تحت عنوان: "عبد الله شاطر.. عامل جديد بطموحات تنموية جديدة"، تحدث أسلامة اشطوط باحث في التراث والدراسات الصحراوية والإفريقية، عن التحديات المطروحة أمام هذا المسؤول الترابي، المعين مؤخرا عاملا على إقليم طانطان والقادم من إقليم النواصر:
تعيين السيد عبد الله شاطر عاملا جديدا على إقليم الطنطان يمثّل نقطة تحول هامة في مسار التنمية المحلية، ويبعث بإشارات قوية حول التوجهات الجديدة التي تسعى المملكة إلى تحقيقها في المناطق الجنوبية، وفي مقدمتها الطنطان. هذا الإقليم الذي يُعدّ بوابة المغرب على الصحراء ومركزا استراتيجيا هاما، يعاني من مجموعة من التحديات التنموية التي تراكمت عبر الزمن، لكنه يزخر أيضا بفرص هائلة للنمو والاستثمار.
تعيين السيد عبد الله شاطر عاملا جديدا على إقليم الطنطان يمثّل نقطة تحول هامة في مسار التنمية المحلية، ويبعث بإشارات قوية حول التوجهات الجديدة التي تسعى المملكة إلى تحقيقها في المناطق الجنوبية، وفي مقدمتها الطنطان. هذا الإقليم الذي يُعدّ بوابة المغرب على الصحراء ومركزا استراتيجيا هاما، يعاني من مجموعة من التحديات التنموية التي تراكمت عبر الزمن، لكنه يزخر أيضا بفرص هائلة للنمو والاستثمار.
وصول عبد الله شاطر إلى رأس هذا الإقليم يثير حماسة كبيرة بين أبناء الطنطان، الذين يرون فيه شخصية مؤهلة لتحقيق نقلة نوعية في مجالات التنمية والعدالة الاجتماعية.
عبد الله شاطر، المولود عام 1972 في الدار البيضاء، ليس بغريب عن عالم الإدارة والتنمية. خريج المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، حاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية. استطاع عبر سنوات من العمل في القطاعين الخاص والعام أن يكوّن فهما عميقا لكيفية تسيير المشاريع الاستثمارية وتنمية الأقاليم. بدأ شاطر مسيرته المهنية كوكيل تجاري عام 1997، وواصل العمل في القطاع الخاص، حيث اكتسب خبرة ميدانية قوية في التعامل مع المستثمرين والشركات الكبرى.
هذا التكوين جعله يدرك أهمية الاستثمار كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تحوّل عبد الله شاطر بعد ذلك إلى القطاع العام، حيث شغل مناصب هامة في مديرية الاستثمارات الخارجية والمركز الجهوي للاستثمار بالدار البيضاء. ترأس هناك قطاع دعم المستثمرين حتى عام 2014، وهي مرحلة حاسمة في مسيرته المهنية أظهرت قدرته على تحويل الأفكار والمشاريع الاستثمارية إلى إنجازات ملموسة. تلك الخبرة أكسبته سمعة كرجل ميدان عملي، ملتزم بتحقيق النتائج بعيدا عن البروتوكولات والمظاهر الإدارية التي تستهلك الوقت والموارد دون أن تقدم فائدة حقيقية للمواطنين.
اليوم، ومع تعيينه عاملا على إقليم الطنطان، تفتح صفحة جديدة من التطلعات التنموية. يعرف عن العامل الجديد أنه يحمل رؤية استثمارية عميقة، وهي الرؤية التي تحتاج إليها الطنطان في هذه المرحلة الحساسة.
إقليم الطنطان، رغم ما يمتلكه من إمكانيات، يحتاج إلى توجيه استراتيجي فعّال لتحقيق التنمية الشاملة. ومن خلال خبرته في إدارة الاستثمارات، يمكن لعبد الله شاطر أن يستقطب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية التي تسهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز البنية التحتية للإقليم.
السكان في الطنطان يشعرون بالتفاؤل الكبير إزاء هذا التعيين، ويأملون أن يسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية. فالطنطان بحاجة ماسة إلى تحسينات في مجالات متعددة، بدءا من التعليم والصحة وصولا إلى توفير بنية تحتية قوية تدعم الاقتصاد المحلي. هذا إلى جانب ضرورة التركيز على التنمية البشرية، وهو ما يمثل أحد الركائز الأساسية للرؤية الملكية التي تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق الاقتصادية بين المناطق.
التحديات التي تنتظر العامل الجديد كبيرة، ولعلّ أبرزها هو العمل على تنفيذ برامج التنمية البشرية والاستثمار في الرأسمال البشري. كما أن إطلاق مبادرات جديدة لخلق فرص عمل للشباب وتحفيز المبادرات المدرة للدخل هو أحد أهم الملفات التي تحتاج إلى اهتمام خاص. فالشباب في الطنطان يتطلعون إلى مستقبل أكثر استقرارا، حيث يمكنهم الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة وتحقيق طموحاتهم.
لا يخفى على أحد أن المنطقة الجنوبية للمملكة تلعب دورا استراتيجيًا في الرؤية المستقبلية للتنمية الشاملة التي وضعها الملك محمد السادس. لذلك، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق العامل ليست مجرد إدارة إقليم، بل هي جزء من مشروع وطني كبير يهدف إلى تعزيز توازن التنمية بين مختلف جهات المملكة. وهذا المشروع لا يمكن تحقيقه إلا بتعاون جميع الأطراف، من سلطات محلية وقطاعات حكومية ومؤسسات خاصة، وهو ما يستدعي جهدا جماعيا من كل مكونات المجتمع لتحقيق الأهداف المرجوة.
ختاما، إن تعيين عبد الله شاطر في هذا المنصب يمثل فرصة تاريخية لإقليم الطنطان. فهو رجل يتمتع بالخبرة والتفاني في العمل، ولديه رؤية واضحة للتنمية، مما يجعله الشخصية المناسبة لإحداث التغيير الذي طالما انتظره السكان. لكن النجاح لن يأتي دون دعم وتعاون من الجميع، سواء كانوا من المواطنين أو المسؤولين أو المستثمرين. فالتحديات كبيرة، ولكن بالإرادة والعمل المشترك، يمكن تحقيق قفزة نوعية تجعل من الطنطان نموذجا للتنمية المحلية المستدامة.
نتمنى للعامل كل التوفيق في مهامه الجديدة، ونثق بأن هذا التعيين سيشكل فارقا كبيرا في مسار التنمية بإقليم الطنطان، وأنه سيكون خير قائد لتحقيق التغيير المنشود وتحقيق الطموحات العريضة لسكان الإقليم.
أهلا بك مجددا، ونتمنى لك التوفيق في مسيرتك، فأنت الآن في قلب الطنطان، وفي قلب تطلعات أهلها.