يربط أزواو أيت قاسي، رئيس الرابطة القبايلية لحقوق الإنسان، في حواره مع أسبوعية “الوطن الآن”، “ما يمارسه النظام الجزائري من قمع وقسوة ومطاردة، بوجود أكثر من 500 سجين سياسي قبائلي، بالإضافة إلى سجناء سياسيين جزائريين، وآلاف قرارات منع السفر، و43 محكوماً بالإعدام، فالجزائر سخّرت كل إمكانياتها العسكرية والسّياسية لعرقلة تطور جيرانها وكما تستخدم الجماعات الإرهابية في المنطقة. وهذا يمثل عنصرا حقيقيا استقرار هذه المنطقة بأكملها ودعم منظمات غامضة بدلاً من إحلال السّلام مع جيرانه”.
وفي ما يلي نص الحوار مع الناشط الحقوقي أزواو أيت قاسي:
رفعتم التّحدي في وجه النّظام الجزائري وما تتعرضون له من قمع وقسوة وسجن ومطاردة. ما خلفيات دعوتكم لاحتجاج يوم الأحد 26 يناير 2025؟ في باريس؟
منذ مايو 2021، ويتم تصنيف حركة تقرير مصير منطقة القبائل(MAK) كمنظّمة إرهابية من قبل النظام الجزائري.
لقد انتقل النظام الجزائري إلى مستوى غير مسبوق من القمع والقسوة. وأذكّركم بوجود أكثر من 500 سجين سياسي قبائلي، بالإضافة إلى سجناء سياسيين جزائريين، وآلاف قرارات منع السفر، و43 محكوماً بالإعدام وفقاً للتقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية في مايو 2024.
إن اعتقال بوعلام صنصال، الكاتب ذو الشهرة العالمية، كشف للعالم الغربي الطبيعة الحقيقية لنظام استعماري فيما يتعلق بدولة القبائل وشعبها، والنظام ديكتاتوري فيما يخص بقية الجزائريين.
ما تطالب به الرابطة القبائلية لحقوق الإنسان (LKDH)، التي تدافع عن الحقوق الإنسانية الأساسية، من خلال تجمع الأحد 26 يناير 2025 في باريس الفرنسية، الإفراج عن بوعلام صنصال، البالغ من العمر 80 عاماً والذي يعاني من المرض، وعن جميع السّجناء السياسيين المحتجزين ظلماً في سجون نظام لا يعرف سوى لغة الإرهاب والعنف.
من خلال العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية التي استجابت لدعوة 26 يناير 2025، نأمل أن يدرك النظام الجزائري أن ممارساته العتيقة لم يعد لها مكان في عام 2025. نقول كفى! لقد سئمت منطقة شمال إفريقيا بأكملها من نظام لا يقوم سوى بزعزعة استقرار جيرانه المباشرين!
سيكون تجمع 26 يناير أيضاً فرصة للتنديد بدعوات الكراهية والّتهديدات التي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة من المجرمين الذين يوجههم النظام الجزائري عبر شبكة معقدة تشمل مدير مسجد باريس، والقنصلية الجزائرية، وبعض المسؤولين مزدوجي الجنسية. لقد نسج هؤلاء شبكة عنكبوتية حقيقية لنشر سمومهم العنصرية ضد الشعب القبائلي، والمعارضين الجزائريين، والجيران المغاربة، بالإضافة إلى الهجمات المعادية للسامية، التي لم يعد لها مكان في عالمنا الحديث!
بالعودة إلى ما يحصل في المنطقة، وعلى وجه الخصوص ما يحدث من قلاقل في منطقة الساحل وتحركات إرهابية في الصحراء الكبرى تضطلع فيها الجزائر بدور المحرّض والمناصر لكل تلك التحركات الإرهابية المشوشة على الاستقرار، وفق تأكيدات تقارير ودراسات وتصريحات ديبلوماسيين وخبراء. كيف تقرأ ذلك؟
إن الرّابطة القبائلية لحقوق الإنسان (LKDH) تشعر بقلق شديد بشأن الوضع في منطقة السّاحل وشمال إفريقيا. لقد بدأت كلامي بإخبارك أن النّظام الجزائري يمثل عنصراً حقيقياً لزعزعة استقرار هذه المنطقة بأكملها. الجزائر تعتقد أنها قوة إقليمية وتنظر بعين الريبة إلى تطوّر جارتها المغرب، التي تخطو خطوات عملاقة في المجالات الاقتصادية، واحترام حقوق الإنسان، واحترام الهوية الأمازيغية، بالإضافة إلى تأثيرها الإقليمي المتزايد في إفريقيا. ولهذا السبب، يركّز هذا النّظام المهووس كل جهوده على دعم منظمات غامضة بدلاً من توجيه طاقته نحو إحلال السّلام مع جيرانه!
الجزائر سخّرت كل إمكانياتها العسكرية والسّياسية لعرقلة تطور جيرانها، خصوصاً المغرب ومالي. واستخدام وتسخير الجماعات الإرهابية في المنطقة ليس أمراً جديداً. والآن، بعد أن استعاد المغرب معبر الكركرات، تجد الجزائر نفسها في مأزق وتعتبر هذا الوضع بمثابة إهانة حقيقية.
أعترف لكم بأن الجوانب الجيوسياسية لهذه القضية هي أمور تفضّل الرابطة القبائلية لحقوق الإنسان تركها للدبلوماسيين. أردت فقط لفت انتباهكم إلى حقيقة أن الجزائر، بنظامها العنصري، تقوم بانتظام بطرد آلاف المهاجرين القادمين من الدول الإفريقية جنوب الصّحراء والسّاحل، وتتركهم في وسط الصّحراء مثل الحيوانات، حفاة الأقدام، بلا طعام ولا ماء! أخبروني، أي ّدولة يمكن أن تتصرف بهذا الشّكل، خاصة عندما تدّعي احترام القانون والدين الإسلامي؟!
وفي الختام، أود أن أشكركم على فتح أعمدة صحيفتكم الغراء وتقديم الدّعم الإعلامي للدولة القبايلية.