الثلاثاء 11 مارس 2025
كتاب الرأي

علي لطفي: تناول مواد غذائية غير آمنة أو منتهية الصلاحية يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة

علي لطفي: تناول مواد غذائية غير آمنة أو منتهية الصلاحية يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة علي لطفي
خلال شهر رمضان من كل عام، تظهر بشكل متكرر جرائم تتعلق بالترويج لمواد غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية وغير مطابقة لمعايير الجودة. 

يقوم بعض عديمي الضمير بتجارة هذه المواد الضارة، غير مبالين بصحة وحياة الناس، مما يعرض فئات واسعة من المجتمع، وخاصة الأطفال، لخطر التسمم الغذائي ومضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.
 
في هذا الإطار، قامت السلطات الإدارية والأمنية في الدار البيضاء، مطلع هذا الشهر الكريم، بالكشف عن جريمة خطيرة تتعلق بحجز أطنان من المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية في مقر شركة معروفة بالحي الصناعي لمستثمر عربي. تم تزوير تواريخ صلاحية هذه المواد باستخدام آلة متطورة، وإعادة ترويجها في الأسواق للاستهلاك البشري. 
 
وقد تمت مصادرة جميع المواد المضبوطة وفتح تحقيق قضائي لتحديد المسؤولين عن هذه الجريمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
 
تعد السلامة الغذائية من الأولويات الصحية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في السياسات العامة، حيث إن تناول مواد غذائية غير آمنة أو منتهية الصلاحية يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة، بما في ذلك التسمم الغذائي والأمراض المنقولة عبر الأغذية، والتي قد تسبب أعراضاً مثل الإسهال والقيء وآلام البطن، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السرطان أو حتى الوفاة. 
 
فغالبا ما تكون غير مرئية حتى يصاب المرء بالتسمم  وتتسبب التغذية غير السليمة التي تحتوي على البكتيريا ضارة أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيمائية في ما يزيد عن 200  الأمراض تتراوح بين الإسهال والسرطانات.
كما قد تسبب الكثير من الأمراض المنقولة بالأغذية والمياه الملوثة حالات التسمم قد يتأثر الجهاز العصبي فيحصل الشلل، التسمم بسم البوتوكس الذي يصيب المعلبات ، والسالمونيلا والعطيفة الإشريكية القولونية المنزفة للأمعاء وحالات العدوى الناجمة عن الليستريا في إجهاض الحوامل أو وفاة المواليد والعقم  والكوليرا  أو فيروس التهاب الكبد A بواسطة الطعام ويسبب أمراضاً طويلة الأجل في الكبد، كما تتسبب في تكوين حلقة مفرغة من الأمراض والاعتلالات الناجمة عن سوء التغذية التي تؤثر تحديداً على الرضع وصغار الأطفال وكبار السن والمرضى.
 
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن شخصاً واحداً من كل عشرة أشخاص في العالم يصاب بمرض نتيجة تناول أغذية ملوثة أو غير سليمة. لذلك، يجب على الحكومة المغربية تعزيز جهودها لضمان سلامة الغذاء من خلال مراقبة دقيقة لجميع مراحل سلسلة الإنتاج والتوزيع، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المتاجرين فالشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة تعتبر أن لكل شخص الحق في الحصول على تغذية سليمة ومغذية وبكمية كافية وبأسعار مناسبة للدخل،  وتحذر من تناول  طعام أو شراب أو دواء منتهي  الصلاحية، وأن تحقيق متطلبات سلامة الغذاء للحفاظ على صحة المواطنين مسؤولية عمومية تقع على الحكومة المغربية  من خلال أجهزتها الإدارية والصحية والرقابية، وخاصة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمواد الغذائية  والوكالة  المغربية للأدوية والمنتجات الصحية وعليها مسؤولية وضع المواصفات الغذائية لحماية صحة المستهلكين وضمان اتباع الممارسات العادلة في الاتجار في المواد الغدائية و منـع المخاطر المنقولة بواسطة الأغذية والكشف عنها وتدبيرها،  وفي توفير غذاء آمن لجميع  المواطنين المغاربة والزوار والسياح الذين يؤمون المملكة كل سنة وبأسعار مناسبة لجميع الفئات الاجتماعية  والمساهمة  في ضمان الأمن الغذائي وصحة المواطنين  والتطور الاقتصادي والزراعي  والسياحي والتنمية المستدامة وضمان السلامة الغدائية، واتخاذ اﺟﺮاءات فعالة ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﻧﺴـــﺎن وﺻﺤﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻀﺎﻓﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﻤﻠﻮﺛﺎت واﻟﺴـــﻤﻮم واﻟﺠﺮاﺛﻴﻢ اﻟﻤﺴـــﺒﺒﺔ ﻟﻸﻣﺮاض ﻓﻲ اﻟﻐﺬاء، وفرض  المعايير التي نصت عليها القوانين الخاصة بالتجارة  والمتعلقة  بوضع علامات على المنتجات ومنها تاريخ الإنتاج والانتهاء  والمكونات وتوفير المواد الغذائية الكافية في السوق الوطنية لتأمين الغداء للجميع.
 
هذا فضلا على  أن المغرب يعتمد على تطوير الصناعة السياحية ويستعد إلى تنظيم تظاهرات عالمية،  عليه تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن سلامة  الأغذية 2022-2030 ، وتعزيز نظامه الوطني لمراقبة الأغذية  وتحقيق سلامة الأغذية بوصفها عنصراً هاماً من عناصر الأمن الصحي ودمج سلامة الأغذية في السياسات والبرامج الوطنية بما يتماشى مع أحكام اللوائح الصحية الدولية  وبالتالي تدعو الشبكة إلى الإسراع ب:
إعادة النظر في المكتب الوطني لسلامة المواد الغذائية وتحويلها إلى وكالة وطنية ذات صلاحيات واسعة بفروع جهوية ومحلية للمراقبة والتتبع والتنسيق الكامل مع الوكالة الوطنية للأدوية والمنتجات الصحية ومع السلطات المحلية الإدارية والأمنية وفي استراتيجية  وطنية مندمجة  ومسؤولية مشتركة، وتوعية المواطنين من خلال برنامج شامل وإجراءات عملية فعالة للمراقبة والتتبع وزجر المخالفات  وحماية صحة المستهلكين من أي تهديدات محتملة طيلة السنة ولا يمكن الاكتفاء بحملات المراقبة في شهر رمضان...
 
عدم التساهل مع المتاجرين بصحة المواطنين، أفرادا وشركات وتجار والمتابعة القضائية لكل المتورطين في  التزوير والغش في المواد الغذائية والماء والأدوية  واستيراد مواد  مغشوشة  ومنتهية الصلاحية عبر التهريب  وإغلاق  الشركات التي تتاجر وتبيع مواد منتهية الصلاحية والمزورة  واعتماد نظام تدمير وحرق المواد الملوثة والتي تشكل خطورة على الإنسان والحيوان والبيئة بتقنيات علمية غير ملوثة للبيئة.