الجمعة 21 فبراير 2025
كتاب الرأي

خالد أخازي: من " كاسك قيوح" إلى " درع  الطالبي العلمي 

خالد أخازي: من " كاسك قيوح" إلى " درع  الطالبي العلمي  خالد أخازي
خالد أخازي: من " كاسك قيوح" إلى " درع  الطالبي العلمي 
 "عبقريةَ" الحلول السطحية أفرزت اليوم... منهجية الخوذة المجانية...
فقد قرَّر وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، أن يُهديَ كلَّ مُشتري دراجة نارية خوذتين، ملزما بذلك الباعة...
باك السلامة من أجل سياسة النعامة
كأنما كارثةُ الطرق تُحَلُّ بإلباس.. الجماجم قبَّعتين! 
يَظنُّ خونا قيوح أن الخوذة سِتْرٌ كافٍ لستر فشل السياسات، وغطاءٌ واقٍ من مسؤولية الحكومة عن طُرقٍ تشبه حُفر الموت، ومراقبة مختلف...
السُّخريةُ ليست في القرار، بل في توقيته..
 فبينما يناقش العالمُ تقنيات الذكاء الاصطناعي لخفض الحوادث، نكتشف نحن أن "الذكاء المغربي" اخترعَ معادلةً رياضية: خوذة + خوذة = سلامة...
وكأن السائق الذي لا يعرف معنى إشارة "قف" سيصير مُلتزماً لمجرد أن رأسه تحوَّل إلى كرةٍ مُدرَّعة!
المغاربةُ،  سيتعاملون مع القرار كعادتهم: خوذةٌ للبيع في السوق السوداء، وأخرى تُزيِّن حائط المنزل كـ"تذكارٍ من زمن اللامنطق"، أما الثالثة (إن وُجِدت) فستُستعمل كـإبريق في أوراش البناء...
لأن المشكلة ليست في قلَّة الخوذات، بل في كثرة السُّخرية من عقليةٍ تتعامل مع المواطن كطفلٍ يُهدى له لعبةٌ لنسيان ألمه.
الغريب أن القرار يُطلَقُ من فندقٍ فاخرٍ بينما الطرقُ خارج المؤتمر تُشبه حرباً أهلية! 
وكأنما الوزير يقول: "طالما الرأس مُحمي، فليُدفن الباقي تحت أنقاض الإسفلت!". فلماذا لا نبيع مع كل دراجة نارية نعشاً مجانياً أيضاً؟ فربما يكون عملياً أكثر!
ربما الوزير الحلواني قد يجد ضمن  مطالب النقابات في لجنة تقنية مطلب توزيع الخوذات على الأساتذة خلال حفلات التخرج،  والعاملين حمايةً لهم من عنف التلاميذ وأولياء أمورهم...
 ولمَ لا حتى الأطباء الذين يعملون بدون إمكانيات، ليحموا أنفسهم من المرضى الغاضبين؟
 بل وربما نُرسل نصنع خوذة خاصة بمواصفات دولية لرئيس مجلس المستشارين الطالبي العلمي، الذي صاح يوما  قائلاً: "إن لم نرفع أجور الأساتذة بـ2500 درهم، فارحموني بالحجارة!". يبدو أنه بحاجة ماسة إلى خوذة مضادة للصدمات بدلًا من حراس بنكيران الأشداء الذين يحكمونه من أجل لقاء ربه يوم الجمعة..
وربما رشيد الطالبي العلمي سيكون قريبًا في حاجة إلى خوذة من نوع خاص، في انتظار المزيد من الخوذات لمواجهة الفقر والغلاء والقهر والمرض. فهل ستكفي خوذتان لحماية المواطن من قسوة الحياة؟ أم أننا بحاجة إلى "خوذات متعددة" لمواجهة الأزمات اليومية التي تعصف بنا؟
ملاحظة: ها لعار شي جهة تشري لمول سبع ملايين الدار سي بنكيران الذي  تكلفنا  صلاته للجمعة أجور ثلاث  رجال  أمنة...قهرنا بأسطوانة" ساكن عن مراتي"....