الأربعاء 16 إبريل 2025
كتاب الرأي

الطيب دكار: الصحراء المغربية - مجلس الأمن .. آن الأوان لتدوين الحكم الذاتي في قرارات مجلس الأمن

الطيب دكار: الصحراء المغربية - مجلس الأمن .. آن الأوان لتدوين الحكم الذاتي في قرارات مجلس الأمن الطيب دكار
في الخريف المقبل، سنكون نحن المغاربة قد نجحنا في طي صفحة خمسين سنة من العداء والمؤامرات والحقد والكراهية والأذى الجزائري حول قضية الصحراء المغربية وحدها، والتي، ولحسن الحظ، وبفضل فطنة الملك المغربي وحكمة العديد من قادة الدول الصديقة في العالم، بدأت تجد أخيرا طريقها إلى التسوية. 
 
لا شك أن سنة 2025 ستظل منحوتة في تاريخ المغرب باعتبارها سنة تسوية قضية الصحراء، التي ما كانت لتوجد لولا تشويش "إخواننا" الجزائريين، الذين يحاولون بدون وعي أن يحلوا محل القوى الاستعمارية السابقة، في أطماعها الترابية وزعامتها الإقليمية..                                                               
 
الجزائر، التي نشأت من العدم في سنة 1962، والتي لم يكن لها وجود كأمة ولا كدولة، حاولت الانتقام من التاريخ، من خلال محاولة فرض أوهامها أولاً على جيرانها، وأهمها ليس سوى المملكة الشريفة أو بعبارة أخرى المخزن، كما يحلو للصحافة الجزائرية وصف النظام في المغرب، التي امتد نفوذها إلى المغرب الأوسط لعدة قرون.  كان نفوذ سلاطين المغرب، إن لم نقل "الاحتلال"، لأن المنطقة كانت أرضاً خلاء، يمتد إلى حدود مدينة بجاية شرق العاصمة الجزائرية. ولا تزال معالم عمرانية تشهد إلى يومنا هذا على هذا الحضور المغربي في هذه المناطق، وخاصة في الجزائر العاصمة وكذا تلمسان التي حافظت على تقاليد الطبخ المغربي إلى يومنا هذا، وتفتخر بها، إلى جانب الزليج والقفطان. 
 
والآن بعد أن اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، العضوان الرئيسيان في مجلس الأمن، بالسيادة المغربية على صحرائه، لم يبق إلا تدوين هذه الخطوة في قرار لمجلس الأمن. - كلما كان ذلك أسرع يكون الأمر أفضل - وبالتالي، طي صفحة هذا الصراع المصطنع وتفكيك بعثة المينورسو، كما ترغب في ذلك واشنطن.   
 
لم يكن السياق أبدا ملائما، كما هو الحال اليوم، لتسوية هذه القضية نهائيا. ينبغي أن تنطلق المفاوضات فوراً بشأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مع سحب الملف من الجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة الرابعة. وينبغي لمجلس الأمن أيضا أن يحدد جدولا زمنيا لإحصاء وتحديد هوية الصحراويين في مخيمات تيندوف المنحدرين من الأقاليم الجنوبية المغربية بهدف عودتهم إلى المغرب وإعادة إدماجهم. الجزائر، التي عارضت منذ فترة طويلة إحصاء سكان المخيمات، تبقى اليوم بدون مبرر للاستمرار في عدم التجاوب مع الهيئات الأممية وإلا ستعرض نفسها لعقوبات محتملة من طرف مجلس الأمن الدولي والقوى الكبرى. وهناك انعكاسات أخرى ستسعد المغاربة: تنحية جمهورية الوهم من لائحة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي. 
الطيب دكار، صحفي وكاتب