حذّر الدكتور كريم بلمقدم، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة العمومية، من تعثر ورشي تعميم الحماية الاجتماعية وإعادة بناء المنظومة الصحية، محمّلًا الحكومة مسؤولية غياب رؤية سياسية واضحة وواقعية لتنزيل هذين الورشين الملكيين الإستراتيجيين.
وأوضح بلمقدم، خلال كلمته خلال اشغال المؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للصحة العمومية ، أن عجز الحكومة عن بلورة خطط فعالة وتحقيق الأهداف المعلنة، يُعرّض هذين المشروعين الحاسمين للخطر، ويمس بمصداقية التوجه نحو بناء الدولة الاجتماعية التي أعلن عنها الملك محمد السادس.
واستند المسؤول النقابي، حسب ما نشرته يومية الاتحاد الاشتراكي في عددها ليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، إلى ما جاء في تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والذي كشف أن أكثر من 95 في المائة من نفقات التأمين الإجباري الأساسي عن المرض (AMO)، والمتعلقة بالأنظمة الخاصة، وأكثر من 80 في المائة من نفقات منخرطي CNOPS، تُوجّه نحو القطاع الصحي الخاص، في مقابل ضعف حضور القطاع العمومي.
وأكد بلمقدم أن هذا التوجه يشكّل تهديدًا حقيقيًا لاستدامة صناديق التأمين، ويؤدي إلى إضعاف المرفق العمومي، محذرًا من استمرار تفريغ المستشفيات العمومية من الأطر الطبية وضرب مبدأ العدالة الصحية.
واختتم تصريحه بدعوة إلى حوار وطني شامل ومسؤول من أجل إنقاذ الورشين من الانحراف عن أهدافهما، وإرساء منظومة صحية عادلة ومتكاملة تحفظ كرامة المواطنين وتحقق التغطية الصحية الشاملة على أسس متينة.
