Saturday 3 May 2025
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: الإفلاس السياسي

إدريس المغلشي: الإفلاس السياسي إدريس المغلشي
لا أشك لحظة أن انتشار التفاهة بشكل غطى على بعض النقط المضيئة في حياتنا اليومية بعدما فشلت حكومة الشناقة في شراء بعض الأصوات والكلام ظنا منها أنها قادرة على كتم الأصوات والأنفاس أيضا، تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب. ولم نعد نسمع أمام تغولها سوى بعض ممن لايقايضون في الشرف وقول الحق مهما كلف الأمر. الغريب في هذه المعادلة المختلة أن تساهم أخطاؤها المكلفة وفضائحها المخجلة لتحدث فرصا للمنافسين لكي يبدوا بعضا من الجرأة والشجاعة وليشكلوا جبهة في مواجهتها لو كنا في بلد ديمقراطي لسقطت هذه الحكومة مبكرا لكن يبدو أن ضعف المعارضة كما وكيفا جعلت من الآخر يستمر في قتل كل فرصة تغيير وكل فسحة إصلاح وتضيع الفرص تباعا أمام هذا العبث .
لكن من حقنا أن نتساءل ما سر تغولها وجبروتها ؟

لعل من أبرز تمظهرات هذا الإفلاس أن نعيد إلى الساحة من أفسدوا نبل السياسةوركبوا الشعبوية في أوضح صورها، والعجيب الغريب أن نسمع على منصات عيد الشغل من يسب الناس وينعثهم بالحمير ويتطاول على الشركاء الفاعلين في الساحة دون أن يقدم أجوبة على أفعاله الكارثية السابقة. ولا أن يفتح نوافذ للأمل في المستقبل. ففاقد الشيء لايعطيه.. بنكيران كظاهرة عطلت المسار الديمقراطي وأفشل كل فرصة للانطلاق يمكن اعتباره أساسا من المعيقات الأساسية لتعطيل التداول السياسي والإسهام في تطوره .لا أشك لحظة أن بن كيران.. وأنا أعرف عقليته الاحتكارية للكلام كيف يبني نرجسيته الذاتية على حساب تصفية خصومه الداخليين وخارج حزبه بشكل انتحاري ولو على حساب التضحية بهيئة سياسية، فمن صوتوا عليه في المؤتمر الأخير فهم مسؤولون بدرجة قصوى و لا أشك لحظة أنهم يعضون الأنامل من تدني الخطاب السياسي بما يشبه الورطة، ويعطي الانطباع أن الورقة البديلة لحزب يروج البعض له كبديل لكن بأدوات لايختلف اثنان أنها أفسدت المناخ السياسي وساهمت في القضاء على الثقة في الفاعل السياسي .

ماقام به بنكيران على منصة فاتح ماي إدانة صريحة للهيئة السياسية والنقابية التي جعلته يخرج على النص والأخلاق والأعراف لقد اختار كعادته وصفة من السب والتخوين والتشكيك دون أن نلتفت لطريقة كلامه وهو يسعى جاهدا لإثارة الانتباه أنه لازال متواجدا في الساحة بنفس القوة والتأثير السابق، وهو أمر لم يعد قائما. فلقد جرت تحت الجسر أنهار ومياه كثيرة غيرت من معالم السياسة الشيء الكثير، لسوء حظه لم يقرأ الواقع جيدا كما ينبغي كفاعل فيه . لا أرى اختلافا بينه وبين بعض المؤثرين الذين يبحثون على البوز ولو على حساب الأخلاق وتلك إشكالية تحتاج للتأمل العميق من أجل فك طلاسيمها. المؤكد أن أغلب من هم محيطون به لا يجرؤون على قول الحقيقة لإيقاف شطحاته الكثيرة المكلفة سياسيا'، بل هناك رسالة واضحة تقول أن من راهنوا عليه فهم يعترفون ويغامرون به في مواجهة تغول جهات اخرى باعتباره آخر ورقة ليس لديها ماتخسره في الأمد البعيد والمتوسط، لكن لنعترف أن انتهازية السياسي ومكيافيليته تجعل منه يضحي بكل شيء، المهم النتيجة، .بنكيران هو الآخر ضحية وسط يدفعه لهذه الصورة التي تحمل عنوانا صريحا الإفلاس السياسي بامتياز الذي أصبح له رواده وزعماؤه أيضا .