ونحن نعيش أجواء وحمى بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 بالمغرب، هناك كتاب رائع يحمل عنوان: "كرة القدم: بين الشمس والظل" ألفه الكاتب الأوروغواياني الكبير إدواردو غاليانو (Eduardo Galeano)، وقام بترجمته للعربية المبدع الراحل صالح علماني.
كتاب بذل فيه مؤلفه مجهودا جبارا في البحث والمقارنة والتنقيب والتأريخ، انطلاقا من أكثر من 100 مرجع، مؤثثا بحكايات وطرائف وحشداً كبيراً من الذكريات واللحظات الساحرة، تلك التي تنسينا أن كرة القدم الاحترافية هي رهينة بقوانين السوق".
في هذا الكتاب يستعرض "إدواردو غاليانو" ذاكرة وواقع كرة القدم من خلال تسليط الضوء على تاريخ هذه الرياضة وأهم العناصر المؤثرة بها التي تدور حولها مثل حارس المرمى اللاعب، المشجع، المتعصب، الهدف، الحكم، المدير الفني، مسرح المباراة، وأهم مباريات كأس العالم منذ سنة 1938 وحتى مونديال 1994.
يعتبر كتاب "كرة القدم بين الشمس والظل " لإدواردو غاليانو، وهو واحد من أبرز الكتّاب في الأوروغواي والعالم، أحد أثرى وأعمق الكتب التي تناولت كرة القدم، كتاريخ، كمتعة، كحكايات بأفراحها ومآسيها؛ كرة القدم يقول غاليانو "هي مرآة للعالم، وهي تقدم ألف حكاية وحكاية، فيها المجد والاستقلال والحب والبؤس".
شبّه غاليانو رياضة كرة القدم ”بالدين الذي ليس فيه ملحدين“، واعتبرها مرآة الشعوب. وتمنّى يومًا بأن يكون لاعب كرة، لكنّه لم يسجّل الأهداف سوى في أحلامه، حسب تعبيره، لذلك كتب بيديه ما عجز عن التعبير عنه بقدميه. وكان يقفل باب مكتبه، لمتابعة المباريات، معلّقًا عليه ورقة كُتب عليها ”مقفل بسبب نهائيات المونديال“.
واعتبر أنّ ازدراء العديد من المثقفين المحافظين بكرة القدم، يأتي من قناعتهم بأنّ عبادة هذه الرياضة ”تشبه الخرافات التي يؤمن بها بعض النّاس..وأنّ اللاعبين يفكرون بأقدامهم، وتتفوّق غريزتهم على عقولهم...“.
وعن احتقار شاعر الأرجنتين الأوّل، خورخي لويس بورخيس لهذه الرياضة، قال غاليانو: ”لقد احتقرها لأن كرة القدم هي شغف جماهيري، وهو كان يكره المشاعر الشعبية. كان بورخيس يكره المرايا والتّجمعات البشرية.“
من بين ما قرأته في الكتاب قصة مؤثرة فعلا : يوجد نصب تذكاري في أوكرانيا، يخلد لاعبي فريق دينامو كييف الاوكراني؛ ففي سنة 1942، وفي أوج الاحتلال النازي، لعب هذا الفريق مع المنتخب الألماني تحت حكم هتلر، وكان الألمان قد حذروهم : إذا كسبتم المباراة ستموتون؛ هكذا دخل الفريق الاوكراني الملعب، وقد صمم لاعبوه على الخسارة، وكانوا يرتجفون من الخوف، لكنهم لم يستطيعوا كبح رغبتهم في الانتصار والكرامة، ليفوزوا في النهاية على المنتخب الألماني؛ مباشرة بعد انتهاء المباراة، نفذ الجيش الألماني الاعدام رميا بالرصاص، في حق الأحد عشر لاعبا اوكرانيا، وهم بقمصان اللعب.
في هذا الكتاب يستعرض المؤلف "ادواردو غاليانو" ذاكرة وواقع كرة القدم من خلال تسلط الضوء على تاريخ هذه الرياضة وأهم العناصر المؤثرة بها التي تدور حولها مثل حارس المرمى، اللاعب، المشجع، المتعصب، الهدف، الحكم، المدير الفني، المسرح، وأهم مباريات كأس العالم منذ سنة 1938 وحتى مونديال 1994 محاولاً من خلال سرده التحدث عن أهم الأهداف التي تم تسجيلها من هذه المباريات وعلى أهم اللاعبين الذين برزوا في تلك الحقبة من الزمن ولقبوا بأسياد الكرة أمثال: ياشين ، بيليه، مارادونا، بلاتيني، غوليت، تشارلتون ... إن كرة القدم كما يقول غاليانو هي مرآة للعالم، وهي تقدم ألف حكاية وحكاية مهمة فيها المجد والاستقلال والحب والبؤس، وفيها يتبدى الصراع بين الحرية والخوف ونحن في أوج ديانة السوق .
الكتاب سيهديه غاليانو إلى:
"أولائك الأطفال الذين التقيتهم ذات مرة في "دي لاكوستا"، كانوا عائدين من لعبة كرة القدم وهم يغنون: "ربحنا أم خسرنا، لن تتبدل متعتنا ، متعتنا تبقى كما هي، سواء ربحنا أم خسرنا"..
"أولائك الأطفال الذين التقيتهم ذات مرة في "دي لاكوستا"، كانوا عائدين من لعبة كرة القدم وهم يغنون: "ربحنا أم خسرنا، لن تتبدل متعتنا ، متعتنا تبقى كما هي، سواء ربحنا أم خسرنا"..
من صفحة كتب استثنائية

