نشر سفيان رحيمي فيديو جميل، يجمعه في الحافلة مع باقي عناصر المنتخب الأولمبي المغربي. وأنا أتقاسمه، أستغل المناسبة لأتحدث قليلا عن سفيان، بما أعرف عنه، و عبره أتحدث عن شبابنا و أولاد بلادنا الذين يستحقون كل الدعم والمساندة لتيسير أمور حياتهم.
سفيان رحيمي لاعب "كوايري" له كل ما يجب، تقنيا و ذهنيا و بدنيا، ليكون رسميا في هجوم أي ناد كبير من الأندية الأوروبية العريقة ...
و إنسانيا، سفيان رحيمي شاب مغربي الروح، مرح وتلقائي وطيب الأخلاق، صبور وله قدر كبير من الرزانة و الاتزان ...
وهو، أيضا، ولد الشعب بكل ما تحمله الكلمة من معاني ودلالات ... مر بكل المراحل التي يمر منها أولاد الشعب الطيبين في مسار بناء الذات ... كبر و هو يحلم بأن كرة القدم يمكن أن تكون الحضن و الملجأ ... لذلك رفض التكاسل و التقاعس ... ولم يستسلم لليأس حين لم ينل فرصة مستحقة ليكون في منتخبنا في قطر 2022 ...
ثم ظل سفيان متمسكا بالأمل حتى بعد المونديال، رغم إصرار مدرب المنتخب الأول على أن لا يستدعيه، مبررا ذلك بأسباب واهية لم تقنع أي مغربي يفهم في كرة القدم ...
يقول المغاربة جملة بليغة : "ربي كبير ...!!!" ... وهم يقصدون أنه سبحانه وتعالى لا يحب الظلم ... و يعوض و ينتصر للصابرين مهما طال الزمن ...
لذلك، فرحنا كثيرا باستدعاء سفيان للمنتخب الأول، بعد ضغط كبير مارسه الجمهور المغربي و فرضه تألق سفيان رحيمي مع ناديه ... وفرحنا بإدماجه مع مجموعة المنتخب المغربي الأولمبي التي تميزت في أولمبياد باريس ... والحمد لله ربي ما خيبناش ... ورأينا سفيان يحطم كل الأرقام، ويؤكد أنه نجم سيكون له كل ما يستحقه لقلبه الطيب وتلقائيته وصدق تعابيره.
من دون شك، يوجد في بلادنا، في كل جهات ومدن وقرى وجبال المملكة المغربية الشريفة، أمثال سفيان الرحيمي بالملايين وبالآلاف ... لهم مؤهلات مختلفة، ولهم طموحات مشروعة وقلوب طيبة، يريدون الخير لأنفسهم ولأسرهم ولوطنهم. والمطلوب بإلحاح من جميع المسؤولين العموميين، في كل المستويات، سواء في مختلف الجامعات الرياضية أو في الأندية الرياضية، أو في القطاعات العمومية الأخرى غير الرياضة، فتح الطريق أمام الشابات والشباب ... وتشجيعهم ودعمهم ومساعدتهم، وتعزيز ثقتهم في أنفسهم ليحققوا ذواتهم ... بعيدا عن ثقافة الإحباط وتسفيه العزائم ... بعيدا عن التهميش المتعمد لأسباب شخصية ... بعيدا عن المحاباة ومنطق الريع ...
يجب أن يفهم الجميع أننا لن نخسر شيئا إذا تركنا الشباب والشابات، وتركنا المواطنين بشكل عام، يزيدو لقدام و يطوروا حياتهم، ويكونوا بخير في دراستهم وفي عملهم، وفي استثماراتهم و مشاريعهم الصغيرة أو الكبيرة ...
أكيد أننا لن نخسر شيئا لو جعلنا قلوبنا تستوعب كل أبناء الوطن، حبا و عطاء و مساندة و اعتزاز بهم ... بل سننتصر جميعا ... و سينتصر المغرب ...