Monday 19 May 2025
مجتمع

كارثة بيئية تهدد تراث شجرة الأركان بأسفي.. جمعية حقوقية تدق ناقوس الخطر

كارثة بيئية تهدد تراث شجرة الأركان  بأسفي.. جمعية حقوقية تدق ناقوس الخطر شجرة الأركان، تراث وطني
عبر الفرع الإقليمي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ"مسلسل التدمير البيئي المسترسل" الذي تشهده الجماعة الترابية أولاد سلمان بإقليم أسفي، موجها أصابع الاتهام إلى جهات لم يسمها بالضلوع في اقتلاع المئات من أشجار الأركان، بعضها يقع في أراضٍ لم يشملها قرار نزع الملكية، بحسب ما أوردته تقارير إعلامية محلية.

وفي بيان استنكاري توصلت الجريدة بنسخة منه، نددت الجمعية بما اعتبرته "اقتلاعًا ممنهجًا لشجرة الأركان"، والتي تُعد رمزًا بيئيًا واقتصاديًا وتراثيًا فريدًا، مصنّفًا من طرف منظمة اليونسكو كتراث إنساني عالمي. واعتبرت الجمعية أن ما يجري هو تحدٍّ صارخ للجهود الوطنية والدولية المبذولة لحماية هذه الشجرة النادرة من الانقراض والاندثار.
 
وأضاف البيان أن هذه الاعتداءات البيئية الخطيرة تأتي في ظل "غياب أي تدخل ملموس" من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، كما استنكر ما وصفه بـ"الصمت غير المبرر" للوكالة الوطنية للمياه والغابات وباقي الجهات الرسمية المعنية.

وحمّل الفرع الإقليمي للجمعية المسؤولية الكاملة للجهات الوصية، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات، كما شدد على ضرورة إجراء دراسات تقنية معمقة من طرف خبراء بيئيين قبل إطلاق أي مشاريع تنموية، تجنبًا لمزيد من الأضرار على الغطاء النباتي والتوازن البيئي للمنطقة.

ودعا البيان فعاليات المجتمع المدني إلى "التصدي وفضح هذه الجريمة البيئية الخطيرة"، مطالبًا بإعادة تشجير المنطقة المتضررة وضمان عدم تكرار هذه الممارسات، مع التأكيد على عزم الجمعية خوض برنامج نضالي بشراكة مع القوى الحية وفعاليات المجتمع المدني للدفاع عن البيئة ووقف هذا النزيف البيئي.

وتعد شجرة الأركان، التي تنمو أساسًا في مناطق الجنوب الغربي للمغرب، من بين الثروات الطبيعية التي تحظى بتقدير عالمي، ليس فقط بسبب فوائدها الاقتصادية والبيئية، بل أيضًا لرمزيتها الثقافية والتراثية، ما يجعل من المساس بها تهديدًا مباشرًا لهوية بيئية مغربية أصيلة.