يعتبر يو م 10 أكتوبر من كل سنة، تاريخ رمزي بدلالات قوية على المستوى الوطني. فهو يروم للإحتفاء وطنيا بنساء المغرب، وهي مناسبة لفتح نقاش هادئ حول قضايا سجالية بطبيعتها مادامت تتعلق بصلب المشروع المجتمعي، وبالهندسة الأسرية المرغوب في إقرارها، فضلا عن محورية النساء في تحقيق الإنتقالات الضرورية وربما القطائع اللازمة للاستمرار النوعي لدينامية التاريخ وارتياد آفاق مغايرة.
ليست قضايا النساء قضايا خاصة بهن، بل هي تكثيف لرهانات ثقافية وسياسية واجتماعية متداخلة، فقضايا النساء هي أسئلة حول القيم المرجعية ومنظومة الحريات، وأسس العدالة والإنصاف، وهي أيضا قضايا التنمية المتكافئة وترويض لتغول السلط واستقوائها؛ عبر ترسيم حدود لها ووضع قواعد لتفاعل عقلاني فيما بينها.
لا أتصور أن تخصيص هذا اليوم كان عبثا، أو أملته اعتبارات رمزية خالصة، بل كان تقديرا جماعيا لأهمية الحوار والتفكير بصوت مرتفع وصريح حول قضايانا الجوهرية، بل احد التمارين الضرورية التي تحتاجها سياقات الدمقرطة والإصلاحات العميقة، والحال أنه في اليوم الوطني للمرأة المغربية تحضر بعض مظاهر الإحتفال وتغيب الإرادة في مواجهة أسئلة الراهن وقضايا المستقبل.