قال محمد الطيار، الخبير الاستراتيجي في القضايا الأمنية، أن العملية التي أجهض فيها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مخطط إرهابيا وشيكا كان في مرحلة التحضير للتنفيذ المادي لعمليات تفجيرية، والتي أسفرت عن اعتقال خلية تابعة لتنظيم داعش، كانت على وشك القيام باعمال ارهابية وتخريبية، تؤكد من جهة أن الخطر الإرهابي لازال حاضرا بالمغرب، ولازالت محاولات المجموعات الإرهابية لزعزعة استقرار المغرب حاضرة.
واستطرد الخبير الأمني، قائلا أن عملية توقيف العناصر الموالية لداعش في منطقة حد السوالم، الأحد 26 يناير 2025 تؤكد من جهة أخرى يقظة عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وتجسيدهم الفعلي للمقاربة الاستباقية التي تعتمدها هذه الإدارة، والتي أسفرت عن إنجازات مهمة جدا طيلة السنوات الماضية، وكانت محل إشادة من الداخل والخارج.
وأضاف المتحدث الأمني، أن إجراءات البحث والتعقب للمشتبه فيهم، باشرتها عناصر المدرية العامة لمراقبة التراب الوطني مند مدة وكان عناصر الخلية محل رصد ومراقبة ومتابعة، ولم يتم اعتقالهم إلا بعد أن تم تحديد قرب موعد قيامهم بتنفيذ مخططهم الإرهابي، خاصة بعد ارتياد أربع محلات لبيع العقاقير بمنطقة حد السوالم، حيث اقتنوا منها مواد كيميائية أولية تدخل في صناعة المتفجرات، من أجل تحضيرها للقيام بعمليات تجريبية لصناعة الأجسام المتفجرة. كما قاموا بزيارات استطلاعية في أماكن متفرقة وللعديد من الأهداف التي تشكل أهدافا محتملة لمخططاتهم الإرهابية.
وزاد الخبير الاستراتيجي أن ما يعد أمرا آخر يعد في غاية الأهمية، هو كون إجراءات التدخل والاقتحام التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كانت بتنسيق مع عمداء وضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وكذلك كانت بتعاون ميداني مع عناصر الفرقة الجوية والمركز القضائي للدرك الملكي، وهذا يبين درجة التنسيق المحكم بين جميع عناصر المنظومة الأمنية المغربية، وهذا المستوى من التنسيق الميداني العالي يعد تجسيدا حقيقيا للنجاح الذي حققه المغرب في تطوير استراتيجته الأمنية المتكاملة وبناء منظومة امنية تقوم على التنسيق الفعال بين جميع مكوناتها.