الأربعاء 12 فبراير 2025
منبر أنفاس

خليل البخاري: دور الاخصائي الاجتماعي في المجتمع المدرسي

خليل البخاري: دور الاخصائي الاجتماعي في المجتمع المدرسي خليل البخاري
إذا كان دور المدرس ينحصر بالأساس داخل الفصل الدراسي، فالاخصائي الاجتماعي دوره لابداية ولانهاية له؛ ولا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي، انما وظيفته هي معالجة القضايا والمشكلات النفسية والاجتماعية وغيرها للتلاميذ وما أكثرها بمدارسنا اليوم: الفقر، الحرمان والتفكك الأسري والتحرش الجنسي والعنف اللفظي والجسدي والنفسي.. كلها حالات وقفنا عنها من خلال ممارستنا لمهمة التدريس لمدة تفوق أربعة عقود.

عديد هم التلميذات والتلميذات بمدارسنا يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية تستوجب من يجد لها حلولا. من هنا نقول بأن الدور الأساسي لوجود أخصائي اجتماعي في المدرسة أصبح ضرورة ملحة لامحيد عنها لحل مشاكل التلاميذ وتجاوزها ولتنمية المواهب والكفاءات ومحاولة صقلها واشباع احتياجاتهم بكل مامن شأنه تجنيبهم وابعادهم من الوقوع في المشاكل.

أن الهدف الأول لمهمة الأخصائي الاجتماعي هو مساعدة التلاميذ على القيام بأدوارهم الاجتماعية بطريقة سليمة  ومساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها التربوية  واعداد جيل واع بمسؤولياته. كما ان دور الاخصائي الاجتماعي هو التركيز على شخصية التلميذ ونموها من خلال البرامج والانشطة اللاصفية المختلفة التي تكسب الخبرات وتنمي القدرات وتستثمر المهارات وتدعم العلاقات ببن مكونات المجتمع المدرسي تمهيدا لتدعيم وتثمين العلاقات وتقويتها  في المجتمع.

ولكي يتفوق الاخصائي الاجتماعي في مهامه داخل المدرسة، على الإدارة المدرسية والتدريسية العمل على مراقبة تتبع غيابات التلاميذ وتأخراتهم  ومتابعة تحصيلهم الدراسي بآستمرار..

ولكي ينجح الاخصائي الاجتماعي في دوره لمساعدة التلميذ في تنمية مداركه ومساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها التربوية، يتوجب عليه القيام ببعض الأعمال وهي كالتالي: وضع خطة عمل تفاديا للارتجالية والعشوائية، وذلك بحصر الامكانات واحتياجات التلميذ والمدرسة. ثم تنفيذ البرنامج وذلك بالاستعانة بجمعية الاباء وتوفير خدمات متنوعة كوقاية التلميذ من التعرض للانحراف والمشكلات التي تعوقه عن تأدية أدواره وتمكينه من التنشئة الاجتماعية السليمة.

ان توفير الاخصائي الاجتماعي بمدارسنا ضرورة ملحة للتلاميذ على السواء لخلق روح ايجابية للتعلم والمثابرة والعطاء بعيدا عن المشاكل والعزلة والانطواء والقلق .

إن تلامذتنا في الوقت الراهن بحاجة الى تأهيل نفسي ابتداءا من الأسرة والمدرسة والمجتمع والوزارة  ومختلف الجهات المعنية، لخلق جيل قوي، جيل الغد بتعليمه وتقته قادرا على البذل والعطاء.

وخلاصة القول، الإصلاح الحقيقي  يبدا من التربية والتعليم . ننتظر من كل المتدخلين في قطاع التربية والتعليم أن  يضعوا موضوع الأخصائي الاجتماعي ضمن أولويات مهامهم ويعملوا على ترجمة ما تضمنته الرؤية الاستراتجية حول التعليم وكذلك النموذج التنموي الجديد من خلال ايجاد أرضية ملائمة  لبناء معرفي وتعليم نوعي جيد ولضمان هندسة تامة لمخرجات العملية التربوية والتعليمية.