الخميس 6 فبراير 2025
فن وثقافة

رحيل عبد الحق مبشور.. الحنين مرضي الوالدين

رحيل عبد الحق مبشور.. الحنين مرضي الوالدين المرحوم عبد الحق مبشور( يمينا) وعبد الرحيم الراوي
.. في زمن الماديات والضغوطات الاجتماعية وتضارب المصالح الشخصية، ظل سيدي عبد الحق رجلا وفيا لمبادئه محافظا على نبله ونخوته، حريصا على خدمة الجميع رغم معاناته مع المرض الذي كان يصارعه في صمت، عاش خدوما، لا يرد طلبا أو يدا امتدت إليه، يقضي حوائج الناس دون مقابل أو مَنٍّ أو بغرض التباهي.

وفي هذا الصدد صدق رفيق دربه عبد الخالق بلعربي رئيس الجامعة الوطني للأندية السينمائية حين قال: "علمتنا خويا الحنين كيف يكون العطاء بدون مقابل وكيف تكون الحياة أجمل حين نغفر ونسامح".

عبد الحق المبشور لا يعرف حدود الكرم مع محيطه العائلي ومع أصدقائه وأبناء حيه، كرس حياته لخدمة المصلحة العامة بنكران الذات وبقلب يغمره الحنان، وبروح عالية من المسؤولية.. خبير وفنان في فعل الخير وزرع المحبة والمودة بين الناس، يعرف كيف يحتوي الأحزان، ويبدد الغيوم، ويصفي الأجواء، ويجبر الخواطر بأسلوب أنعم من الحرير.

عاش سيدي عبد الحق بين أصدقائه ومعارفه حضنا دافئا وظلا وارفا لكل من شعر بالضيق أوالغبن، شكل بمفرده مؤسسة متنقلة تفتح أبوابها في وجه الجميع وتشتغل بدون انقطاع في خدمة الشأن المحلي كمستشار في مقاطعة سيدي عثمان وعضو في مجلس المدينة، وفي خدمة الفن والثقافة أيضا ككاتب عام للأندية السينمائية "جواسم"، وكرئيس ومدير مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية الذي أطفا شمعته العاشرة خلال شهر أكتوبر من السنة الماضية، قبل أن يرحل عنا وإلى الأبد.

كان يؤمن بأن الشباب هو الثروة الحقيقية التي يمكن للوطن أن يعتمد عليها في تحقيق التنمية المستدامة، لهذا شكل مهرجانه في منطقة 04 منصة لمخرجين وممثلين وتقنيين شباب، بغية إبراز إبداعاتهم السينمائية التي من شأنها أن تفتح لهم آفاق العمل السينمائي في سوق الشغل.

دائما تجده ينحني أمام الناس شاكرا ممتنا ومرحبا دون الالتفاف إلى عظمته، ولا يهدأ له بال حتى يقوم بواجباته تجاه من وضعوا فيه الثقة، ليكون أهلا لها وهو يقول "لهلا يحشمنا".