يُعتبر الكومين أقدم تجمع بشري على مرِّ التاريخ، وأول بناء جسر للتكاتف والتلاحم بين أفراد الجنس البشري، لذلك يُعّد البذرة الأولى نحو بناء الإنسان البشري وتطويره نحو الأفضل. وتجمع هذه البذرة من خلالها، الثقة بالنفس والعمل الجماعي التشاركي بين الجنسين دون تمييز.
إذاً الكومين هو المكان الوحيد لاستمرارية الحياة البشرية، ومن خلاله بنى الإنسان نفسه وحافظ على طبيعته المجتمعية وأخلاقيتها وقِيَمها الأساسية، ليبدأ الذكاء التحليلي بتطوير المهارات والقدرات من أجل اللغة والثقافة وتنوع الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.
لكن؛ مع تطور المَدنية في العالم الشرق أوسطي والأوروبي على وجه التحديد، حاولوا بشتى الوسائل الممكنة القضاء على الروح المجتمعية وقيمها الأخلاقية، وتجريد المجتمع من السياسة الأخلاقية والعمل على تفريق كلا الجنسين، أي إبعاد وطمس هوية المرأة، بهدف استعباد المجتمع لتحقيق وصولها إلى نظامٍ خالٍ من القِيم والتقاليد المجتمعية.
وباسم الحداثة الرأسمالية التي تبحث عن الربح الأعظم وكسب المادة بشكل فظيع، لاستخدامها في الحروب والنزعات كما نشاهده اليوم في العديد من مناطق العالم وخاصة مناطقنا؛ لذلك نرى بأن الكومين مكان عظيم للتنظيم والتدريب والحماية المجتمعية التي هي أساس بناء المبادئ الانسانية والعيش المشترك، لنعيش حياة كومينالية تشاركية والاعتماد على مبادئ في الحماية أساس الحياة الحرة.
القائد “آبو” يُولي أهمية كبيرة للكومينات والمجتمعات. دائماً كان يركّز على إيمانه المطلق بتكاتف المجتمعات المختلفة وتجمع الثقافات مع بعضها البعض، بحيث تتحقق المساواة والعدالة الاجتماعية. ويؤكد بأن الجماعات والكومينات تساعد على تحقيق مجتمع كونفدرالي في سياق الحياة الكومينالية. لذا نرى إصرار القائد آبو على الانتساب والانضمام إلى الكومين، لأنها تعني العيش مع هذه الثقافات والجماعات بهدف تقديم أفضل الخدمات الإنسانية.
الكومين يُعتبر أولى المدارس؛ يبدأ فيها الفرد أو المواطن الحر، بإنشاء نظام الأمة الديمقراطية لأنه نظام اجتماعي متكامل، وهو الأنسب والأفضل لحل جميع المشاكل والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية لأنه مصدر القرارات المجتمعية الخلّاقة. من خلال الكومينات نستطيع أن نبني شخصيتنا الديمقراطية على أسس الحقيقة الوطنية الصحيحة، لنحقق المساواة بين الرجل والمرأة، والاهتمام بتنظيم الشبيبة والمرأة وعموم المجتمع بكافة شرائحه.
للكومينات لجانها الخاصة بها تقوم بمهام العمل المجتمعي الكومينالي، مثل: (لجان الخدمات، الحماية، المرأة، التدريب، الصحة، العدالة والصلح الاجتماعي) بهدف الارتقاء بالمجتمع الديمقراطي ليُدير نفسه بنفسه، وحلحلة مشكلاته الاجتماعية والقضايا السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، وغيرها، دون الحاجة الى الرجوع لسلطة الدولة المركزية التي تسعى إلى ربط كل شيء بمركزها، وتعمل على حلها وفق ما تراه مناسباً لها ولمصالحها، بعيداً عن الشعب والمجتمع. كما أن الدولة ومن خلال سلطتها القمعية، تعمل دوماً من أجل الانتقام من المجتمع من خلال قوانينها الخاصة بسلطة مركزية واحدة.
غريب حسو/ الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري