الثلاثاء 11 فبراير 2025
مجتمع

بنسعيد الركيبي: في الحاجة إلى الحماية القانونية والاجتماعية لعاملات وعمال المنازل قبل الإضراب

بنسعيد الركيبي: في الحاجة إلى الحماية القانونية والاجتماعية لعاملات وعمال المنازل قبل الإضراب الفاعل المدني بنسعيد الركيبي

في ظل النقاش حول حقوق العاملات والعمال المنزليين في المغرب، ومع تزايد المطالب بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والقانونية، برزت قضية إدراج هذه الفئة ضمن الفئات المعنية بالإضراب وهي الخطوة التي أثارت جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، بالنظر إلى هشاشة وضع هذه الفئة وطبيعة عملها.

للحديث عن هذا الموضوع الشائك، استضافت جريدة "أنفاس بريس" الفاعل المدني الأستاذ بنسعيد الركيبي، ليقدم رؤيته وموقفه من هذه الخطوة وأبعادها المختلفة.

في هذا السياق طرح ضيف الجريدة "الأسباب التي تجعله يعتبر هذا القرار غير مدروس" حيث دعا في حواره مع الجريدة "إلى ضرورة العمل على أولويات أكثر إلحاحا لتحسين وضعية العاملات والعمال المنزليين".

 

ـ ما رأيك في إدراج العاملات والعمال المنزليين ضمن الفئات المعنية بالإضراب في المغرب؟

الحقيقة أنني أعتبر هذه الخطوة غير مدروسة وغير منصفة لهذه الفئة الهشة، لأن العاملات والعمال المنزليون يعانون أساسا من ضعف الحماية القانونية والاجتماعية، وإشراكهم في الإضراب قد يزيد من تعقيد وتأزيم معاناتهم بدلا من تحسين أوضاعهم.

 

ـ كيف ذلك؟

أولا، العاملات والعمال المنزليون يفتقرون غالبا إلى عقود عمل واضحة أو تأمين اجتماعي، مما يجعلهم عرضة للفصل التعسفي أو الإنتقام من أصحاب العمل إذا قرروا الإضراب، بالإضافة إلى ذلك، لا توجد تنظيمات نقابية قوية يمكنها أن تمثلهم أو تدافع عن حقوقهم خلال هذه الخطوة.

 

ـ ولكن أليس الإضراب وسيلة لتحقيق مطالبهم؟

بالطبع، الإضراب حق مشروع، لكن يجب أن تكون الأرضية مهيأة لذلك، وطبيعة عمل هذه الفئة تعتمد على علاقة شخصية ومباشرة مع أصحاب المنازل، وأي تصعيد قد يؤدي إلى توتر العلاقة أو فقدان العمل، دون أي ضمانات لهم. وكما تعلمون فإن الإضراب يجب أن يأتي في سياق يتم فيه توفير الحماية الاجتماعية بالدرجة الأولى، مثل الحد الأدنى للأجور، وساعات العمل المنظمة، والتأمين الصحي.

 

ـ إذن ما هي الأولوية بالنسبة لهذه الفئة من الطبقة الشغيلة؟

الأولوية، يجب أن تكون لتحسين ظروف عملهم، وتوفير إطار قانوني يحمي حقوقهم الأساسية، وليس من المنطق الحديث عن الإضراب بينما هذه الحقوق الأساسية غائبة، فالإضراب في وضعهم الحالي قد يكون بمثابة مخاطرة كبيرة قد تعود عليهم بنتائج عكسية.

 

ـ هل هناك تحديات أخرى تحول دون مشاركة هذه الفئة في الإضراب؟

بالتأكيد هناك مسألة التداخل الكبير بين أدوارهم المهنية والشخصية، فالكثير من العاملات المنزليات يعملن كأفراد داخل الأسرة، وليس كمستخدمين أو موظفين، مما يجعل فكرة الإضراب صعبة التطبيق في هذا السياق.

 

ـ ما هي الرسالة التي تود توجيهها إلى الحكومة والنقابات؟

أوجه رسالة إلى الجهات المعنية، سواء كانت نقابات أو حكومة، بضرورة التركيز أولا على تحسين وضع العاملات والعمال المنزليين قانونيا واجتماعيا، وعندما تتوفر لهم الحماية الكافية والتمثيل النقابي الفعال، يمكن الحديث عن الإضراب كوسيلة للدفاع عن حقوقهم. قبل ذلك، أي خطوة مشابهة ستكون مجازفة على حساب هذه الفئة الضعيفة.