اعتقد جازما أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى يعيش في كوكب آخر، بحكم أنه لا يعلم بأن الحكومة التي ينتمي إليها في المغرب كانت قد قررت إغلاق الحمامات الشعبية على خلفية شح التساقطات المطرية وقلة مخزون مياه السدود، بل أنه لا يعلم بأن هناك عدة مدن بجهات مختلفة مازالت تعاني من هذا الإجراء التعسفي، حيث طال نفس القرار عدة مرافق أخرى بما فيها قطع الماء الصالح للشرب على العديد من المدن عدة ساعات من اليوم بفعل الجفاف.
دليلنا في هذا الموقف من الوزير شكيب بنموسى يرتبط بالمراسلة الأخيرة التي أصدرها وعمم فحواها على مستوى المديريات الإقليمية التابعة للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بتاريخ 4 شتنبر 2024، والتي تحث على "تشجيع التلميذات والتلاميذ على ممارسة رياضة الـﮜولف". وأيضا تطالب رسالته التوجيهية من مسؤوليه بـ "تشجيع التلميذات والتلاميذ على ممارسة نشاط رياضة الـﮜولف"، مستندا على شعار الواجهة والماكياج المتمثل في "من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع".
فهل رياضة الـﮜولف التي خصص لها شكيب بنموسى مراسلة خاصة، تعتبر في نظر وزيرنا من بين الرياضات الشعبية التي يتهافت عليها أبناء الشعب المغربي؟ ومتى كان المغاربة يقبلون على هذا الصنف من الرياضات المدرسية؟ وكيف يمكن أن نربط بين أزمة الماء، وتراجع المنتوجات الزراعية إلى جانب كل أصناف المغروسات الموسمية، في علاقة بتوجيهات الوزير التي تحث على تسجيل التلميذات والتلاميذ بأندية رياضة الـﮜولف؟.
في هذا السياق عبر مراقبون للشأن التعليمي عن أسفهم لخرجة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حيث وصفوا محتوى مراسلته/الفضيحة بـ "البؤس والهراء والرداءة بمساحيق تجميل تافهة" في إشارة إلى ما أسموه بـ "العبث" و "البريكولاج"، على اعتبار أنه من المفروض من وزير يتحمل مسؤولية حقيبة التعليم أن يترجم سياسة الحكومة بالنظر للأزمة الخانقة التي تعرفها البلاد على مستوى ترشيد استعمالات المياه فضلا عن خارطة الطريق المائية التي دعا لها ملك البلاد.
الحمد لله على نعمة التساقطات المطرية الأخيرة التي كانت سببا في رفع منسوب مجاري الوديان وملئ حقينة بعض السدود، رغم ما تكبدته ساكنة الجنوب والشرق من خسائر بشرية، ومادية في البنايات والطرقات والقناطر، في أفق أن تترجم الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين فحوى رسالة وزيرنا المبجل، لتشجيع رياضته المدرسية "الـﮜولف" التي يريد أن يعممها على المديريات الإقليمية.
وعبر أحد الظرفاء على رسالة شكيب بنموسى بقوله" يا سبحان الله، الحمامات الشعبية مغلقة في وجه الناس بتبرير أزمة الماء، والسي شكيب يشق البحر بعصاه لإقامة ملاعب الـﮜولف" وأضاف مستغربا بقوله: "ألم يعلم بن موسى بكارثة موت أشجار الزيتون بعدة مناطق فلاحية بفعل أزمة الماء؟".