يطرح كريم الزيتوني، خبير في المشاريع الابتكارية ومؤسس مجموعة "SisPay"، التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الأداء الإلكتروني في العالم، حيث أصبحت المعاملات الرقمية هي القاعدة بدلًا من النقد والبطاقات التقليدية.
يناقش الكاتب في هذه الورقة، تنشرها "أنفاس بريس"، كيف ساهمت الابتكارات التكنولوجية، مثل المحافظ الإلكترونية والأداءات البيومترية، في إحداث ثورة مالية غير مسبوقة. كما يتطرق إلى التحديات المرتبطة بهذه التغييرات، مثل الأمن السيبراني والرقمي، ومدى جاهزية العالم للتخلي عن النقد تمامًا.
يناقش الكاتب في هذه الورقة، تنشرها "أنفاس بريس"، كيف ساهمت الابتكارات التكنولوجية، مثل المحافظ الإلكترونية والأداءات البيومترية، في إحداث ثورة مالية غير مسبوقة. كما يتطرق إلى التحديات المرتبطة بهذه التغييرات، مثل الأمن السيبراني والرقمي، ومدى جاهزية العالم للتخلي عن النقد تمامًا.
قبل بضع سنوات، كان إخراج البطاقة المصرفية أو التعامل بالنقود أمرًا يوميًا معتادًا. أما اليوم، فقد أصبح الأداء الإلكتروني مع استعمال الهواتف الذكية هو القاعدة، حيث يعيد إنجاز معاملاتنا ويمحو تدريجيًا الحدود بين العالمين المادي والرقمي.
سنة 2023، كانت 85٪ من المعاملات العالمية رقمية، مقارنة بـ 69٪ سنة 2020. لم تحدث هذه التحولات السريعة بمحض الصدفة، بل جاءت نتيجة مزيج من الابتكارات التكنولوجية والأحداث التاريخية التي دفعت أنظمة الدفع نحو عصر جديد. ولكن، هل نحن مستعدون لمواجهة جميع تداعيات هذا التحول؟
تسارع غير مسبوق: عندما تعيد الأزمة تشكيل الاقتصاد
لقد سرعت جائحة كوفيد-19 من تبني الأداءات الإلكترونية بمعدل يتراوح بين 5 إلى 7 سنوات." (McKinsey، 2022) عالم متوقف، متاجر مغلقة، طوابير طويلة أمام أجهزة الصراف الآلي. في غضون أشهر قليلة، أحدثت الجائحة ثورة في طريقة الدفع الخاصة بنا. لم يكن هذا التحول مجرد تعديل مؤقت، بل أصبح جزءًا من عاداتنا اليومية.
خلال ثلاث سنوات فقط، انفجر استخدام المدفوعات غير التلامسية، مرتفعًا من 1.2٪ في عام 2020 إلى أكثر من 10٪ في عام 2023. الساعات الذكية، الهواتف الذكية، رموز QR... مما جعل الأداء يتم بطرق أكثر سرعة وسهولة وأمانًا.
إنها ثورة نقدية حقيقية! تخيل روما القديمة، حيث كان التجار يتبادلون القطع النقدية الذهبية والفضية قبل أن تسهل العملات الموحدة عملية التبادل. واليوم، يتكرر التاريخ، ولكن هذه المرة، تختفي البنوك والنقود لصالح الأداء الإلكتروني.
البطاقة البنكية: هل ستتطور أم ستختفي؟
"50٪ من المستهلكين حول العالم يفضلون الآن المدفوعات غير التلامسية." – (Capgemini، 2023)
تم اختراع البطاقة البنكية منذ أكثر من 50 عامًا، وقد غيرت العالم. كانت آمنة وعملية وهيمنت على السوق لعقود. ولكن الآن، أصبحت مهددة!
تم اختراع البطاقة البنكية منذ أكثر من 50 عامًا، وقد غيرت العالم. كانت آمنة وعملية وهيمنت على السوق لعقود. ولكن الآن، أصبحت مهددة!
في مواجهة المحافظ الإلكترونية والمدفوعات البيومترية، يجب على البطاقات البنكية أن تتطور.
المستقبل يتجه نحو البطاقات الرقمية، والأنظمة المدمجة مباشرة في أجهزتنا. بل يتخيل البعض مستقبلًا لا تكون فيه هناك حاجة للبطاقات المادية على الإطلاق، حيث يكفي استخدام بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه لإجراء الدفع.
إذن، هل هذه نهاية البطاقات؟ ليس بعد. في العديد من مناطق العالم، لا تزال ضرورية. ولكن التحول قد بدأ بالفعل، ولم يعد السؤال هو "هل ستختفي البطاقات؟" بل "متى؟"
صعود المحافظ الإلكترونية: قوة بلا حدود
- في الصين، أصبحت Alipay و WeChat Pay أكثر من مجرد وسائل دفع، حيث تطورت إلى منظومات متكاملة تشمل التسوق، وحجوزات السفر، وإدارة الميزانية، وحتى التفاعل الاجتماعي.
- في أفريقيا، حيث لا يزال 50٪ من السكان غير متعاملين مع البنوك، وفرت الأداءات عبر الهاتف المحمول فرصة غير مسبوقة للشمول المالي. في كينيا M-Pesa، في غرب افريقيا Orange Money. تتيح هذه الحلول إرسال الأموال واستلامها وإدارتها دون الحاجة إلى حساب بنكي تقليدي.
لكن هذا الهيمنة تثير أيضًا تساؤلات جيوسياسية. هل يمكن لأوروبا أن تسمح للعمالقة الأمريكيين والصينيين بالسيطرة على أنظمة الأداء لديها؟.
بدأت بعض المبادرات، مثل Wero، في تقديم بدائل سيادية تضمن مزيدًا من الاستقلالية عن عمالقة التكنولوجيا.
التحديات والرهانات المقبلة "77٪ من البالغين حول العالم يمتلكون الآن حسابًا بنكبت أو حسابًا للهاتف المحمول، مقارنة بـ 68٪ في عام 2017." – (البنك الدولي، 2022) بينما يمثل الأداء الإلكتروني فرصة استثنائية، فإنه يثير أيضًا العديد من التحديات:
- الأمن السيبراني والاحتيال،, كلما توسع الفضاء الرقمي، زادت الهجمات الإلكترونية.
- الإقصاء الرقمي، أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت قد يجدون أنفسهم خارج النظام المالي.
- احتكار عمالقة التكنولوجيا: من سيتحكم في معاملاتنا المالية بعد 10 سنوات؟
في عالم تصبح فيه الأداءات غير مرئية، يتمثل التحدي في تحقيق توازن بين الابتكار والأمان وسهولة الوصول.
- الإقصاء الرقمي، أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت قد يجدون أنفسهم خارج النظام المالي.
- احتكار عمالقة التكنولوجيا: من سيتحكم في معاملاتنا المالية بعد 10 سنوات؟
في عالم تصبح فيه الأداءات غير مرئية، يتمثل التحدي في تحقيق توازن بين الابتكار والأمان وسهولة الوصول.
مستقبل حيث يصبح الدفع غير مرئي
بلغت قيمة سوق المدفوعات الرقمية 9.46 تريليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل 12٪ سنويًا." – (Statista).
تخيل مستقبلًا لا تحتاج فيه إلى إخراج هاتفك، حيث تتم المعاملات بشكل فوري ودون أي جهد. تدخل متجرًا، الذكاء الاصطناعي يتعرف على مشترياتك، يتم تأكيد الدفع تلقائيًا، وتصل إليك الفاتورة رقميًا. قد يبدو هذا خيالًا علميًا، لكنه أصبح حقيقة بالفعل!
أمازون جو بدأت بتنفيذ هذا النظام. لا مزيد من الطوابير أو صناديق الدفع: أنت تأخذ المنتج وتغادر.
أمازون جو بدأت بتنفيذ هذا النظام. لا مزيد من الطوابير أو صناديق الدفع: أنت تأخذ المنتج وتغادر.
لكن، في هذا العالم المتغير بسرعة، هل نحن مدركون تمامًا لتداعيات هذا التحول؟
إن مستقبل الأداءات لن يكون مجرد مسألة تكنولوجيا، بل سيكون مسألة اختيارات.
ثورة تعيد تشكيل المجتمع
إن تطور الأداءات الإلكترونية ليس مجرد ابتكار مالي، بل هو تحول جذري في الطريقة التي نتعامل بها مع المال. نحن نقوم برقمنة الاقتصاد بمعدل غير مسبوق. لكن كل تقدم يأتي بتحديات، مثل الأمن السيبراني، والسيادة المالية، وإمكانية الوصول للجميع.
لذلك، يبقى سؤال مفتوح:
هل نحن مستعدون للتخلي تمامًا عن التعامل بالنقود الورقية أو "الكاش"؟ أم أننا سنشهد ظهور توازن جديد بين التكنولوجيا والواقع الملموس؟ إن مستقبل الأداءات يتشكل الآن. وأنت، ما رأيك؟