الأربعاء 5 فبراير 2025
خارج الحدود

أزواو أيت قاسي: الجزائر سخّرت كل إمكانياتها العسكرية والسياسية وتسخّر الجماعات الإرهابية لعرقلة تطور جيرانها 

أزواو أيت قاسي: الجزائر سخّرت كل إمكانياتها العسكرية والسياسية وتسخّر الجماعات الإرهابية لعرقلة تطور جيرانها  أزواو أيت قاسي، رئيس الرّابطة القبايلية لحقوق الإنسان
‬يربط‭ ‬أزواو‭ ‬أيت‭ ‬قاسي،‭ ‬رئيس‭ ‬الرابطة‭ ‬القبايلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‮ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬أسبوعية‭ ‬“الوطن‭ ‬الآن”،‭ ‬“ما‭ ‬يمارسه‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬من‭ ‬قمع‭ ‬وقسوة‭ ‬ومطاردة،‭ ‬بوجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬سجين‭ ‬سياسي‭ ‬قبائلي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سجناء‭ ‬سياسيين‭ ‬جزائريين،‭ ‬وآلاف‭ ‬قرارات‭ ‬منع‭ ‬السفر،‭ ‬و43‭ ‬ محكوماً‭ ‬بالإعدام،‭ ‬فالجزائر‭ ‬سخّرت‭ ‬كل‭ ‬إمكانياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬والسّياسية‭ ‬لعرقلة‭ ‬تطور‭ ‬جيرانها‭ ‬وكما‭ ‬تستخدم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وهذا‭ ‬يمثل‭ ‬عنصرا‭ ‬حقيقيا‭ ‬استقرار‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‭ ‬ودعم‭ ‬منظمات‭ ‬غامضة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إحلال‭ ‬السّلام‭ ‬مع‭ ‬جيرانه”‭.‬
‮ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الناشط‭ ‬الحقوقي‭ ‬أزواو‭ ‬أيت‭ ‬قاسي‭:‬

رفعتم‭ ‬التّحدي‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬النّظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وما‭ ‬تتعرضون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قمع‭ ‬وقسوة‭ ‬وسجن‭ ‬ومطاردة‭. ‬ما‭ ‬خلفيات‭ ‬دعوتكم‭ ‬لاحتجاج‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2025؟‭ ‬في‭ ‬باريس؟‮ ‬
منذ‭ ‬مايو‭ ‬2021،‭ ‬ويتم‭ ‬تصنيف‭ ‬حركة‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬منطقة‭ ‬القبائل(MAK)‮ ‬‮ ‬كمنظّمة‭ ‬إرهابية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭.‬
لقد‭ ‬انتقل‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬والقسوة‭. ‬وأذكّركم‭ ‬بوجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬سجين‭ ‬سياسي‭ ‬قبائلي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سجناء‭ ‬سياسيين‭ ‬جزائريين،‭ ‬وآلاف‭ ‬قرارات‭ ‬منع‭ ‬السفر،‭ ‬و43 محكوماً‭ ‬بالإعدام‭ ‬وفقاً‭ ‬للتقرير‭ ‬السنوي‭ ‬لمنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024‭.‬

 
إن‭ ‬اعتقال‭ ‬بوعلام‭ ‬صنصال،‭ ‬الكاتب‭ ‬ذو‭ ‬الشهرة‭ ‬العالمية،‭ ‬كشف‭ ‬للعالم‭ ‬الغربي‭ ‬الطبيعة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لنظام‭ ‬استعماري‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدولة‭ ‬القبائل‭ ‬وشعبها،‭ ‬والنظام‭ ‬ديكتاتوري‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬بقية‭ ‬الجزائريين‭.‬
 
ما‭ ‬تطالب‭ ‬‮ ‬به‭ ‬الرابطة‭ ‬القبائلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬(LKDH)،‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأساسية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجمع‭ ‬الأحد‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬الفرنسية،‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬بوعلام‭ ‬صنصال،‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬80‭ ‬عاماً‭ ‬والذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬المرض،‭ ‬وعن‭ ‬جميع‭ ‬السّجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬المحتجزين‭ ‬ظلماً‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬نظام‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬سوى‭ ‬لغة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنف‭.‬
 
من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬التي‭ ‬استجابت‭ ‬لدعوة‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬أن‭ ‬ممارساته‭ ‬العتيقة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭. ‬نقول‭ ‬كفى!‭ ‬لقد‭ ‬سئمت‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بأكملها‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬سوى‭ ‬بزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬جيرانه‭ ‬المباشرين!
 
سيكون‭ ‬تجمع‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬أيضاً‭ ‬فرصة‭ ‬للتنديد‭ ‬بدعوات‭ ‬الكراهية‭ ‬والّتهديدات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬نشرها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المجرمين‭ ‬الذين‭ ‬يوجههم‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬معقدة‭ ‬تشمل‭ ‬مدير‭ ‬مسجد‭ ‬باريس،‭ ‬والقنصلية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وبعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية‭. ‬لقد‭ ‬نسج‭ ‬هؤلاء‭ ‬شبكة‭ ‬عنكبوتية‭ ‬حقيقية‭ ‬لنشر‭ ‬سمومهم‭ ‬العنصرية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬القبائلي،‭ ‬والمعارضين‭ ‬الجزائريين،‭ ‬والجيران‭ ‬المغاربة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الهجمات‭ ‬المعادية‭ ‬للسامية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬الحديث!
‮ ‬
‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قلاقل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬وتحركات‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬تضطلع‭ ‬فيها‭ ‬الجزائر‭ ‬بدور‭ ‬المحرّض‭ ‬والمناصر‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬التحركات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المشوشة‭ ‬على‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وفق‭ ‬تأكيدات‭ ‬تقارير‭ ‬ودراسات‭ ‬وتصريحات‭ ‬ديبلوماسيين‭ ‬وخبراء‭. ‬كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬ذلك؟
إن‭ ‬الرّابطة‭ ‬القبائلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان (LKDH)‮ ‬تشعر‭ ‬بقلق‭ ‬شديد‭ ‬بشأن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬السّاحل‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭. ‬لقد‭ ‬بدأت‭ ‬كلامي‭ ‬بإخبارك‭ ‬أن‭ ‬النّظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يمثل‭ ‬عنصراً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‭. ‬الجزائر‭ ‬تعتقد‭ ‬أنها‭ ‬قوة‭ ‬إقليمية‭ ‬وتنظر‭ ‬بعين‭ ‬الريبة‭ ‬إلى‭ ‬تطوّر‭ ‬جارتها‭ ‬المغرب،‭ ‬التي‭ ‬تخطو‭ ‬خطوات‭ ‬عملاقة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬واحترام‭ ‬الهوية‭ ‬الأمازيغية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرها‭ ‬الإقليمي‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬يركّز‭ ‬هذا‭ ‬النّظام‭ ‬المهووس‭ ‬كل‭ ‬جهوده‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬منظمات‭ ‬غامضة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬طاقته‭ ‬نحو‭ ‬إحلال‭ ‬السّلام‭ ‬مع‭ ‬جيرانه!
الجزائر‭ ‬سخّرت‭ ‬كل‭ ‬إمكانياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬والسّياسية‭ ‬لعرقلة‭ ‬تطور‭ ‬جيرانها،‭ ‬خصوصاً‭ ‬المغرب‭ ‬ومالي‭. ‬واستخدام‭ ‬وتسخير‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬جديداً‭. ‬والآن،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استعاد‭ ‬المغرب‭ ‬معبر‭ ‬الكركرات،‭ ‬تجد‭ ‬الجزائر‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بمثابة‭ ‬إهانة‭ ‬حقيقية‭.‬

 
أعترف‭ ‬لكم‭ ‬بأن‭ ‬الجوانب‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬هي‭ ‬أمور‭ ‬تفضّل‭ ‬الرابطة‭ ‬القبائلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تركها‭ ‬للدبلوماسيين‭. ‬أردت‭ ‬فقط‭ ‬لفت‭ ‬انتباهكم‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر،‭ ‬بنظامها‭ ‬العنصري،‭ ‬تقوم‭ ‬بانتظام‭ ‬بطرد‭ ‬آلاف‭ ‬المهاجرين‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬جنوب‭ ‬الصّحراء‭ ‬والسّاحل،‭ ‬وتتركهم‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الصّحراء‭ ‬مثل‭ ‬الحيوانات،‭ ‬حفاة‭ ‬الأقدام،‭ ‬بلا‭ ‬طعام‭ ‬ولا‭ ‬ماء!‭ ‬أخبروني،‭ ‬أي‭ ‬ّدولة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتصرف‭ ‬بهذا‭ ‬الشّكل،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬تدّعي‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬والدين‭ ‬الإسلامي؟!
وفي‭ ‬الختام،‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشكركم‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬أعمدة‭ ‬صحيفتكم‭ ‬الغراء‭ ‬وتقديم‭ ‬الدّعم‭ ‬الإعلامي‭ ‬للدولة‭ ‬القبايلية‭.‬