السبت 20 إبريل 2024
سياسة

محمد بوزنكاد: الخطاب الملكي فتح للفاعل الأممي إمكانية تجاوزالأفق المسدود لقضية الصحراء

محمد بوزنكاد: الخطاب الملكي فتح للفاعل الأممي إمكانية تجاوزالأفق المسدود لقضية الصحراء

 يواصل موقع "أنفاس بريس" تحليل مضمون الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى الـ 39 للمسيرة الخضراء من خلال زوايا نظر فعاليات أكاديمية من الجامعات المختلفة بالمغرب. وفي هذا الإطار تنشر "أنفاس بريس" ورقة تحليلية لخطاب المسيرة الخضراء لمحمد بوزنكاد، اﻷستاذ الباحث بجامعة ابن زهر بأكادير، هذا نصها:

"إن الخطاب الأخير لجلالة الملك بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء  جاء  وفيا للتوجه الذي أصبح يميز خطاباته المتسمة بطابعها الهجومي على أعداء الوحدة الترابية في الداخل والخارج وفي كشف تناقضات ادعاءاتهم وتهافتها بالأرقام والمعطيات.

لقد شكل الخطاب الملكي الأخير دعوة للفاعل الأممي إلى إعادة النظر في طريقة تعاطيه مع قضية الصحراء بما يتيح إمكانية تجاوز الأفق المسدود الذي وصلته القضية بسبب تعنت البوليساريو والجزائر في وقت أعطى فيه المغرب لهذا المسار دينامية مهمة بإعلانه عن مقترح الحكم الذاتي الذي يترجم النوايا الصادقة للمغرب، وأقصى ما يمكنه أن يقدمه لحلحلة نزاع مفتعل على الأقاليم الجنوبية التي تثبت كل الأدلة التاريخية مغربيتها، وبذلك فهي دعوة ضمنية للفاعل السياسي والحزبي بالمغرب  إلى القيام بمراجعة عميقة  لخطابه السياسي بشكل يعطيه قوة وجرأة ومصداقية في إطار دبلوماسية هجومية ستمنح الفعل السياسي المغربي، المتعلق بالدفاع عن المصالح العليا للبلاد ووحدتها الترابية، فاعلية ترفع من العائد  السياسي لدبلوماسيته.

لقد اعتبرجلالة الملك سنة 2015 فاصلة في تاريخ المنطقة، حيث ستشهد تنزيل الجهوية الموسعة التي أريد لها أن تكون جهوية حقيقية لا مجرد تقطيع إداري  فارغ من أي محتوى، بل هو إطار لتنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي يجب أن يقطع مع ثقافة الريع التي استفادت منها أقلية احتكرت موارد المنطقة، ورهنت عبر مجالسها ونخبها الوضع التنموي بالمنطقة، مما يستوجب إحداث القطيعة مع هذا الوضع وجعل الانتخابات المقبلة مدخلا لتوفير الأرضية الخصبة الكفيلة بتحقيق التنزيل السليم لهذه المبادرات وإنجاحها في تناغم مع الإرادة الملكية."