يصف أزواو أيت قاسي، رئيس الرابطة القبايلية لحقوق الإنسان، أن ما تعرض له القبايليون في بلاد القبائل خلال الربيعين الأمازيغي والأسود عبر أحداث 1980 و2001 بأنه “مجزرة ورد عنيف وقوي وكشف عن العنصرية المعادية للقبايليين من قبل النظام الجزائري!”.
وأوضح النّاشط الحقوقي القبايلي أيت قاسي، في حوار مع أسبوعية “الوطن الآن” و" أنفاس بريس"، أنه “رغم القمع الوحشيّ، أصبحت القضيّة القبايلية قضية دولية، بعدما تخطّت الحدود. ولهذا يجب على العالم أن يعلم أن القضية القبايلية هي قضية سيّاسية وسلمية”.
كيف تقيّمون تأثير الرّبيع الأمازيغي والرّبيع الأسود على الحراك السّياسي والحقوقي في الجزائر، وفي منطقة القبائل على وجه الخصوص؟
يوم 20 أبريل هو تاريخ مهم جدًا بالنسبة لنا نحن القبايليين. فأحداث أبريل 1980 ترمز إلى “الرّبيع الأمازيغي”، الذي لم يحدث فعليًا إلا في بلاد القبائل، في حين أن أبريل 2001 يمثّل مجزرة تعرّض لها الشعب القبايلي، وكشفت عن العنصرية المعادية للقبايليين من قبل النظام الجزائري!.
في الواقع، هذان التاريخان يبرزان اللاّمبالاة التي أبداها بقية الجزائريين تجاه معاناة شعبنا، ولا شك أن الحراك الجزائري تأثّر بهذين الحدثين التاريخيين، لكن يجب الاعتراف بأنه منذ مجزرة 2001، لم تعد هناك أهداف مشتركة بين القبايليين وبقية الجزائريين.
إنّ غياب تضامن الجزائريين مع القبايليين سمح للنّظام العسكري في الجزائر بسحق حقوق الإنسان بشكل نهائي، وخاصّة في بلاد القبائل!
لكن، ما هي أبرز المطالب التي ما تزال عالقة منذ تلك الأحداث، وهل هناك تقدّم في تحقيقها؟
انتقلنا من مطالب وطنية جزائرية إلى مطالب إقليمية بعد عام 2001، حيث بدأنا بالمطالبة بالحكم الذّاتي لبلاد القبائل، ثم بحقّ هذا الشّعب في تقرير مصيره، وهو حقّ دولي صادقت عليه الجزائر وتعترف به مثلا فيما يتعلق بالصّحراء المغربية، لكنّها ترفضه للقبايليين!. اليوم، ورغم القمع الوحشيّ، أصبحت القضيّة القبايلية قضية دولية، بعدما تخطّت الحدود.
يجب على العالم أن يعلم أن القضية القبايلية هي قضية سيّاسية وسلمية، لكنّ ردّ النّظام الجزائري عليها عسكريّ وعنيف، وهذا التّناقض لن يؤدّي إلى حلّ!.
وبالعودة إلى سؤالك، فكلّما أصرّ النّظام على قمع الشّعب القبايلي، كلّما دفع أكثر نحو تعزيز المطالب بالحرّية!. كما ترى اليوم، يتمّ طرح المسألة القبايلية بانتظام في الأمم المتّحدة وفي العديد من البرلمانات، مثل البرلمان البريطاني، وهذا، وأكرره مجدّدًا، يستوجب حلاًّ سياسيًّا وليس عسكريًا!
في ظل المتغيرات الإقليمية والدّولية، هل تعتقدون أن قضيتكم يمكن أن تحقّق مكاسب حقوقية جديدة؟
كما تعلم، العالم يتغيّر، والحدود التي فرضها الاستعمار لم تعد قابلة للبقاء كما هي، خاصّة في إفريقيا، التي عانت من مجازر حقيقية جرّاء إنشاء دول دونما مراعاة الشّعوب التي تعيش فيها.
وأوضح النّاشط الحقوقي القبايلي أيت قاسي، في حوار مع أسبوعية “الوطن الآن” و" أنفاس بريس"، أنه “رغم القمع الوحشيّ، أصبحت القضيّة القبايلية قضية دولية، بعدما تخطّت الحدود. ولهذا يجب على العالم أن يعلم أن القضية القبايلية هي قضية سيّاسية وسلمية”.
كيف تقيّمون تأثير الرّبيع الأمازيغي والرّبيع الأسود على الحراك السّياسي والحقوقي في الجزائر، وفي منطقة القبائل على وجه الخصوص؟
يوم 20 أبريل هو تاريخ مهم جدًا بالنسبة لنا نحن القبايليين. فأحداث أبريل 1980 ترمز إلى “الرّبيع الأمازيغي”، الذي لم يحدث فعليًا إلا في بلاد القبائل، في حين أن أبريل 2001 يمثّل مجزرة تعرّض لها الشعب القبايلي، وكشفت عن العنصرية المعادية للقبايليين من قبل النظام الجزائري!.
في الواقع، هذان التاريخان يبرزان اللاّمبالاة التي أبداها بقية الجزائريين تجاه معاناة شعبنا، ولا شك أن الحراك الجزائري تأثّر بهذين الحدثين التاريخيين، لكن يجب الاعتراف بأنه منذ مجزرة 2001، لم تعد هناك أهداف مشتركة بين القبايليين وبقية الجزائريين.
إنّ غياب تضامن الجزائريين مع القبايليين سمح للنّظام العسكري في الجزائر بسحق حقوق الإنسان بشكل نهائي، وخاصّة في بلاد القبائل!
لكن، ما هي أبرز المطالب التي ما تزال عالقة منذ تلك الأحداث، وهل هناك تقدّم في تحقيقها؟
انتقلنا من مطالب وطنية جزائرية إلى مطالب إقليمية بعد عام 2001، حيث بدأنا بالمطالبة بالحكم الذّاتي لبلاد القبائل، ثم بحقّ هذا الشّعب في تقرير مصيره، وهو حقّ دولي صادقت عليه الجزائر وتعترف به مثلا فيما يتعلق بالصّحراء المغربية، لكنّها ترفضه للقبايليين!. اليوم، ورغم القمع الوحشيّ، أصبحت القضيّة القبايلية قضية دولية، بعدما تخطّت الحدود.
يجب على العالم أن يعلم أن القضية القبايلية هي قضية سيّاسية وسلمية، لكنّ ردّ النّظام الجزائري عليها عسكريّ وعنيف، وهذا التّناقض لن يؤدّي إلى حلّ!.
وبالعودة إلى سؤالك، فكلّما أصرّ النّظام على قمع الشّعب القبايلي، كلّما دفع أكثر نحو تعزيز المطالب بالحرّية!. كما ترى اليوم، يتمّ طرح المسألة القبايلية بانتظام في الأمم المتّحدة وفي العديد من البرلمانات، مثل البرلمان البريطاني، وهذا، وأكرره مجدّدًا، يستوجب حلاًّ سياسيًّا وليس عسكريًا!
في ظل المتغيرات الإقليمية والدّولية، هل تعتقدون أن قضيتكم يمكن أن تحقّق مكاسب حقوقية جديدة؟
كما تعلم، العالم يتغيّر، والحدود التي فرضها الاستعمار لم تعد قابلة للبقاء كما هي، خاصّة في إفريقيا، التي عانت من مجازر حقيقية جرّاء إنشاء دول دونما مراعاة الشّعوب التي تعيش فيها.
لقد أظهرت لنا الأحداث الأخيرة ظهور دول جديدة، مثل السّودان الذي انقسم إلى دولتين، أو مثال أكثر وضوحًا وهو تشيكوسلوفاكيا، التي انقسمت إلى دولتين مستقلتين، هما جمهورية “التشيك“ و“سلوفاكيا“، واللّتان تعيشان اليوم في سلام وجوار حسن!. كلّ هذا لأقول إنّ الشّعوب التي تمّ توحيدها بالقوّة مصيرها الانفصال، والدّول التي تم تقسيمها بالقوّة مصيرها إعادة التّوحيد، تمامًا كما حدث مع ألمانيا بعد سقوط جدار برلين! من المستحيل الوقوف في وجه حرّية الشّعوب!
لكن، كيف تردّون على من يعتبر أن مطالبكم يتمّ استغلالها سياسياً من قبل أطراف مختلفة؟
بالنّسبة لمن يقولون إن القضية القبايلية تُستغلّ من قبل دول للضّغط على الجزائر، وأظن أنك تشير إلى المغرب مثلا، فأجيب بما يلي: لم تنجح أيّ قضية من دون دعم، وأوضح مثال على ذلك هو استقلال الجزائر، الذي سُرق من قبل عسكريين فاسدين. جبهة التّحرير الوطني، رغم الكفاح المسلّح، ولم تحقّق النّصر إلا بفضل الدّعم السّياسي من عدّة دول، من بينها المغرب تحديدًا، والذي حوّله العسكريون الجزائريون اليوم إلى عدوّ إقليمي للبقاء في السّلطة، وهذا ما أسمّيه بالجحود!
فلن تنتصر القضية القبايلية إلا بدعم قويّ، ومن الأفضل للمغرب أن يدعم رسميًا قيام دولة قبايلية حرّة ومستقلّة!
ولا تفوتني المناسبة لأشكركم على إتاحة الفرصة لي للتعبير عن رأيي بانتظام عبر صفحات منبر أسبوعية “الوطن الآن“.