الاثنين 13 يناير 2025
خارج الحدود

خديجتو‭ ‬محمود:  إبراهيم غالي.. زعيم البوليساريو اغتصبني عدة مرات بالعنف

خديجتو‭ ‬محمود:  إبراهيم غالي.. زعيم البوليساريو اغتصبني عدة مرات بالعنف خديجتو محمود، ضحية اغتصاب بتندوف على يد ابراهيم غالي زعيم عصابة البوليساريو
مازالت‭ ‬خديجتو‭ ‬محمود،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬جرائم‭ ‬البوليساريو،‭ ‬تطالب‭ ‬بمحاكمة‭ ‬إبراهيم‭ ‬غالي،‭ ‬زعيم‭ ‬الانفصاليين‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬علي‭ ‬يده‭ ‬للاغتصاب‭.‬
 
وتقول‭ ‬خديجتو: "أنا‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭. ‬أقمت‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬سنة‭ ‬1997،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2005،‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬لزيارة‭ ‬أسرتي،‭ ‬وبقيت‭ ‬هناك‭ ‬حتى‭ ‬سنة‭ ‬2010‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬اشتغلت‭ ‬مترجمة‭ ‬في‭ ‬الرابوني،‭ ‬في‭ ‬البروتوكول‭ ‬الرئاسي،‭ ‬ومع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭. ‬لكنني‭ ‬أيضا‭ ‬تعرضت‭ ‬تعرضت‭ ‬للاغتصاب‭ ‬،‭ ‬وعدت‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا‭ ‬لأضع‭ ‬شكاية‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الاغتصاب‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬إبراهيم‭ ‬غالي‭ ‬الذي‭ ‬استباح‭ ‬كرامتي‭ ‬وشرفي"‭.‬
 
وأفادت: "كان‭ ‬عمري‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬فقط‭ ‬عندما‭ ‬اعتدى‭ ‬عليّ‭ ‬إبراهيم‭ ‬غالي‭ ‬جنسياً،‭ ‬كنت‭ ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬بكرا‭ ‬وممتلئة‭ ‬بالعفوية‭ ‬وأثق‭ ‬في‭ ‬الشعارات،‭ ‬وهذا‭ ‬أسوأ‭  ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬لفتاة‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬الحياة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬محافظ،‭ ‬وأعيش‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬له‭ ‬عاداته‭ ‬وتقاليده،‭ ‬ويعتز‭ ‬بشرف‭ ‬بناته‭ ‬ونسائه"‭.‬
 
وتابعت‭ ‬شهادتها‭ ‬قائلة: "لم‭ ‬أتعرض‭ ‬لوحدي‭ ‬للاغتصاب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬زعيم‭ ‬البوليساريو،‭ ‬بل‭ ‬هُناك‭ ‬نساء‭ ‬أخريات‭ ‬تعرضن‭ ‬لنفس‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬الشنيع‭ ‬والحاط‭ ‬بالكرامة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬المغتصبات‭ ‬ليس‭ ‬بوسعهن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأمر‭ ‬بوجه‭ ‬مكشوف،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭ ‬أو‭ ‬الانتقام"‭.‬
 
وأكدت‭ ‬خديجتو‭ ‬أنها‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬تتردد،‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬ابراهيم‭ ‬غالي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬حينها‭ ‬ممثلا‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬بغرض‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬"رخصة‭ ‬مغادرة‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف"‭ ‬قصد‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬إحدى‭ ‬الجمعيات،‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬الحارس‭ ‬مقر‭ ‬التمثيلية‭ ‬العودة‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬مساء،‭ ‬وهو‭ ‬الموعد‭ ‬الذي‭ ‬وافقت‭ ‬عليه‭ ‬مُستبعدة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬لنية‭ ‬مُبيتة،‭ ‬لكنها‭ ‬وجدت‭ ‬عند‭ ‬عودتها‭ ‬ذئبا‭ ‬بشرياً‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬لتوسلاتي‭ ‬المستمرة،‭ ‬ليقوم‭ ‬باغتصابها‭ ‬وانتهاك‭ ‬حرمتها‭ ‬وتلويث‭ ‬شرفها‭. ‬فـ‭ ‬"مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬دخولي‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬إبراهيم‭ ‬غالي‭ ‬وتبادل‭ ‬التحية‭ ‬معه،‭ ‬لم‭ ‬ينتظر‭ ‬طويلا‭ ‬لينقض‭ ‬عليّ‭  ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مقدمات‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬مشاعر‭ ‬رحمة،‭ ‬لأن‭ ‬همه‭ ‬الأساس‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬ممارسة‭ ‬الجنس‭ ‬معي‭ ‬بالقوة‭ ‬والعنف،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعبيري‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬رفضي‭ ‬وصراخي‭. ‬وحين‭ ‬انتهى‭ ‬من‭ ‬فعلته‭ ‬أول‭ ‬الأمر،‭ ‬أراد‭ ‬إسكاتي‭ ‬بالمال،‭ ‬ووعدني‭ ‬بأنه‭ ‬مستعد‭ ‬لتمكيني‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أريده،‭ ‬لكنني‭ ‬لم‭ ‬أستجب‭ ‬لنزواته‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬يغتصبني‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رحمة،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬شخص‭ ‬مجرم‭ ‬ومريض"‭.‬
 
وأوضحت‭ ‬الضحية‭ ‬أنها‭ ‬عاشت‭ ‬لحظة‭ ‬صدمة‭ ‬رهيبة،‭ ‬ولم‭ ‬تستوعب‭ ‬الأمر،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الفاعل‭ ‬قيادي‭ ‬في‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬تتردد‭ ‬على‭ ‬طبيب‭ ‬خاص‭ ‬برفقة‭ ‬صديقة‭ ‬لها‭. ‬لكن‭ ‬صدمتها‭ ‬ستكون‭ ‬أشد‭ ‬حين‭ ‬أشارت‭ ‬عليها‭ ‬والدة‭ ‬ذلك‭ ‬الطيبي‭ ‬بكتمان‭ ‬الأمر،‭ ‬وعدم‭ ‬تقديم‭ ‬شكاية‭ ‬ضد‭ ‬مغتصبها،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلوث‭ ‬شرفها‭ ‬وشرف‭ ‬عائلتها،‭ ‬وفق‭ ‬تعبيرها‭.‬
 
لم‭ ‬تقتنع‭ ‬خديجتو‭ ‬محمود‭ ‬بوصية‭ ‬تلك‭ ‬الأمر،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬أن‭ ‬تصمت‭ ‬عما‭ ‬وقع‭ ‬لها،‭ ‬لهذا‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭  ‬إسبانيا،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬سارعت‭ ‬بتقديم‭ ‬شكوى‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الإسبانية‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬رفض‭ ‬شكواها‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬بدعوى‭ ‬أن‭ ‬الوقائع‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬ومغتصبها‭ ‬قيادي‭ ‬في‭ ‬البوليساريو‭.

وتساءلت‭ ‬خديجتو‭ ‬بالقول: "كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتغاضى‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬الممارس‭ ‬في‭ ‬المخيمات؟"‭. ‬وتابعت: "يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفضح‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬ونعرضها‭ ‬على‭ ‬القضاء،‭ ‬بل‭ ‬ويتحتم‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نطلع‭ ‬النساء‭ ‬الأخريات‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عالم‭ ‬وأمل‭ ‬خارج‭ ‬جحيم‭ ‬المخيمات،‭ ‬وأن‭ ‬عليهن‭ ‬أن‭ ‬يرفعن‭ ‬أصواتهن‭ ‬لفضح‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬تمثيليات‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الجزائرية"‭.‬