في مهنة يشتغل بها كُثُر...
شقيقتان اعتادتا اقتحام المقاهي طلبًا لدريهمات تُسلمانها بعد رحلتهما لوالدتهما، للتخفيف من ألم الجوع، كما تقول إحداهن...
الساعة تشير إلى نصف ساعة بعد منتصف الليل (5 ماي)، والشقيقتان تتسولان قرب مطعم يقصده شباب آخر الليل...

صور قاسية... جارحة... تدمي القلب!

أين هم المكلفون بإنفاذ القانون لإنقاذ هؤلاء الأطفال من قبضة البؤس والحرمان، التي تضعهم على مرمى حجر من دائرة الاتجار بالبشر؟
لماذا لم تنتصب جمعيات المجتمع المدني للترافع عن هؤلاء الأطفال المحرومين من أبسط الحقوق، ما يجعلهم مرشحين للتمرد على المجتمع والدخول في صراع عنيف مع ضوابطه ومنظومته القيمية؟
لماذا يُحرَم هؤلاء الأطفال من العيش بكرامة في مراكز الرعاية الاجتماعية، التي شُيّدت من أجلهم، وتُرصد لها ميزانية من المال العام لتسييرها؟

تحية تستدعيها الضرورة

كثيرة هي المواقف التي تستحق أن تُرفع لها القبعة، وهذا من صميم ثقافة الاعتراف.
ينطبق هذا على مواطنتين (عواطف وآمال) كان لهما الفضل في تخصيص موقع "أنفاس بريس" لتخليد اليوم الوطني للطفل بوزان، بعد أن صُعقتا بالمخاطر المحدقة بطفلة في وضعية الشارع، فقررتا دق جرس الإنذار، الذي التقطته آذان "أنفاس بريس"، فكان هذا التفاعل المدني، الذي نأمل أن يُقابل بسرعة التجاوب من طرف مختلف المتدخلين...

فرصة جديدة لتتصالح فيها الجمعيات العاملة في مجال حقوق الطفل مع الأدوار التي أوكلها لها دستور 2011.