الجمعة 18 إبريل 2025
خارج الحدود

لوفيغارو: ما دام النظام الجزائري في السلطة ستظل فرنسا “أفضل أعدائه” في الخارج

لوفيغارو: ما دام النظام الجزائري في السلطة ستظل فرنسا “أفضل أعدائه” في الخارج عبد المجيد تبون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
شدّدت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، في افتتاحية عددها لهذا الثلاثاء 15 أبريل 2025، على أنه يجب عدم تقديم فرنسا تنازلات للجرائر، قائلةً إنه ما دام النظام الجزائري الحالي في السلطة، ستظل فرنسا “أفضل أعدائه” في الخارج.
 
ورأت صحيفة “لوفيغارو” أن النظام الجزائري يحتاج، لبقائه، إلى تغذية الكراهية والحقد تجاه فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، مُعتبرةً أن آخر توتّر دبلوماسي بين باريس والجزائر يندرج، “للأسف”، ضمن هذا السياق التاريخي القاتم. وهذه المرة، لأسباب مرتبطة بتطور النظام التسلطي الجزائري في الآونة الأخيرة.
 
وتابعت صحيفة “لوفيغارو” القول إنه كان من الصعب تصوّر أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبّون ستنهي الأزمة القائمة، لأن ذلك يعني تجاهل أن الرئيس الجزائري أصبح بشكل متزايد تحت تأثير جيشه.
 
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من الانقسامات التي يعرفها- حيث لا يُحصى عدد الضباط الموجودين في السجون- إلا أن الجيش الجزائري يفرض سيطرة متزايدة على جميع مفاصل الدولة. وقد تمرد الشعب عليه بشدة خلال مظاهرات الحراك عام 2019، إلا أنه رد بعسكرة النظام بقبضة من حديد، وفق صحيفة “لوفيغارو” دائماً.
 
 تبون ينفذ الأوامر.. فإعادة انتخابه عام 2024، بنسبة امتناع بلغت 50%، لم تكن سوى إجراء شكلي أراده كبار القادة العسكريين
كما اعتبرت الصحيفة الفرنسية أنه، على عكس سابقيه الرئيسين الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة، فإن عبد المجيد تبون ينفذ الأوامر.. فإعادة انتخابه عام 2024، بنسبة امتناع بلغت 50%، لم تكن سوى إجراء شكلي أراده كبار القادة العسكريين. أما المعارضون، فيُسجنون فورًا، على حد قوله صحيفة “لوفيغارو” في افتتاحيتها هذه.
 
وتابعت الصحيفة القول إنه عندما صرح الكاتب بوعلام صنصال، المسجون منذ 150 يومًا، بأن جزءًا من غرب الجزائر يجب أن يكون اليوم تابعًا للمغرب، فقد أثار غضب النظام. لا رحمة للخونة! الأجهزة الجزائرية، المخترقة من قبل القيادات العسكرية، تطارد المعارضين حتى في منفاهم بفرنسا، وفق “لوفيغارو” دائماً.
 
ومن ذلك محاولة اختطاف أمير بوخورص قبل عام، على يد ثلاثة رجال، أحدهم موظف قنصلي، قرب باريس. هذا المؤثر على شبكات التواصل الاجتماعي لا يتوقف عن انتقاد النظام. وهناك آخرون، مثل المدون شوقي بن زهرة، ذنبهم الكبير أنهم من منطقة القبائل، العدو الداخلي للنظام، تقول صحيفة “لوفيغارو”.
 
وشددت الصحيفة الفرنسية على أنه أمام هذا التعسّف، على حد قولها، لا مجال للتنازل، معتبرة أنه من السذاجة أن نصدق، كما فعل إيمانويل ماكرون، أن الإفراج عن بوعلام صنصال كان أمرًا ممكنًا. أما المجاملات التي قُدمت لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، فلم تكن سوى نفاق دبلوماسي. ولمن يفهم…، تقول صحيفة “لوفيغارو” في نهاية هذه الافتتاحية.
 
عن: القدس العربي