مازالت خديجتو محمود، وهي واحدة من ضحايا جرائم البوليساريو، تطالب بمحاكمة إبراهيم غالي، زعيم الانفصاليين الذي تعرضت علي يده للاغتصاب.
وتقول خديجتو: "أنا ضحية من ضحايا جبهة البوليساريو. أقمت في إسبانيا سنة 1997، وفي سنة 2005، ذهبت إلى مخيمات تندوف لزيارة أسرتي، وبقيت هناك حتى سنة 2010. وخلال هذه المدة اشتغلت مترجمة في الرابوني، في البروتوكول الرئاسي، ومع العديد من المنظمات غير الحكومية. لكنني أيضا تعرضت تعرضت للاغتصاب ، وعدت إلى إسبانيا لأضع شكاية في موضوع الاغتصاب الذي تعرضت له على يد إبراهيم غالي الذي استباح كرامتي وشرفي".
وأفادت: "كان عمري 18 سنة فقط عندما اعتدى عليّ إبراهيم غالي جنسياً، كنت ما زلت بكرا وممتلئة بالعفوية وأثق في الشعارات، وهذا أسوأ شيء ما يمكن أن يحدث لفتاة في مقتبل الحياة، وخاصة أنني من عائلة محافظ، وأعيش في مجتمع له عاداته وتقاليده، ويعتز بشرف بناته ونسائه".
وتابعت شهادتها قائلة: "لم أتعرض لوحدي للاغتصاب من طرف زعيم البوليساريو، بل هُناك نساء أخريات تعرضن لنفس هذا الفعل الشنيع والحاط بالكرامة الإنسانية، بيد أن النساء المغتصبات ليس بوسعهن الحديث عن الأمر بوجه مكشوف، خوفا من الفضيحة أو الانتقام".
وأكدت خديجتو أنها حين كانت تتردد، عام 2010، على مكتب ابراهيم غالي، الذي كان حينها ممثلا لجبهة البوليساريو في الجزائر، بغرض الحصول على "رخصة مغادرة مخيمات تندوف" قصد السفر إلى إيطاليا تلبية لدعوة إحدى الجمعيات، طلب منها الحارس مقر التمثيلية العودة في السابعة مساء، وهو الموعد الذي وافقت عليه مُستبعدة أن يكون ذلك لنية مُبيتة، لكنها وجدت عند عودتها ذئبا بشرياً لم يستجب لتوسلاتي المستمرة، ليقوم باغتصابها وانتهاك حرمتها وتلويث شرفها. فـ "مباشرة بعد دخولي إلى مكتب إبراهيم غالي وتبادل التحية معه، لم ينتظر طويلا لينقض عليّ دون أي مقدمات ولا أي مشاعر رحمة، لأن همه الأساس كان هو ممارسة الجنس معي بالقوة والعنف، على الرغم من تعبيري صراحة عن رفضي وصراخي. وحين انتهى من فعلته أول الأمر، أراد إسكاتي بالمال، ووعدني بأنه مستعد لتمكيني من كل كل ما أريده، لكنني لم أستجب لنزواته رغم كل ذلك، الأمر الذي جعله يغتصبني بشكل متكرر دون أي رحمة، مما يؤكد أنه شخص مجرم ومريض".
وأوضحت الضحية أنها عاشت لحظة صدمة رهيبة، ولم تستوعب الأمر، خاصة أن الفاعل قيادي في جبهة البوليساريو، مما جعلها تتردد على طبيب خاص برفقة صديقة لها. لكن صدمتها ستكون أشد حين أشارت عليها والدة ذلك الطيبي بكتمان الأمر، وعدم تقديم شكاية ضد مغتصبها، لأن ذلك يعني المزيد من المشاكل التي يمكن أن تلوث شرفها وشرف عائلتها، وفق تعبيرها.
لم تقتنع خديجتو محمود بوصية تلك الأمر، ولم يكن من المقبول بالنسبة إليها أن تصمت عما وقع لها، لهذا ما إن تمكنت من العودة إلى إسبانيا، في عام 2013، سارعت بتقديم شكوى إلى المحكمة الوطنية الإسبانية التي قررت رفض شكواها في 2018، بدعوى أن الوقائع حدثت في الجزائر، ومغتصبها قيادي في البوليساريو.
وتساءلت خديجتو بالقول: "كيف يمكننا أن نتغاضى عن كل هذا الظلم الممارس في المخيمات؟". وتابعت: "يجب علينا أن نفضح هذه الانتهاكات الجسيمة ونعرضها على القضاء، بل ويتحتم علينا أن نطلع النساء الأخريات أن هناك عالم وأمل خارج جحيم المخيمات، وأن عليهن أن يرفعن أصواتهن لفضح كل هذه الانتهاكات التي تجري في المخيمات، وأيضا في تمثيليات البوليساريو في العاصمة الجزائرية".
وتساءلت خديجتو بالقول: "كيف يمكننا أن نتغاضى عن كل هذا الظلم الممارس في المخيمات؟". وتابعت: "يجب علينا أن نفضح هذه الانتهاكات الجسيمة ونعرضها على القضاء، بل ويتحتم علينا أن نطلع النساء الأخريات أن هناك عالم وأمل خارج جحيم المخيمات، وأن عليهن أن يرفعن أصواتهن لفضح كل هذه الانتهاكات التي تجري في المخيمات، وأيضا في تمثيليات البوليساريو في العاصمة الجزائرية".