الأربعاء 18 سبتمبر 2024
منبر أنفاس

إبراهيم أفروخ: هجرة جماعية وإختباء أخنوش وتشويش بنكيران...

إبراهيم أفروخ: هجرة جماعية وإختباء أخنوش وتشويش بنكيران... إبراهيم أفروخ
لو حدث الأمر في دولة تحترم نفسها لقدم رئيس الحكومة عزيز أخنوش إستقالته على الفور. عوض الإختباء في نشاط شبابي لحزبه بأكادير، في وقت حساس ووضع خطير جدا، يحاول فيه عشرات الآلاف من الشباب المغاربة المتجمعون بمدينة المضيق للهجرة جماعة عبر سبتة السليبة نحو أروبا بسبب تردي الأوضاع الإجتماعية في البلاد وطلبا في حياة كريمة هناك...

رئيس الحكومة عزيز أخنوش فضل شؤونه الحزببه بأكادير على ما يقع شمال المملكة، الرجل لم يعر أي إهتمام لما يجري ولم يصدر أي بلاغ أو تصريح أو كلمة رغم أنه في خطابه الحزبي تحدث عن كل شيئ إلى درجة أنه وصف سياسة حكومته بالحكومة الإجتماعية التي حققت للمغاربة آمالهم وكل تطاعاتهم، ففي الوقت الذي كان يتحدث فيه رئيس الحكومة وأمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار عن أرقام ومعطيات تمجد الحكومة الإجتماعية التي يقودها، كان عشرات الآلاف من الشباب المغاربة يحتشدون بمدن شمال المملكة إستعدادا لمغادرة البلاد عن طريق البحر نحو أوروبا، غير مبالين بما يقول رئيس حكومتهم التي لم يعد يصدق سياستها وبرامجها أحد، بل فضلوا عليها المخاطرة بحياتهم والمغامرة بمصيرهم نحو المجهول...

فرئيس الحكومة عوض إثارة هذا الموضوع في خطابه الحزبي وإبداء رأيه فيه فضل الرد على عبد الإله بنكيران الذي لم يعد مفهومها سبب عدم إعتزاله السياسة بعد، خصوصا وأن حديثه في هذا الوقت ليس إلا عملية تشويش ولفت للانتباه عن ما يحدث من هجرة جماعية للشباب المغاربة نحو أروبا ..

الهجرة الغير الشرعية التي ترتبط بقصة 15 شتنبر التي جندت لها الدولة جميع الإمكانيات للتصدي لها، و إعتقال 60 محرضا تورط في التحريض والترويج لها.

ففي الوقت الذي كان ينتظر محاسبة رئيس الحكومة ومن معه من المسؤولين على هذه القضية التي تشوه صورة المغرب وتخدش برامجه الحكومية من استعدادات لتنظيم كأس افريقيا سنة 2025 وكأس العالم لسنة 2030 وبرنامج الدولة الإجتماعية...

إختار هؤلاء المسؤولين الإختباء كل بطريقته، فرئيس الحكومة الذي إختار نشاط حزبه بأكادير، عن أخطر عملية هجرة جماعية يعرفها المغرب لعدد هائل من أبنائه، أظهر أنه وحكومته غير مهتمين بهذه الهجرة الجماعية حتى وإن كانت من شريحة مهمة الشباب الذي يعتبر عماد هذا المجتمع.

صمت الحكومة والأحزاب وفعاليات المجتمع المدني وترك المؤسسات الأمنية في مواجهة هذا الأمر الخطير، يستدعي إعادة النظر في البرامج الإجتماعية للحكومة وتحديد المسؤوليات التي كانت وراء فشل جميع مبادراتها وبرامجها التي تخص الشباب.

كما يتطلب التحقيق في الأسباب والمسببات التي جعلت جل الشباب المغاربة يفكرون في الهجرة من البلاد نحو بلاد أخرى، وبشكل جماعي وفي صورة عرت كل شيئ وفضحت كل السياسات العمومية وضربت بها عرض الحائط، بل واقعة الفنيدق فضحت الحكومة والاحزاب والجمعيات وكل شيئ.