الخميس 19 سبتمبر 2024
سياسة

لكريني: على المغرب أن يكون واقعيا ومصلحيا في علاقته مع أمريكا

لكريني: على المغرب أن يكون واقعيا ومصلحيا في علاقته مع أمريكا

أكد ادريس لكريني، مدير مجموعة الأبحاث الدولية حول إدارة الأزمات، أن العلاقات المغربية الأمريكية عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، وبأن المستقبل كفيل بالمزيد من التعاون بين الرباط وواشنطن، وأضاف في اتصال هاتفي مع "أنفاس بريس"، أن الاستقبال الذي حظي به نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن من قبل الملك محمد السادس ضمن برنامج مشاركته في أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش، يعزز من هذا التعاون ويتجاوز تلك العلاقات الرمزية لدعم كل الإصلاحات السياسية التي عرفها المغرب مؤخرا، "فالأكيد أن تنظيم المغرب لهذا النشاط الدولي المتميز هو ثمرة للزيارة الملكية الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، هذه الأخيرة بدأت تستوعب الدور الاستراتيجي للمغرب في إفريقيا، ودوره في إحلال السلم والأمن الدوليين في مناطق النزاع آخرها مالي وليبيا، كما لاننس الزيارات المتكررة للملك محمد السادس لعدد من البلدان الإفريقية، والتي أبانت عن حضور قوي للرباط في المشهد السياسي الإفريقي، من هنا بدأت أمريكا ترى في المغرب المقبولية لأن يشكل لها بوابة نحو إفريقيا"..

كما يعتبر لكريني أن هذه الزيارة ستنعكس بشكل إيجابي على المغرب من منطلق تنويع الشركاء، إذ إلى جانب الشركاء التقليديين في أوربا الغربية ودول الخليج، يشكل الانفتاح على الواجهة الأمريكية، درجة متقدمة للمغرب في تعزيز مكانته العربية والإفريقية، سواء من حيث الترحيب الأمريكي بالمبادرة المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، أو لما تشكله أمريكا من سوق اقتصادية مهمة، دون أن ننسى الدور الريادي لأمريكا في تدبير المنازعات الدولية..

وبخصوص المقترح الأمريكي لتوسيع صلاحيات "مينورسو"، أكد لكريني أن هذا يدخل ضمن "التشويشات أو الارتباكات التي طرأت على العلاقات بين البلدين، مركزا على التعاون الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن، "وهو ما تراجعت عنه واشنطن أو خففت لهجتها اتجاهه، وهنا على المغرب أن يدرك جيدا مراكز صنع القرار الأمريكي، واشتغال بآلية الدبلوماسية الموازية، والانفتاح أكثر على اللوبيات ومراكز الأبحاث"..

وحول استخدام نفس الجهاز المفاهيمي في العلاقات بين البلدين، من حيث مصطلحات "التعاون العسكري والاستخباراتي والأمني، والعلاقات الاستراتيجية.."، مما يجعل المتتبع يحصر العلاقة بين البلدين في المجالات المذكورة، أكد لكريني أن التحديات العالمية والإقليمية تفرض هذا النوع من التعاون، مادام أن تعزيز الأمن والاستقرار هو مدخل لكل تعاون اقتصادي وتنموي، "لاننكر أن العلاقة بين البلدين عرفت تطورا، وليست هي نفسها كما كانت منذ عقد أو أكثر، وعلى المغرب أن يكون واقعيا في التعاون مع أمريكا، من خلال المقاربة المصلحية، وهي المقاربة التي ستتعزز مستقبلا، وما تنظيم نشاط اقتصادي بحجم القمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش، إلا تعزيز لتعاون أكثر رحابة وآفاقا يتجاوز التعاون الاستخباراتي على أهميته هو كذلك في تأكيد مقبولية المغرب لدى صناع القرار الأمريكي".

محمد السادس و جوزيف بايدن