السبت 22 فبراير 2025
كتاب الرأي

الحسين بكار السباعي: ضربات إستباقية تفشل مخططات "داعش" الساحل الإفريقي في إستهداف المغرب

الحسين بكار السباعي: ضربات إستباقية تفشل مخططات "داعش" الساحل الإفريقي في إستهداف المغرب الحسين بكار السباعي
يؤكد تفكيك الخلية الإرهابية في منطقة تل مزيل بجماعة وقيادة واد النعام، التابعة لنفوذ مدينة بودنيب بإقليم الرشيدية، أن المغرب لا يزال مستهدفا من قبل الجماعات الإرهابية، لا سيما تلك المرتبطة بتنظيم "داعش" المتمركز في منطقة الساحل جنوب الصحراء. فقد كشفت التحريات الأمنية عن وجود منطقة جبلية في الإقليم يشتبه في استخدامها كقاعدة خلفية للدعم اللوجستيكي بالأسلحة والذخيرة، وهو ما يؤكد أن التنظيمات الإرهابية تسعى إلى استغلال المناطق النائية داخل المغرب كمراكز لوجستيكية لتنفيذ مخططاتها التخريبية.
 
تحليل المعطيات الاستخباراتية المرتبطة بهذه العملية الاستباقية، يظهر أن الأسلحة والمعدات وحتى اوراق الجرائد الملفوفة فيها ، والتي تم ضبطها قد أُرسلت من طرف قيادي بارز في تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل ، مسؤول عن التنسيق والعلاقات الخارجية ، عبر مسالك تهريب غير شرعية. الأمر الذي يكشف عن وجود دعم لوجستيكي خارجي، بارتباط مع خلايا إرهابية محلية تتلقى تمويلا وتسليحاً من معسكرات التدريب الإرهابية المنتشرة في الساحل الإفريقي أو حتى من دولة أو أكثر ترعى مجموعات إرهابية.

تطور خطير يعكس تحولا استراتيجيا في تكتيكات التنظيمات الإرهابية، إذ لم تعد تقتصر على أنشطتها التقليدية في معاقلها داخل الساحل الإفريقي ، بل باتت تسعى إلى تدويل عملياتها ونقلها إلى مناطق أكثر استقرارا. 

وتتقاطع هذه الاستراتيجية مع تقارير استخباراتية حول وجود "لجنة العمليات الخارجية" داخل التنظيم، التي تعمل على توسيع نفوذه خارج نطاقه التقليدي عبر تمويل وتسليح الخلايا الإرهابية المنتشرة في دول المنطقة.
 
التهديد الإرهابي الذي يواجهه المغرب اليوم يرفع مستوى الاستنفار الأمني، خاصة مع التورط المتزايد للنظام الجزائري في دعم الجماعات الإرهابية. فقد كشفت تقارير استخباراتية دولية عن تمويل الجزائر وتوفير التدريب والتسليح للجماعات الإرهابية ،  إضافة إلى تسهيل عبور المقاتلين والأسلحة نحو الداخل المغربي . ولا يتوقف هذا الدعم عند الجماعات الإرهابية، بل يمتد إلى جبهة البوليساريو ،خاصة بعض تورط بعض أعضائها في عمليات إرهابية بين مالي وموريتانيا ، التي تتلقى مساعدات عسكرية ولوجستية مباشرة من الجزائر، بالإضافة إلى دعم إيراني يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز حالة الفوضى والتوتر الإقليمي.
 
ختاما ، رغم التحديات الأمنية المتزايدة، أثبتت الأجهزة الأمنية المغربية قدرتها على تحييد التهديدات الإرهابية قبل تحولها إلى عمليات دموية، من خلال عمليات استباقية دقيقة تبرز مستوى الجاهزية الاستخباراتية والتنسيق الأمني المحكم. وبفضل هذه المقاربة الفعالة، أصبح المغرب نموذجا رائدا إقليميا ودوليا في مكافحة الإرهاب، قاطعا الطريق على المخططات التخريبية التي تهدد استقراره وأمن المنطقة ككل .
 
ذ. الحسين بكار السباعي/ محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان رئيس مكتب سوس ماسة للمرصد الدولي للإعلام وحقوق الانسان