في رد فعل سياسي محلي عقب فاجعة انهيار عمارة الحي الحسني بفاس، قال جواد شفيق، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي والكاتب الإقليمي للحزب بالمدينة، إن ما حدث "مأساة مؤلمة جدًا لكنها للأسف ليست مفاجئة"، مشيرًا إلى أن مثل هذه الكوارث "منتظرة في كثير من مناطق فاس بسبب وضع عمراني هش وواقع بناء يشوبه الكثير من التجاوزات".
وحذّر شفيق، في تصريح لموقع "أنفاس بريس"، من أن البنية العمرانية في المدينة تعاني من اختلالات خطيرة، مؤكدًا أن العديد من البنايات شُيّدت في "ظروف غامضة، وخضعت لإضافات وإصلاحات غير قانونية، بل تم استخدام مواد مغشوشة دون أي احترام للشروط التقنية والهندسية، أو حتى إجراء دراسات جيولوجية للمناطق التي شُيّدت فوقها".
واعتبر المسؤول الحزبي أن فاس "ليست في منأى عن تكرار الكارثة"، لأن مواصفات عدد من البنايات القائمة لا تفي بمتطلبات السلامة. وأضاف أن "الحوادث يمكن أن تتكرر في أي لحظة، لأن المئات من العمارات والبنايات نبتت أمام أعين السلطات والمنتخبين دون احترام القوانين المنظمة للبناء".
ولم يُخفِ شفيق تحميله المسؤولية لمجموعة من الأطراف التي وصفها بـ"تجار المآسي وتجار البناء العشوائي"، قائلاً إن "جزءًا كبيرًا منهم معروفون للسلطات، ويتحملون مسؤوليات جنائية وأخلاقية عما جرى"، منتقدًا أيضًا صمت أو تقاعس بعض المنتخبين والسلطات المحلية في مراحل سابقة من تشييد هذه العمارات.
في الآن نفسه، أكد شفيق أن بعض السكان يتجاهلون أوامر الإخلاء رغم توصلهم بإشعارات رسمية، بسبب ظروف اجتماعية صعبة أو "استهتار بحياتهم وحياة أبنائهم". وهو ما يدفع، حسب قوله، إلى التفكير في إجراءات أكثر صرامة لحماية الأرواح، مثل "الإخلاء القسري عندما تتأكد خطورة الوضع علميًا، مع ضرورة إيجاد بدائل اجتماعية لمنع التشريد".
ودعا شفيق إلى مقاربة حازمة وشجاعة من طرف السلطات، من خلال فرض القانون بصرامة، وتكثيف مراقبة البنايات المشبوهة، خصوصًا في الأحياء الهامشية والمناطق التي شُيّدت دون تخطيط مسبق أو تجهيزات أساسية. وخص بالذكر مناطق مثل الحي الحسني، الجنانات، عوينة الحجاج، وزواغة، معتبرًا أنها "نقاط سوداء عمرانيًا وتحتاج إلى حلول جذرية".
وفي ختام تصريحه، نوّه شفيق بتدخل السلطات المحلية، وعلى رأسها والي جهة فاس – مكناس، الذين "هبّوا بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، داعيًا إلى تحويل هذه الاستجابة الطارئة إلى خطة شاملة لإعادة تأهيل النسيج العمراني المتهالك، وإنقاذ المدينة من فواجع جديدة محتملة.