الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

محمود التكني: الرهينة 25125

محمود التكني: الرهينة 25125 محمود التكني
كاد الخلاف يوم السبت 25 يناير 2025 بين اسرائيل وحماس ان يعصف بصفقة وقف إطلاق النار المبرمة بين الجانبين، الصفة الذي انتظرها العالم بأسره لأكثر من أربع مائة يوم بكثرة من الترقب وفارغ الصبر، وكان سبب او ذريعة إسرائيل لهذا الخلاف هو إطلاق سراح مواطنة إسرائيلية مسماة أربيل يهود 29 سنة الرهينة رقم 25125 هذا الرقم الذي يقرأ من الجهتين وكذلك أربيل عملة لوجهتين: المناورة السياسية وأهمية يهود.

25125 إسرائيلية محتجز ة بغزة كباقي المحتجزات والمحتجزين حيث كانت يهود تعمل في النظام التعليمي للكيبوتس "نير عوز"، قبل أن تنتقل للعمل كمرشدة في مركز "غروف تك"، وهو مركز تعليمي في جنوب إسرائيل، يركز على استكشاف الفضاء والتكنولوجيا، لكن ما السر في كونها رقما صعبا في هذه الصفقة، مع العلم ان إسرائيل كانت تقر وتصر ان يهود مدنية في حين تنفي حماس، و حسب تصريح نسب لها انها كانت مجندة بالجيش الاسرائيلي لمدة سنتين ، وأربيل هذه مواطنة عادية كباقي الإسرائيليين الا اننا نرى لزاما أن نسلط الضوء على وضعها في مجريات هذه العاصفة.

أولا: لعل الاستخبارات الإسرائيلية كانت تشك في مصير أربيل هل هي على قيد الحياة أم قضت نحبها، حيث تابعنا خلال الايام السابقة ليوم العاصفة البحث الاسرائيلي الحثيث عن اخبار هذه الرهيبة، وبالرغم من إبلاغ حماس الجانب الإسرائيلي عبر الوسطاء ان اربيل ما تزال على قيد الحياة، لكن اسرائيل تشبثت بإطلاق سراحها يوم العاصفة رغم عدم نصوص بنود الاتفاق المسبق على ذلك.

ثانيا: ربما لم تكن اسرائيل عل يقين تام ان أرييل محتجزة لدى حماس، بل كانت تشك في احتجازها من طرف الجهاد الإسلامي، وإن كانت متيقنة من هذا فلم تكن تجزم بكونها حية وهذه الشكوك ازدادت مع إقرار المخابرات الإسرائيل الفشل في خبر اغتيال حسن فياض أحد قادة حماس بغزة.

ثالثا: وبعد التأكد من كون 25125 حية و حركة الجهاد الإسلامي من يحتجزها فإن اسرائيل جعلتها خطا أحمر حيث أرجأت تطبيق بندا من الاتفاق بسبب عدم تحريرها، بحيث كان من المقرر يوم الأحد بداية عودة النازحين من جنوب غرة إلى شمالها عبر شارع الرشيد و معبر نتساريم, الا ان الجانب الاسرائيل لم يسمح بعودة الغزيين الى الشمال الا في صباح يوم الاثنين بعد التوصل الى اتفاق استثنائي مع حماس عبر الوسطاء ، و لعل هذا التشبث بهذه الرهينة المراد منه بعد المناورة السياسة اللعب على زرع أو جص نبض الخلاف بين الحركتين: الجهاد الإسلامي و حماس, و معرفة مدى تنسيق الحركتين و المغزى منه ان الخلاف سيثير مسألة مشاركة الجهاد الإسلامي في حكم غزة. هذا الخلاف كانت تبني عليه اسرائيل آمالا كبيرة.

رابعا: تحاول اسرائيل فرض سياسة الأمر الواقع والتذرع بأسباب واهية من أجل ربح مكتسبات إضافية لم تنص عليها بنود الاتفاق وقد تحقق لها هذا نسبيا، حيث توصل الوسطاء إلى إطلاق أربيل ومحتجزتين اثنتين قبل يوم الجمعة، إضافة إلى عملية التبادل المقرر يوم السبت المقبل.

لعل هذه أبرز نقط وضع أربيل يهود المغلف بطلاء أهميتها لدى الجانب الاسرائيلي الا اننا نقول كيف لم يختلف اهل غزة مع حماس منذ السابع من أكتوبر لعملية طوفان الأقصى وحركة الجهاد الإسلامي جزء لا يتجزأ من سكان القطاع، وكيف ظل التناغم قائما بين حركة حماس وسكان غزة رغم هول وفظاعة ما مر به سكان ارض العزة؟ وانا هنا لا ابارك قتل الأبرياء من اي طرف ولا أبرر اي فعل لان لله سبحانه وتعالى له حكمة لكل ما وقع ويقع بهذا المعمور.

وإلا كيف سنفسر غرق مؤمنين بالله مع فرعون كانوا يكتمون إيمانهم خوفا من بطش الطاغية. ولقد ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قصر الحكم على السرائر على الله سبحانه وتعالى وبقي الحكم على الظاهر من شأن البشر.