الأحد 8 سبتمبر 2024
سياسة

هل يكفي استدعاء السفير الجزائري؟

هل يكفي استدعاء السفير الجزائري؟

ما هو دور السفير الجزائري بالرباط؟ أية قيمة لوجود سفير يقوم بدور رعاية مصالح الجزائريين بالمغرب؟ ألا يمكن أن تقوم بذلك أية سفارة أجنبية ترعى مصالح جيراننا الموجودين فوق أرضنا؟ السفير الجزائري بالرباط لا علم له بأن الجيش الجزائري أطلق النار عنوة على مواطنين مغاربة ساقتهم الأقدار ليكونوا قاطنين على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر. يجهل تماما الواقعة أو تجاهلها، والتي هي على كل لسان. لم يسمع بأن مواطنا مغربيا يرقد في المستشفى في حالة حرجة لأنه أصيب برصاص جزائري من طرف قناص من الجيش "الوطني" الجزائري.

الجيش الجزائري مفروض فيه الدفاع عن حوزة الوطن، لكن ما قام به كفيل بأن يدفع الدولة الجزائرية، لتغيير اسم وزارة الدفاع الجزائرية إلى وزارة الحرب. والحرب على من؟ الحرب على المغرب، الذي يؤمن بحسن الجوار.

لقد اختارت الجزائر طريق الحرب بالوكالة ضد المغرب. فوقفت وراء صناعة البوليساريو، واشترت مجموعة من الأصوات التي كانت ضمن مجموعة الوحدة والتحرير، رفقة الراحل رشيد الدويهي، وجندت ودربت، ليس لغرض الصحراويين ولا لكرامتهم، ولكن من أجل خلق مشكلة تجعل المغرب لا يلتفت إلى الصحراء الشرقية، وفق ما أورد الوزير المالطي في كتابه حرب البترول رواية عن الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين.

وصرفت الجزائر ملايير الدولارات على المؤامرة ضد المغرب، بل إن الجزء الوفير من عائدات النفط والغاز تذهب للحرب ضد المغرب، وذلك من خلال شراء اللوبيات، ووسائل الإعلام، وصولا إلى إيجاد أصوات انتهازية من داخل الصحافة المغربية.

وتجندت الجزائر في الآونة الأخيرة لمواجهة المغرب على مستوى المنتديات الدولية، وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، الذي تحول إلى حلبة للكذب الجزائري، لكن قوة التوثيق المغربي وشراسة الدفاع عن التجربة المغربية في حقوق الإنسان، قلبت السحر على الساحر، وخرجت الجزائر مفضوحة أمام العالم وظهرت سوءاتها، وتبدت للمتتبعين كغيتو للجرائم ضد حقوق الإنسان، والبلد المغلق على القتل والجريمة السياسية، وشراء الضمائر والمنظمات الحقوقية حتى لا تظهر مخازيه.

بالجملة لقد انهزمت الجزائر في الحرب بالوكالة ضد المغرب، وبالتالي سارعت إلى اختلاق بضعة مشاكل حدودية مع المغرب، واعتقال مغاربة من غير حجة وتعذيبهم وسرقة أمتعتهم وأموالهم وطردهم، ومحاولة توريط المغرب في حرب اللاجئين من بلدان العالم، وصولا إلى إطلاق الرصاص على مواطنين مغاربة.

هزيمة الجزائر أمام المغرب في الحرب بالوكالة، والظروف السياسية التي تمر منها، خصوصا وأن الرئاسة أصبحت منصبا سريا، حيث لا يُعرف مكان وجود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهل هو مريض أم يحتضر أم مات وما زالوا يبحثون عن شبيه له مثلما حدث في مسرحية الزعيم لعادل إمام، حتى يمرروا ما تبقى من صفقات ضد الشعب الجزائري، دفعت العسكر الحاكم في الجزائر إلى محاولة تصدير أزمته من خلال مناوشات مع المغرب.

فالسفير الجزائري، الذي (....) لا يعلم بما حدث، عدمه أحسن من وجوده، ما دامت الحدود مغلقة، والعلاقات التجارية في الحضيض، والمناورات في القمة، فمن الأحسن إنهاء قصة وجود سفارة يعلم الله دورها في الرباط وتقوم بما يمكن أن تقوم به أية سفارة في رعاية مصالح أشقائنا الجزائريين المقيمين بالمغرب.