في 11 من يناير، انحنى التاريخ أمام شعب قرر أن ينتزع حريته من بين أنياب المستعمر.
وُقِّع "وثيقة الاستقلال" بيدٍ ترتعش، لكن بنبض لا يخاف.
كُتبت أسماء الرجال الشجعان الذين تصدوا للمستحيل، وواجهوا الموت ليخطوا أسماؤهم في أسفل الصفحة، كأنهم يوقعون شهادة ميلاد وطنٍ جديد.
لكن أين أسماء أولئك الذين لم يعرفهم الحبر، ولم يلتفت إليهم الورق؟
وُقِّع "وثيقة الاستقلال" بيدٍ ترتعش، لكن بنبض لا يخاف.
كُتبت أسماء الرجال الشجعان الذين تصدوا للمستحيل، وواجهوا الموت ليخطوا أسماؤهم في أسفل الصفحة، كأنهم يوقعون شهادة ميلاد وطنٍ جديد.
لكن أين أسماء أولئك الذين لم يعرفهم الحبر، ولم يلتفت إليهم الورق؟
أين أسماء الحرفيين الذين أمسكوا بالمطرقة بدلاً من القلم؟ أين أسماء الفلاحين الذين زرعوا الأرض بالحياة، وسقوها بدمائهم حين جاء العدو ليقتلع جذورهم؟
أين أسماء أولئك الجنود المجهولين الذين حوَّلوا الأكواخ إلى حصون، والصمت إلى رصاص؟
أين أسماء أولئك الجنود المجهولين الذين حوَّلوا الأكواخ إلى حصون، والصمت إلى رصاص؟
لم يكن لديهم مكان على الوثيقة، لكنهم كتبوا أسماءهم في جسد الأرض. دماؤهم صارت مداداً، وجراحهم أصبحت حروفاً لا تُمحى.
سقطوا في الجبال العالية حيث الريح كانت آخر ما يسمعونه، واستشهدوا في السهول حين انحنت الحقول تحية لهم.
بعضهم عُذِّب حتى الموت، وبعضهم نُفي إلى أراضٍ غريبة، يقتات الغربة ويموت بعيداً عن رائحة الوطن.
بعضهم عُذِّب حتى الموت، وبعضهم نُفي إلى أراضٍ غريبة، يقتات الغربة ويموت بعيداً عن رائحة الوطن.
كانوا بلا توقيع، لكنهم حملوا روح الوثيقة في قلوبهم.
كانوا بلا صوت، لكن صمتهم كان أقوى من كل الخطب. كانوا بلا أسماء على الورق، لكن الوطن كله صار شاهداً على تضحياتهم.
كانوا بلا صوت، لكن صمتهم كان أقوى من كل الخطب. كانوا بلا أسماء على الورق، لكن الوطن كله صار شاهداً على تضحياتهم.
إلى هؤلاء المجهولين الذين لم تسجلهم الكتب، الذين لم يذكرهم المؤرخون، نحن مدينون لكم.
لا يكفي أن نبني لكم تمثالاً في ساحةٍ ما، ولا أن نذكر أسماءكم في يومٍ من أيام السنة. يجب أن نكتبكم في الذاكرة الجماعية، في الكتب التي يقرأها أطفالنا، في حكايات الجدات، وفي كل خفقة قلب مغربي ينبض بالحرية.
لا يكفي أن نبني لكم تمثالاً في ساحةٍ ما، ولا أن نذكر أسماءكم في يومٍ من أيام السنة. يجب أن نكتبكم في الذاكرة الجماعية، في الكتب التي يقرأها أطفالنا، في حكايات الجدات، وفي كل خفقة قلب مغربي ينبض بالحرية.
يا من زرعتم الأرض بحريتكم ولم تحصدوا إلا الموت، أنتم أغنياء بأرواحكم الخالدة.
أنتم القصة التي لا تنتهي، النشيد الذي لا يخفت. أنتم الوطن حين يكون الوطن فكرة، وحين يصير الوطن جرحاً، وحين يُولد الوطن من رحم الفداء.
أنتم القصة التي لا تنتهي، النشيد الذي لا يخفت. أنتم الوطن حين يكون الوطن فكرة، وحين يصير الوطن جرحاً، وحين يُولد الوطن من رحم الفداء.
لكم نرفع القصيدة، ولكم نبني الوطن. أنتم أبطال بلا توقيع، لكن توقيعكم محفور في قلب التراب.