"باركا عليكم المغاربة غير ملي عرفتو الحوت بشحال كيتباع... أما عبد الاله، صافي سالا مع الحوت..." . بهذه العبارات " خاطب" المدعو عبد الإله مول حوت مراكش، زوال الثلاثاء 25فبراير2025، الجماهير المراكشية غير المسبوقة، لهذا اليوم، والتي ظلت تهتف باسمه كأيقونة للسردين المغربي، والذي بالكاد يعود لموائد الفقراء والمساكين، بسبب الغلاء. جماهير ظلت تمني النفس لأيام من الانتظار أمام محله التجاري، أملا في الحصول على السمك، بأثمنة لم يكن لأحد أن يتجرأ على طرحها في السوق، بل أكثر من هذا أنه وعد زبنائه بسردين 3 دراهم، طيلة شهر رمضان... فهل سينجح مول حوت في هذه المهمة الاجتماعية؟
المشهد الأول..سردين "ميناء مراكش"
المحل، عبارة عن كراج ، بالكاد مخصص لركن سيارة صغيرة، حوله رب الأسرة، إلى محل لبيع الأسماك. علقت عليه لافتة كتب عليها: "ميناء مراكش". يتواجد بحي دوار لحرش بحي المسيرة الأولى بمراكش، مفتوح على شارع ضيق تحول فضاءه إلى سوق شعبي يقتحمه الباعة المتجولون بنسب كبيرة لبيع الخضر والفواكه والدجاج واللحوم وغيرها من المواد الغذائية، وهو سوق عشوائي يقبل عليه المواطنون بكثافة صبيحة كل يوم. أما عبد الاله مول الحوت، الذي خلق كل هذه الضجة الاعلامية، فهو يشتغل في هذا المحل مكان والده، منذ سنوات، وعمره لا يتجاوز بالكاد الثلاثين سنة، وهو متزوج وأب لطفل، تحول باكرا من المدرسة إلى بائع للسمك، وهي مهنة أخذها عن والده، منذ الصغر، أما والده فمازال هو الآخر يزاول مهنة بيع الأسماك بعيدا عن المنزل في أحد الأسواق الشعبية الأخرى بمراكش.
المشهد الثاني.. مول الحوت ينسحب والسلطات وتغلق " ميناء مراكش"
يوم الثلاثاء، هو بداية أسبوع العمل عند عبد الاله مول الحوت، ويوم حاسم بالنسبة له أيضا، فصوره انتشرت عبر الانترنيت كالنار في الهشيم، ورمضان على الأبواب، والناس ينتظرون السمك بفارغ الصبر، أما الحركة فتبدو عادية، منذ الصباح الباكر، فيما مساعدوه من الشباب هم على وشك الانتهاء من تفريغ شاحنة صغيرة من الأسماك، قدمت محملة من مرسى الدار البيضاء، بعد ليلة بيضاء قضاها عبد الاله في الطريق ذهابا وأيابا. وفيما بدأت حشود المواطنين تتقاطر تدريجيا على الفضاء. فمنهم من يأتي لأول مرة لهذا السوق بحثا عن حوت بأثمنة في المتناول، ومنهم من جاء به الفضول للتأكد، وقطع الشك باليقين.. أن هناك فعلا سردين ب 5 دراهم.. لكن مع بداية هذه الحركة التجارية في عين المكان، سيبلغ لعلم الملحقة الإدارية للحي الحسني، بوقوع فوضى عارمة في الشارع العام، ما تسبب في ازعاج خطير للسكان والسائقين والمارة.
المشهد الأول..سردين "ميناء مراكش"
المحل، عبارة عن كراج ، بالكاد مخصص لركن سيارة صغيرة، حوله رب الأسرة، إلى محل لبيع الأسماك. علقت عليه لافتة كتب عليها: "ميناء مراكش". يتواجد بحي دوار لحرش بحي المسيرة الأولى بمراكش، مفتوح على شارع ضيق تحول فضاءه إلى سوق شعبي يقتحمه الباعة المتجولون بنسب كبيرة لبيع الخضر والفواكه والدجاج واللحوم وغيرها من المواد الغذائية، وهو سوق عشوائي يقبل عليه المواطنون بكثافة صبيحة كل يوم. أما عبد الاله مول الحوت، الذي خلق كل هذه الضجة الاعلامية، فهو يشتغل في هذا المحل مكان والده، منذ سنوات، وعمره لا يتجاوز بالكاد الثلاثين سنة، وهو متزوج وأب لطفل، تحول باكرا من المدرسة إلى بائع للسمك، وهي مهنة أخذها عن والده، منذ الصغر، أما والده فمازال هو الآخر يزاول مهنة بيع الأسماك بعيدا عن المنزل في أحد الأسواق الشعبية الأخرى بمراكش.
المشهد الثاني.. مول الحوت ينسحب والسلطات وتغلق " ميناء مراكش"
يوم الثلاثاء، هو بداية أسبوع العمل عند عبد الاله مول الحوت، ويوم حاسم بالنسبة له أيضا، فصوره انتشرت عبر الانترنيت كالنار في الهشيم، ورمضان على الأبواب، والناس ينتظرون السمك بفارغ الصبر، أما الحركة فتبدو عادية، منذ الصباح الباكر، فيما مساعدوه من الشباب هم على وشك الانتهاء من تفريغ شاحنة صغيرة من الأسماك، قدمت محملة من مرسى الدار البيضاء، بعد ليلة بيضاء قضاها عبد الاله في الطريق ذهابا وأيابا. وفيما بدأت حشود المواطنين تتقاطر تدريجيا على الفضاء. فمنهم من يأتي لأول مرة لهذا السوق بحثا عن حوت بأثمنة في المتناول، ومنهم من جاء به الفضول للتأكد، وقطع الشك باليقين.. أن هناك فعلا سردين ب 5 دراهم.. لكن مع بداية هذه الحركة التجارية في عين المكان، سيبلغ لعلم الملحقة الإدارية للحي الحسني، بوقوع فوضى عارمة في الشارع العام، ما تسبب في ازعاج خطير للسكان والسائقين والمارة.
وما هي إلا لحظات، ويتحول الفضاء فعلا إلى حالة من الاختناق والهيجان والتدافع، خاصة مع وصول السلطة المحلية لعين المكان ويترأسها الباشا وقائد الملحقة الإدارية الحي الحسني، معززة بعناصر من القوات المساعدة. فيما رجال الأمن يراقبون الوضع عن كثب، دون تدخل. أما عبد الإله مول حوت مراكش، فقد يصبح هذه المرة، ولاريب، موضوع تسائل من طرف السلطة المحلية، لكل هذه الفوضى التي تسبب فيها، بل أكثر من هذا، قد يجبر على وضع حد لهذه الطريقة غير المحسوبة العواقب التي يدير بها تجارته للأسماك، وقد تتخذ في حقه إجراءات قانونية. مول الحوت الشاب، بعد خطبته للجماهير تلك، سيضطر للانسحاب عبر دراجة نارية لوجهة مجهولة، غادر الجماهير وعيناه تتلألان بالدموع، والأكيد صوب جمهور قد يكن له ذاك التضامن الافتراضي، وهو جمهور منصات التواصل الاجتماعي، في المغرب وخارجه. وفي بث مباشر على الانترنيت، سيظهر مول الحوت لاحقا منهارا والدموع تنهمر علي خديه. حينها كانت السلطات المحلية قد اتخذت قرارا بإغلاق " ميناء مراكش" لأجل غير مسمى....
المشهد الثالث.. الجماهير تهتف: "عبد الإله لي بغينا وحوتكم غالي علينا"
أعين رجال الأمن من داخل سيارة الشرطة مازالت تراقب الوضع عن كثب. وفي نفس الوقت تظل حشود المواطنين في توافد على المكان، هتافات هنا، وشعارت هناك، واستهجان محتشم من ساكنة الشارع، وهي تراقب الوضع من شرفات المنازل، أما مساعدو عبد الاله، فهم على قدم وساق لتزويد الزبائن الذين ساعدهم الحظ في شراء سردين خمسة دراهم... رافعين شعارات من قبيل: "عبد الإله لي بغينا وحوتكم غالي علينا" .. أما مول الحوت فقد غاب عن أنظار حشود المواطنين غالبيتهم من النساء، عقب اللحظات الأخيرة التي غادر فيها رجال السلطة المحلية عين الكان... لأن القرار قد اتخذ.
أعين رجال الأمن من داخل سيارة الشرطة مازالت تراقب الوضع عن كثب. وفي نفس الوقت تظل حشود المواطنين في توافد على المكان، هتافات هنا، وشعارت هناك، واستهجان محتشم من ساكنة الشارع، وهي تراقب الوضع من شرفات المنازل، أما مساعدو عبد الاله، فهم على قدم وساق لتزويد الزبائن الذين ساعدهم الحظ في شراء سردين خمسة دراهم... رافعين شعارات من قبيل: "عبد الإله لي بغينا وحوتكم غالي علينا" .. أما مول الحوت فقد غاب عن أنظار حشود المواطنين غالبيتهم من النساء، عقب اللحظات الأخيرة التي غادر فيها رجال السلطة المحلية عين الكان... لأن القرار قد اتخذ.
المشهد الرابع.. مول الحوت يرفع شعار "البحر وراءكم والعدو أمامكم"
بعد تدخل السلطة المحلية، وقبل أن ينسحب، سيظهر الشاب مول الحوت مرتبكا ومنزعجا، وهو يرمي بتصريحات هنا وهناك، تارة للمواطنين وأخرى للسلطات، حينها سيتم قمعه وتنبيهه للحد من المزيد من التصريحات، وبكلمات عنيفة ومليئة بالصرامة سيقال له : " هادشي مخدام.. حبس وسير فحالك... "، نظر عبد الاله لهذه الفوضى التي تسبب فيها سردينه وغادر مسرعا ولم يعد. وقبل ذلك، سيصعد عبد الاله مول الحوت" الكونتوار" ، مخاطبا ، جمهور السردين، ب"خطبة الوداع" بالقول: باركا عليكم المغاربة غير ملي عرفتو الحوت بشحال كيتباع... أما عبد الاله، صافي سالا مع الحوت..." رافعا شعار:" البحر وراءكم والعدو امامكم".. معلنا توقفه عن بيع الأسماك حتى يفرج الله...
فلاش باك.. من بائع بسيط للسمك إلى مؤثر "سرديني"
قرار عبد الاله بيع الأسماك بأثمنة يكسر بها كل الأسعار، كان فقط مجرد صدفة، لا بمنطق التجارة والحساب، وقع ذلك حين جلب له موزع للأسماك من مدينة اسفي، كمية مهمة من الأسماك بأثمنة هزيلة، بهدف التخلص منها وبشكل سريع، لأن العرض حينها كان يفوق الطلب وعزوف المواطنين على الشراء بسبب الغلاء، في تزايد ، يقول بعض منافسيه، أن الشاب قد توصل قبل أسبوعين، بكميات مهمة من الأسماك المختلفة، وفي مقدمتها حوت الشعب السردين، وبدأ على الفور في عملية البيع، بثمن 5 دراهم، دون تردد لكي يتخلص هو الآخر منها، ولكي يوثق لتلك اللحظات، سيقوم بتصوير ونشر فيديوهات على حسابه في التيك توك... ومن هنا بدأت الحكاية...
أما ما يهمه الآن، بعد أن توارى عن الانظار وتوقف عن تجارة الأسماك في الواقع الحقيقي، فها هو يلجأ إلى ممارستها في الواقع الافتراضي، بفيديوهات وبث مباشر لساعات طوال الوقت بحثا عن الطوندونص وأموال التيك توك والفضاء الأزرق، المليء بسمك القرش، بدل من السعي وراء "السردين" ورائحته المتفردة..