ينظم المجلس العلمي لعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، والمجلس العلمي لعمالة مقاطعة عين الشق، حفلا تأبينيا ترحّما على الفقيد الشيخ العلاَّمة الدكتور "محمد حرير"، وذلك يوم السبت 31 ماي 2025، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الإداري والثقافي للأوقاف بالدار البيضاء.
ويأتي هذا الحفل وفاء للفقيد الذي وافته المنية يوم 9 ماي 2025، بعد مسيرة علمية وتربوية حافلة، امتدت لعقود من العطاء في خدمة التربية والفكر الديني المعتدل. وقد كان الفقيد، رحمه الله، أستاذا لمادة التربية الإسلامية، كما شغل منصب إمام وخطيب مسجد الحمد، وكان عضوا في المجلس العلمي المحلي لـ "أنفا" بالدار البيضاء.
ومن المرتقب أن يشهد هذا الحفل التأبيني حضور عدد من العلماء والدعاة وطلبة العلم، إلى جانب أفراد أسرة الفقيد وأصدقائه وتلامذته، الذين عرفوه قيد حياته مرشدا ومربيا وموجها، اتسم بسعة علمه ورصانته، وكان مرجعا علميا موثوقا في الوسط الديني، صادقا في قوله، أمينا في فعله، شهما في مواقفه، لا يخاف في الحق لومة لائم، ولا يتردد في نصرة الضعيف ومساعدة الآخرين، وقد جمع الفقيد في سيرته بين الحزم والرحمة، وبين الجدية والبشاشة، فكان حاضرا في قلوب من عرفوه قبل أن يغيب عن مجالسهم. عاش كريم اليد، نقي السريرة، عفيف اللسان، وترك بعده أثرا لا يُمحى، وذكرى عطرة تظل حيّة في نفوس كل معارفه وتلامذته وجيرانه وزملائه في الميدان التربوي والديني.
وقد خلّف رحيله أثرا بالغا في نفوس كل من عرفه عن قرب أو من بعيد، لما تحلّى به من خصال أخلاقية نبيلة وسيرة إنسانية عطرة.
وتميّز الشيخ الدكتور محمد حرير، رحمه الله، بحضوره الوازن في المشهد الديني المغربي، وبحرصه على التوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة، متشبثا بقيم الوسطية والاعتدال. وقد ساهم في ترسيخ قيم التربية الدينية الأصيلة لدى أجيال من التلاميذ والطلبة والمصلين.
جدير بالذكر أن من بين أبناء الفقيد الفاعل الجمعوي والمؤطر التربوي "خالد حرير" والأستاذ "هشام حرير"، المحامي بهيئة الدار البيضاء، والصيدلاني "جمال حرير" و المعروفين بكفاءتهم ونزاهتهم ورقي تعاملهم مع الناس، وهو ما يعكس امتداد التربية العلمية والأخلاقية في بيت الفقيد الشيخ العلامة "محمد حرير" رحمه الله.
ومن المنتظر أن يُشكّل هذا الحفل التأبيني لحظة وفاء واستحضار لسيرة أحد أعلام الدار البيضاء بالمملكة المغربية، ممن أسهموا في إغناء الحياة الدينية والتربوية بالمدينة. كما يُنتظر أن يكون هذا الموعد مناسبة للتأكيد على مكانة العلماء في المجتمع، وضرورة تكريمهم والاعتراف بفضلهم، باعتبارهم ركيزة أساسية في ترسيخ الوعي الجماعي وصون التوازن الروحي والفكري للأمة.