توفي يوم أمس بمدينة وهران الجزائرية أقدم مغربي منفي خارج البلاد، وهو عبد العزيز الخمليشي بعد مرض لم ينفع معه علاج ، حيث عاش بالجزائر كلاجئ سياسي منذ سنة 1963 ، بعدما هرب للجزائر أيام سنوات الرصاص بعد انتمائه لأحد المنظمات اليسارية والتي كانت محظورة خلال تلك السنوات.
وعلمت "أنفاس بريس" أن أفراد عائلة الراحل بالمغرب لم يستطيعوا حضور مراسيم الجنازة بالجزائر نظرا لإغلاق هذه الأخيرة لحدودها مع المغرب وهو الشئ الذي خلف استياءا لدى أفراد عائلة الراحل.
وكان عبد العزيز الخمليشي،الذي ينحدر من مدينة تطوان، من خيرة المناضلين التقدميين بالمغرب، حيث انتمى إلى خلية تطوان رفقة أصدقائه وهو مازال يدرس في القسم الثانوي وكان من التلاميذ المجتهدين والمتفوقين، وكان يناضل الراحل من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية والكرامة.
غير أن شراسة القمع الذي كان يتعرض لها المناضلون خلال تلك الفترة، دفعت بالراحل عبد العزيز الخمليشي بالبقاء بالجزائر، وضاقت عائلته مختلف أنواع الترهيب والتعذيب النفسي خاصة والدته التي عانت كثيرا جراء غيابه .
و تزوج الراحل عبد العزيز الخمليشي بمواطنة جزائرية وأنجبا ثلاثة أبناء، ورغم طول مدة غيابه عن المغرب لسوء العلاقات بين بلادنا والجزائر فإنه ظل دائما يتابع أخبار بلده وفي اتصال دائم مع أسرته وعائلته. وكان الراحل معجبا كثيرا بمبادرة هيئة الإنصاف والمصالحة التي قامت بتعويض ضحايا سنوات الرصاص رغم أنه لم يستفيد من هذه المبادرة ، وكان الراحل ينوي مؤخرا الدخول إلى المغرب لكن المرض ألم به وشاءت الأقدار أن يرحل وهو يحمل لقب أكبر منفي خارج المغرب.
