تخيل أنك تخرج ذات صباح شهي...وكل ما تشتهيه نفسك المتواضعة هو "هندية"...تلك الفاكهة التي كنا نقطفها مجانا، نأكلها تحت شجرة ونرمي قشرتها في الأرض كأنها من الطبيعة وإليها تعود.
وفجأة، تجدها في متجر فاخر، ناعمة، مغسولة، مزينة بملصق "Bio"، محروسة في علبة بلاستيكية كأنها جوهرة، ويطلب منك أن تدفع 120 درهما للكيلو... أو 15 درهما للحبة الواحدة…نعم، للحبة الواحدة!
وفجأة، تجدها في متجر فاخر، ناعمة، مغسولة، مزينة بملصق "Bio"، محروسة في علبة بلاستيكية كأنها جوهرة، ويطلب منك أن تدفع 120 درهما للكيلو... أو 15 درهما للحبة الواحدة…نعم، للحبة الواحدة!
هل نحن أمام هندية ذهبية؟
هل تم تقشيرها بأنامل عذراء بدوية في ليلة بدر؟
هل تم شحنها من كوكب المريخ مرورا بباريس؟
أم أن الشوك الذي كان يلسع أصابعنا أصبح يقاس على أنه "ضريبة ذاكرة طفولية"؟
هل تم تقشيرها بأنامل عذراء بدوية في ليلة بدر؟
هل تم شحنها من كوكب المريخ مرورا بباريس؟
أم أن الشوك الذي كان يلسع أصابعنا أصبح يقاس على أنه "ضريبة ذاكرة طفولية"؟
يا سادة، لقد دخلت "الهندية" نادي النخبة. لم تعد فاكهة الصيف الشعبي، بل أصبحت مقياسا للطبقية. الفقير يشتهيها من وراء الزجاج، والغني يأكلها بسكين ومنديل عضوي.
أيها المغربي الحالم، إن أردت أن تتذوق " الهندي"، فعليك إما أن تدفع أجرة يومك...أو تساهم بقسط منه مع سكان الحي لشرائه وتذوق بعض منه...
لقد صار الوصول إلى "الهندية" أصعب من الوصول إلى الوزير... وزير فلاحة بالخصوص...وأغلى من قارورة عطر فرنسي...
ألا رحم الله أياما كنا نأكلها ونحن واقفين في منعطف الشارع، واللذة تتجاوز كل معايير الاقتصاد العالمي.
أما الآن، فقد صار شوكها في السعر، لا في القشرة.
أما الآن، فقد صار شوكها في السعر، لا في القشرة.