السبت 27 إبريل 2024
فن وثقافة

رسالة مفتوحة إلى أحمد عصيد: من غير وضوء، ولا بسملة

رسالة مفتوحة إلى أحمد عصيد: من غير وضوء، ولا بسملة

تقدم نفسها امرأة متمردة وهي مناضلة أمازيغية، بالمقابل يعتبرها البعض الآخر حالة نسائية استثنائية.. أثارت مليكة مزان من خلال خرجات إعلامية الرأي العام عندما عرضت خدماتها الجنسية على الشعب الكردي في تصديه لعناصر "داعش"، وأبدعت مصطلح جهاد النكاح المضاد، لكنها بالمقابل تعتبر هذه الدعوة ضمن الأدب الساخر الذي تريد منه توجيه "صعقاتها الكهربائية" للمجتمع..

لا تخرج هذه الرسالة الخامسة الموجهة لرفيقها أحمد عصيد عن جرأتها الأدبية  في الوقت الذي ما زال المرسل إليه يفضل الصمت...

في ما يلي نص الرسالة/ القصيدة:

"ويبقى لتصحيح الثورة، ثورتنا أنا وأنت.. أن لا بد من أخلاق للثورة...

أن لا بد من أن تتجاوز مفهوم ذاك الحب الذي لا يقنعكَ دينه إلا ما بعد منتصف الليل..

فتمر بي كما يمر بأي عاهرة، متسللاً إلى نعيم سريرها، أي مكتو بجحيم هذا الوطن.

عزيزي..

أليس بسبب مفهومك الرديء هذا للحب لا تكف كل جائعة ثائرة مثلي تطردكَ من سريرها عدواً كبيراً

لكل جسد يأبى أن تهان بطولاته؟!

أليس بسبب مفهومك الرديء هذا سيمضي الوطن ذاك الفقير الأبدي للحب؟!

***

أجل لتصحيح الثورة، ثورتنا أنا وأنت.. لا بد من مفاهيم أرقى...

فلا تنتش كما لو أن ثوراتك (الصغيرة، الرديئة أصلاً) قد أعطت كل ثمارها فقط لأنكَ بعدها دخلتَ سرير ثائرة مثلي من غير وضوء ولا بسملة.. بل متلبساً بأرخص أنواع الجسد، بأقبح مستويات الحب!

***

عزيزي..

لأن الحب هو ذاك الذي لم ترفع شعاره أي ثورة لك عرفتها حتى الآن...

فلا تتعجب إن لم تتمخض كل ثوراتك غير خريطة جديدة لأوجاعنا موزعة على معسكرين لا ثالث لهما:

معسكري أنا...

ومعسكركَ أنت...

يضمني الأول امرأةً لا تزال تحن للحب كما هو متعارف عليه نسائيـاً!

يضم الثاني قواك الذكورية المدججة بكل فلسفة منحطة...

فلسفة لا ترى في ضرورة احترام كرامة الإنسان غير قيمة غربية المنشأ لا تستحقها نساء الوطن،
فلسفة لا تنفك تؤمن بأن الاحتكام دوماً إلى شريعة الذكور نعمة من الغباء التنازل عنها أو النضال من أجل زوالها!

عزيزي..

سيكون عليَّ، إذا، نفيكَ خارج كل سرير للحب، بعيداً عن أي جسد للثورة...

سيكون عليَّ، إذاً، الكفر بأي حب تخضعه لترويضك الذكوري...

***
عزيزي..

من أخطائي سأستفيد...

من المكر الذي به تستولي عليَّ سأعتبر...

إنَّ ذكراً مثلك لا يؤمن بالمساواة في الحب، في السرير، في الفن، في النضال، من الصعب ضمان أي كرامة لي معه!

عزيزي..

غير ذاك الشكل الخالد لأي استبداد أبداً لن تكونْ!"