قام المشاركون في ملتقى اخوان الطفولة الذي هو مخيم شباب الحركة بخرجة الى غابة ومخيم خرزوزة يوم الاحد 18 غشت الماضي، بعد أن تحول الملتقى الى مخيم رأس الماء بسبب قرار اقفال مخيم خرزوزة.
وقضى الشباب يوما كاملا وقاموا بجولة استطلاعية تفقدية لكل مرافق المخيم وفضاءاته، ووقفوا على إنجازات الحركة طيلة الثلاثة عقود السابقة من اوراش الشباب التي كانت تقام كل سنة لتطوير بنيات وإعادة هيكلة منشئات المخيم التي أهملت من قبل وتآكلت وأقفلت لعقود، وعاش الشباب مع ذكريات إخوانهم مسؤولي وقدامى الحركة الذين ساهموا في هذه الملحمة واطلعوا على برامج الحركة ومقترحاتها المستقبلية، واطلعوا على معرض صور الذكريات وقصة عاصمة خرزوزة.
مساهمة مواطنة في خدمة الطفولة والتنمية المجتمعية
في قلب الأطلس المتوسط، بالقرب من أزرو وإفران، يقع مخيم خرزوزة الذي يتجاوز كونه مجرد فضاء للتخييم، ليكون رمزاً لجهود حركة الطفولة الشعبية في تعزيز الروح التطوعية وتقديم خدمات وطنية وتربوية لأجيال متعاقبة. هذا المشروع التطوعي بدأ في أواخر الثمانينيات، وتحديداً عام 1988، في ظل تحديات كبيرة نتيجة تراجع البنيات التحتية بسبب سنوات الجفاف وضعف تمويل الدولة للخدمات العامة.
رحلة طويلة من البناء والتحديات
يعد مشروع "خرزوزة" من أقدم وأهم المبادرات التربوية في المغرب، حيث يمثل نموذجاً فريداً في تطوير مراكز التخييم وتأهيلها. وعلى مدى ثلاثة عقود، شهد المشروع تطورات مستمرة لتحسين البنيات التحتية وتوسيع نطاق المستفيدين من المخيم، رغم التحديات المالية والتنظيمية. وبفضل التفاني والالتزام الجماعي، استمر المشروع وصمد.
يهدف المشروع إلى إنشاء مخيم تربوي مستقل مالياً وتنظيمياً تحت اشراف المنظمة التربوية المتفق معها، وذلك من خلال تحويل إقامته من الخيام إلى مبانٍ ثابتة وسط الطبيعة، ليوفر بيئة آمنة للأطفال طيلة العام وتوسيعه وتدبيره.
التوسع والتطوير
عرف مخيم خرزوزة مراحل متعددة من التوسع والإصلاح، حيث تمت إضافة مرافق جديدة وتحسين الخدمات، ما رفع عدد المستفيدين من 400 طفل في البداية إلى أكثر من 1000 حالياً. المخيم اليوم يمثل نموذجاً للتخييم المتكامل، حيث يضم منشآت حديثة ومصادر مياه طبيعية من العين والبئر والخزان الجديد، مما يشكل خطوة نحو تحقيق الاستقلال الذاتي.
وخلال الثلاثين عاماً الماضية، واجه القائمون على المشروع تحديات كبيرة فيما يتعلق بالتمويل والإدارة، لكنهم نجحوا في تأسيس شراكة فاعلة مع الدولة، من خلال توقيع اتفاقيات متعددة، أبرزها اتفاقية 2005، التي جُددت في 2014 و2018، بهدف تطوير البنية التحتية وتعزيز إدارة المخيم.
التحديات الراهنة
ورغم النجاحات، فإن المشروع واجه صعوبات في السنوات الأخيرة، أبرزها تراجع التمويل بسبب غياب دعم برامج التجديد وإعادة الهيكلة وتقلص الموارد المالية نتيجة توقف بعض الجهات الخارجية عن تقديم الدعم. كما شهدت الخطط الداخلية للوزارة تذبذباً مع كل تغيير للمسؤولين.
نداء للاستمرارية
تؤكد حركة الطفولة الشعبية أن مشروع خرزوزة ما زال قائماً ويحتاج إلى تعبئة جماعية قوية للاستمرار. ورغم التأثير السلبي لجائحة كورونا، يبقى الهدف الأساسي هو خلق فضاء يجمع بين الأنشطة التربوية والثقافية والبيئية. كما تسعى الحركة إلى تحويل خرزوزة إلى مركز إشعاع تربوي وثقافي يستقطب الجمعيات والفاعلين التربويين.
وضمن الرؤية المستقبلية، تطمح الحركة إلى تجديد الاتفاقيات مع وزارة الشباب والرياضة وتوسيع دائرة التعاون مع الشركاء المختلفين، بهدف تحويل المشروع إلى نموذج للتنمية المستدامة والتربية الشعبية. كما تتضمن هذه الرؤية إنشاء مرافق رياضية ومسارات للمشي في الطبيعة، بالإضافة إلى برامج تربوية وثقافية متنوعة تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة والتعاون بين الأطفال والشباب من مختلف مناطق المغرب.