الأربعاء 2 إبريل 2025
مجتمع

منعم وحتي: ذاك أخي.. آخر الشعراء الصعاليك

منعم وحتي: ذاك أخي.. آخر الشعراء الصعاليك منعم وحتي (يسارا)
أتذكر ونحن نتوارى على أعين الوالدين، وسط الحقول، لنجرب سجائرنا الأولى، ونتسلح بالعلكة حين العودة لإخفاء معالم الجريمة.
أتذكر و نحن أطفال، أول يوم رأينا صفوف الديك الرومي، واستغربنا لشكلها الخرافي الغير معتاد، طاردناها في معركة شبيهة بهجومات الهنود الحمر، البقية تعرفها..
أتذكر حين كنا نعد العدة وصِبْية الجوار على بُعد أيام عدة من عاشوراء، بتجميع إطارات العجلات، من كل مهملات مصلحي السيارات، ليوم احتفال النار الكبرى "شعالة".
أتذكر حين اكتشفنا ذكورتنا الأولى، وقد علا صراخنا حتى غطى على زغاريد البيت، كان يوم ختان، على يد جزار في أعين صبيين، لم يعرفا كُنه ما وقع، إلا حين سقط جزء من لحمهما أرضا، والبقية تعرفها..
أتذكر، وكلينا يتسكع، على هوامش أحياء المدرسة، نكتشف حواري البؤس، طيبة الناس، وصعاليكهم، والأعرج صاحب عربة المكسرات، وحلوى الصغار.
عيد ميلاد سعيد أخي، عفوا صديقي الحميم.
لازلت تحافظ على براءة الصعاليك كما كنتَ، صعلوك برقي إنساني صافي، صعلوك بمخيلة شاعرية تسع اللامنتهى، صعلوك بلغة الشنفرى وموليير وبودلير.
ذاك أخي، آخر الشعراء الصعاليك بجلبابه المغربي الأصيل رغم محبرته الفرنسية.. فاللغة الفرنسية غنيمة حرب كما قال كاتب ياسين.