الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

إدريس أحميد: الاتحاد المغاربي إلى أين؟!

إدريس أحميد: الاتحاد المغاربي إلى أين؟! إدريس أحميد
تمثل المنطقة المغربية أهمية جغرافية من خلال موقعها الاستراتيجي للعالم العربي وشمال افريقيا وأوروبا  وللامريكتين والبحر المتوسط والمحيط الاطلسي.
تاريخيا شهدت حضارات وصراعات هجرات من الشرق والغرب من ناحية أوروبا، ومن جنوب القارة الأفريقية.
اجتماعيا تتميز بالتنوع العربي والامازيغي والزنجي والاندلسي وترتبط الغالبية بالدين الإسلامي.
في دول ليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
ويشغل مساحة تبلغ  حوالي 5.782.140 كلم 2 بنسبة 42 % من مساحة المنطقة العربية.دول المغرب العربي (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، وموريتانيا) تتمتع بثروات
 طبيعية متنوعة تشمل:
النفط والغاز الطبيعي في ليبيا والجزائر، الفوسفات في المغرب وتونس، والحديد والذهب في موريتانيا، وزراعة زيت الزيتون والتمور، والصيد البحري من البحر المتوسط والمحيط الاطلسي .
والطاقة المتجددة في كل الدول المغاربية !
تاريخ دول الاتحاد المغاربي 
وقعت دول تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، تحت الاستعمار الفرنسي، ماعاد ليبيا التي استعمرتها  إيطاليا.
وبذلك جمعتهم الهوية الثقافية والاجتماعية المتقاربة، وأهمها حركة الهجرة بين البلدان والتي شكلت روابط اجتماعية.
وقد تشاركت في حركة التحرر، من خلال التبادل والدخائر بالاسلحة، وامتزجت الدماء في معارك بين الجزائر وليبيا، وأهمها معركة " ايسين" 1957 ضد المستعمر الفرنسي، ومعركة ساقية سيدي يوسف 8 فبراير  1958 بين تونس والجزائر.
وكذلك النضال المشتركة بين المغرب والجزائر في عهد الملك محمد الخامس، الذي قدم كافة أنواع الدعم بالسلاح وفتح الحدود للمجاهدين الجزائريين والدعم السياسي في تحدي للاستعمار الفرنسي وكذلك الدعم الشعبي من أجل استقلال الجزائر.
توثرت العلاقات بين الجزائر والمغرب بعد فترة وجيزة من استقلال الجزائر 1963، مما أدى نشوب نزاع حدودي في بينهما على المناطق الجنوبية بما يعرف بحرب الرمال.
أيضا النزاع حول الصحراء الغربية عام 1975، بعد انسحاب إسبانيا دخل المغرب وموريتانيا في نزاع حول المنطقة، دعمت الجزائر جبهة البوليساريو، مما زاد من التوثر بين البلدين، ولازال الخلاف قائم بينهما !
أما ليبيا فقد ساهمت في تأسيس الجبهة وقدمت لها كافة أنواع الدعم، الذي كان بمثابة احتضان المغرب ، للنظام الملكي الليبية والمعارضة، في رأى اخر بررت ليييا ذلك لدعم البوليساريو في مواجهة الاستعمار الاسباني  .
واستمر حتي عودة العلاقات بين المغرب وليبيا في 13  غشت  1984، وتوج باللقاء التاريخي بين الراحلين الملك الحسن الثاني والعقيد معمر القذافي، وتوقيع اتفاقية الاتحاد العربي الأفريقي في مدينة "وجدة " المغربية .
أما موريتانيا فقد احتفظت بعلاقات متميزة مع كل البلدان المغاربية، من خلال التعاون في مختلف المجالات ، وحافظت على سياسة الحياد في تعاملها ، ومنها ملف الصحراء الغربية منذ انسحابها في عام 1979  .
ارتبطت تونس بعلاقات تاريخية مع المغرب تعتبر بشكل عام، وتستند إلى التاريخ المشترك والعلاقات الثقافية والاجتماعية والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري .
سياسيا التزمت تونس بالحياد في ملف الصحراء الغربية.
الاتحاد المغاربي 
جاء تأسيس اتحاد المغرب في 17 فبراير 1989  كخطوة استراتيجية، عكست رغبة الدول المغاربية بأهميته،  وتحقيقا لارادة الشعب المغاربي، على الرغم من الخلاف بين الجزائر والمغرب.
وقد شهدت العلاقات الدبلوماسية في التسعينيات.
وتأزمت العلاقات بأغلاق الحدود البلدين، على الرغم من الامكانيات الاقتصادية الكبيرة للبلدين، ولكن التبادل بينهما محدود جدا.
وتعتبر الروابط الاجتماعية بين أبناء الشعب الواحد، خير رهان  على حتمية العلاقة المتينة. 
الواقع ورهانات المستقبل تستند  العلاقات  السياسية على المصالح، فلا خلاف دائم أو وفاق دائم، ولكن علاقات دول الجوار ترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية وتاريخية وجغرافية، تختلف عن علاقات الدول الاخري، على الرغم من قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب في 20 أغسطس 2021، بعد اتهامات جزائرية للمغرب بممارسة أعمال عدائية. 
ليبيا شهدت اضطرابات سياسية منذ عام 2011، مما أثر على استقرار الداخلي  ودوها الاقليمي، كذلك تونس التي تشهد مخاض سياسي، أدى إلى انشغالها بالوضع الداخلي .مما أثر على دورهما في تفعيل الاتحاد المغاربي.
إلا أن المتغييرات الإقليمية والأزمات الاقتصادية، وفي ظل سياسة التكتلات، والتحديات الأمنية تستدعي تعاون  مشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة، خاصة مع التهديدات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء. تم تبادل المعلومات الاستخبارية وتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء لمواجهة هذه التهديدات. 
وأن يسخر  الامكانيات، وأهمها الموقع الجغرافي والثروات الهائلة،  والتعداد السكاني  والراوبط الاجتماعية.
وجاءت مواقفه جميع الدول على اختيار امين عام جديد للاتحاد المغاربي، كخطوة للمحافظة على الاتحاد  ومؤسساته. 
فالمصالح المفقودة أكبر من أي خلافات، كقضية الصحراء التي عطلت مسيرة الاتحاد المغاربي، والتعاون المشتركة بين البلدين.
فالزمن كفيل بتجاوز الخلافات بين الجزائر والمغرب، واستقرار ليبيا وممارسة تونس وموريتانيا لدورهما، فالاتحاد المغاربي هو الخيار الاستراتيجي !!
 
 
إدريس أحميد/ صحفي وباحث سياسي