السبت 12 أكتوبر 2024
اقتصاد

كريم عايش: المنتدى الصيني – الإفريقي فتح آفاقا واعدة أمام الاستثمارات الصينية بالمغرب

كريم عايش: المنتدى الصيني – الإفريقي فتح آفاقا واعدة أمام الاستثمارات الصينية بالمغرب كريم عايش، الباحث في المركز المتوسطي للأبحاث والدراسات التشاركية والدولية
قال كريم عايش، باحث في المركز المتوسطي للأبحاث والدراسات التشاركية والدولية في لقاء ضمن برنامج " ملفات في الواجهة " على أمواج الإذاعة الوطنية يوم الثلاثاء 10 شتنبر 2024 والذي ينشطه الزميل ابراهيم لفضيلي إن المنتدى الصيني – الإفريقي يعد قمة استراتيجية تضع البلدان الإفريقية على سكك التنمية، لأن الصين هي قوة اقتصادية ولها من الإمكانيات والاستثمارات والديون ما يمكنها من أن تكون شريكا فعالا لهذه الدول، مشيرا بأن الدول الإفريقية بحاجة الى شركاء اقتصاديين فاعلين وإمكانيات كبيرة حتى تستطيع الدول الإفريقية استقطاب الاستثمارات الخارجية وبناء المصانع وفتح سبل التجارة لترويج المنتجات الإفريقية والمحلية ولتحقيق مستوى من التبادل التجاري يمكن الدول الإفريقية من تحقيق التنمية .
 
وأشار عايش أن المغرب انضم رسميا الى مشروع الحزام والطريق الذي أطلقته الصين عام 2017  من خلال توقيع مذكرة تفاهم، وهي المبادرة التي تربط 70 دولة عبر حزام سككي وطرق من آسيا الى روسيا وأوروبا وصولا الى المغرب ، مضيفا بأن المغرب لم يوقع هذه المذكرة بصفته الوطنية بل نيابة عن كل القارة الإفريقية على اعتبار أن الصين ومن خلال هذا المنتدى ومن خلال التواجد الفاعل لأعضاء البعثة المغربية تعتبر المغرب بوابة إفريقيا ، وبالتالي فالمنتدى الإفريقي – الصيني بالإضافة الى مبادرة الحزام والطريق يشكلان دعامتان أساسياتان اعتمدا عليهما المنتدى في إقرار الخطة التي تم الإعلان عنها في إعلان بيكين من خلال المساعدة في برمجة خطة عمل 2025 – 2027 من أجل تحقيق التنمية المستدامة .
 
وأوضح عايش أن المغرب يرتبط بالصين من خلال عنصرين: الشاي الأخضر فالمغرب هو أول مستورد للشاي الأخضر من الصين ومن خلال الرحالة ابن بطوطة الذي قام بزيارة الصين سنة 1342، والصين تحتفي كل سنة بهذا الرحالة وقد أقامت متحفا ومجموعة من الأنشطة التعريفية بهذا الرحالة الكبير  الذي عبر ثلاث قارات للوصول الى الصين، وبالتالي فتاريخيا فالعلاقات المغربية – الصينية هي ضاربة في القدم.
 
كما تطرق عايش الى العلاقات المغربية – الصينية في العهد الحديث، حيث كانت بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1958، وكانت أول بعثة مغربية الى الصين سنة 1960 وآخر زيارة لعاهل مغربي كانت للملك محمد السادس سنة 2002 ، زار خلالها الصين ووقع العديد من الاتفاقيات.

وسبق ذلك توقيع اتفاقية للتعاون الثقافي سنة 1982 وافتتاح أول معهد صيني بالمغرب سنة 2008 بجامعة محمد الخامس (معهد كونفوشيوس ) وبجامعة الحسن الثاني سنة 2013، كما أن المكتبة الوطنية الصينية تضم مجموعة من الكتب التي تتحدث عن الحضارة المغربية، وهي المؤلفات التي أهداها الملك محمد السادس أثناء زيارته للصين.
 
كما وقعت الصين اتفاقية مع المغرب لدعم سياسته الصحية إبان جائحة كورونا، مكنت المملكة من التوفر على لقاح كورونا، في الوقت الذي كان هناك صراع دولي حول تملك اللقاحات، وتمكن من خلال هذه العلاقة من توفير جزء من هذه اللقاحات للدول الإفريقية في إطار تضامن وتعاون المغرب مع البلدان الإفريقية، كما وقع اتفاقيات استثمارية لبناء مصنع للقاح "سينوفارم " بالمغرب وهو ما فتاح الباب أمام الشركات الصينية  للاستثمار في المغرب في اطار انفتاح المغرب على الاستثمارات الخارجية وتحوله الى قطب لتلقي الرساميل الأجنبية، مضيفا بأن لقاء رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالمسؤولين الصينيين على هامش المنتدى الصيني – الإفريقي – كان له أثر كبير فيما يتعلق بالاستثمارات الصينية في المغرب، وهو ما يؤكده البيان الختامي للمنتدى حيث أعلنت الصين عن مجموعة كبيرة من الاستثمارات بإفريقيا بمبلغ يناهز 50 مليار دولار على مدى 3 سنوات .